تواصل معنا

هكذا يكون النزف .. كي نلمس العزف .. على انغام الحروف .. عبرتي بإحساس رتبه مشاعرك فأحسنتي الترتيب .. والمحتوى .. سطور من على خد الورق خطها قلمك .. فشكرا لهذا...

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
مشاهدة المرفق 157257
هكذا يكون النزف .. كي نلمس العزف ..
على انغام الحروف ..
عبرتي بإحساس رتبه مشاعرك فأحسنتي
الترتيب .. والمحتوى ..
سطور من على خد الورق خطها قلمك ..
فشكرا لهذا الجمال ..
هكذا يكون الحرف حين يفيض من قلبٍ يعرف المعنى…
نزفك ليس مجرد كتابة، بل عزفٌ داخليٌّ يلمس النبض ويمتدُّ في الصمت.
مررتَ على اللغة كما تمرّ الريح على قنديلٍ مشتعل… فلم تنطفئ، بل ازداد وهجها.
سطورك ترتّب الوجع كأنها تُهندس الفوضى، وتزرع فينا دهشة الجمال.
شكرًا لهذا الإحساس النبيل… ولحضورك الذي يعرف كيف يُحاور الحرف بعين القلب.
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
لمّا مرّ بي

لم يكن يشبه أحدًا، ولم يكن غريبًا.
هو فقط يشبه إحساسًا كان يسكنني ذات نسيان،
يشبه صوتًا قديمًا كنت أُطفئ به جوعي، وأُرمم به خوفي.
لمّا دخل، كانت الطاولة تهتز من خيالي، لا من خطواته.
كأنني رأيته يمرّ من فوق روحي، لا من أمامي.
وفي لحظة واحدة، كل شيء صار قديمًا — فنجان القهوة، جسدي، المدينة،
كأنني خرجت من ممرّات نوم طويلة،
واستيقظت على ظلٍّ يعرفني أكثر مما أعرفني.

لم يكن جميلاً،
لكنه يملك تلك الندبة التي أعرف جيدًا كيف خلّفتها.
وذاك الحزن المؤدب في عينيه، الذي لا يطلب شيئًا، لكنه يقيم.

جلستُ أراقبه.
أراقب يديه — لم تتغير، لا زالت تتحرك بتلك الرتابة المريحة، كأنهما تكتبان وصية لأحدٍ ما.
لم تنظر إليّ عيناه، لكنني كنت أعلم أنه يشعر بي،
مثلما كنت أشعر به حين كنا نحيا سويًّا في زمان آخر،
كنا نضحك فيه بلغةٍ لم تعُد تُدرّس.

كنت قد نسيته —
أو على الأقل رتّبت حزني حوله جيدًا،
زرعت له شجرة، ونسيت مكانها.
لكنّه جاء،
وركضت الذاكرة بلا حياء.
ركضت فوق الأسطح،
أين كان يسلّيني بخوفه من المرتفعات،
ويركض خلفي وأنا أضحك:
"أنتَ خائف! وأنتَ كبير!"
يضحك، ثم يقول:
"أنا خائف فقط لأنكِ تركضين أمامي،
ولا أحتمل أن أقع من دونك."

هل يقع الناس حين يفقدون الحب؟
أم أن الحبّ هو ما يمنع السقوط، حتى حين نظن أننا سقطنا؟
ربما نحن الآن جالسان على طاولتين، لكنّ شيئًا في السماء يربط أرجلنا بخيطٍ خفيّ.
ننظر في اتجاهين، لكن الحبل مشدود،
متوتّر،
يرتعش كلّما ابتسمتُ بلا سبب،
وكلما رفع كوبه على مهلٍ كمن يعيد تمثيل مشهدٍ قديم.

هل نُعيد أنفسنا في كل حياة؟
أم نولد لنتذكّر ما كنّا؟
أنا لا أبحث عنه.
لكني وجدته.
هو لا يسألني.
لكنه تذكّرني،
ولا يحتاج لأكثر من هذا.
 
Comment

وعـــد 🎵

مشرفة قسم الاصدقاء كافيه والخواطر
الاشراف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
31,078
مستوى التفاعل
18,544
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
10
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
من شرفة الغيم،
أُطلُّ على الحنين كمن يلوّح لنبضٍ رحل،
أعانق الريح كأنها بقايا صوتك،
وأبعثر قلبي بين الغيمات، لعلّها
تُهديك نبأ اشتياقي.

..
من شرفة الغيم،
أكتبك على وجه السماء،
بكل لهفةٍ خبأها الليل،
وكل وجعٍ خجلت منه النجوم

..
من شرفة الغيم،
أُرسل اسمي مع الرذاذ،
علّه يبلل ذاكرتك،
ويوقظ فيك شيئًا يشبهني.
أراقب المدن البعيدة،
كأنك تسكن كل نافذة فيها،
وأحسب المسافات،
بقلبي لا بالخرائط.

..
من شرفة الغيم،
أنتظر لا شيء… سوى
أن تمرّ صدفةً،
كالمطر،
حين يأتي دون موعد،
ويترك كل شيء نديًّا…
حتى القلب~


ـــ وعد
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية-المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
13,331
مستوى التفاعل
1,755
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
9
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
من شرفةِ الغيم…

تَعلَّمتُ أن أرى الحكايةَ كاملةً، قبل أن تسقطَ أولُ نقطةٍ من دمعي. كنتُ أخشى الانكسارَ، لكن هنا، خلف هذا اللبادِ الأبيض، علمتُ أن الانكسارَ جزءٌ من نصفي المتيمِ بالكتابة؛ فكلُ شظيةٍ تُولدُ من صمتي، تحملُ في ثناياها قوةً جديدة، لا تكتبُ إلا لمن يجرؤ على الاحتضارِ ليعودَ إلى الظهورِ بحجْمِ السماء.


وهكذا، من شرفةِ الغيم، صرتُ أدركُ أن العشقَ ليس سوى جناحٍ يبني وطنَهُ في الفراغ، وأن الحزنَ ليس سوى بوابةٍ تُهدي الروح إلى موعدٍ بلا موعدٍ، لقاءً بلا عنوان. فلتأتي الرياحُ بما تشاءُ، فإني أواجهها من هنا، من عتبةِ الخلودِ الهادرةِ، حيث يتحوّلُ الألمُ إلى جسرٍ يربطني بالحياةِ بصوتٍ أسمعهُ هو صدَى قلبي قبل أن يكونُ نبضاً في صدري


🌸🌸
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية-المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
13,331
مستوى التفاعل
1,755
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
9
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
من شرفة الغيم…

تعلمتُ أن العين التي تنظر إليك بصدق تملك قوة أكبر من كل الكلمات.
في عينيها وجدتُ وعدًا،
لا بالكلام،
بل بالصمت الذي يفهمه القلب وحده.

وعدًا بأن لا يكون البعد نهاية،
وأن اللقاء الحقيقي يبدأ من مكان أعمق من المسافات.


رأيتُ عيناها، وأيقنتُ أن الحب الحقيقي هو أن ترى في عين من تحب أكثر مما يرى هو نفسه، أن تفهم ما لا يقال،
أن تحس بما لا يُرى.

من هنا، من شرفة الغيم، أحمل نظرتها معي، وأعرف أن وجودها، حتى وإن كان بعيدًا، يجعل من الحياة شيئًا يستحق أن ينتظر ويصبر


🌸🌸
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
الغربة، يا صديقي، ليست السفر.
ليست حقيبة تفتحها على سريرٍ غريب،
ولا لهجة تتلعثم فيها أمام بائع خبز.
الغربة الحقيقية؟
أن تكون في وطنك... ولا تجد مكانك.

أن تمشي في الشوارع التي حفظت ملامحك،
ولا تلمح في الوجوه وجهًا واحدًا يسألك:
هل ما زلت كما أنت؟
أن تمرّ على البيت القديم،
فتراه كما هو، لكنك لا تعود كما كنت.

الوطن، أحيانًا، يصير دولة داخل القلب
مغلقة بالحدود.
وكلما هممت بزيارتها،
طلبوا منك إذن عبور، وصك نوايا،
وسؤالاً صعبًا: "ما الذي جئت تبحث عنه؟"

جئت أبحث عن نفسي...
لكن يبدو أن نفسي أيضًا لم تعد تسكن هنا.

الغربة داخل الوطن كأن ترتدي ثوبك المفضل،
ولا تشعر بالدفء.
كأن تسمع نشيد طفولتك،
ولا تنهض دمعة واحدة.

هي غربة بلا طائرة،
بلا مطار، بلا جواز سفر.
غربة بحذاء معتاد،
تسير فيه إلى عملك كل يوم،
وتبتسم للزملاء،
وتقول: "أنا بخير"... وأنت تتفتّت كحائط قديم.

كنت أظن أن الوطن لا يُخون،
لكنني اكتشفت أن الخيانة ليست دائمًا فعلًا واعيًا.
أحيانًا يخذلك المكان لأنه تغيّر...
أو لأنك أنت تغيّرت،
والمصالحة لم تتم.

الغربة لا تكون حين لا تعرف أين تذهب،
بل حين لا تعرف أين تنتمي.
وكلّما حاولت أن تنحاز،
وجدت نفسك واقفًا في المنتصف،
مائلًا قليلاً... لكن دون سقوط.


أيها الوطن،
أنا لم أخرج منك،
أنت الذي مررتَ من جواري ولم تلتفت.
كنتُ واقفة على الرصيف،
ألوّح بكفيّ الصغيرتين،
لكنك كنت مستعجلًا،
ممتلئًا... لا مكان لي.

لكن لا بأس،
سأظل أحتفظ بعنوانك،
ربما يمرّ طيفك ذات حلم،
ويجلس قليلاً…
في قلبي.


من شرفة الغيم | جوري
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
ليس بالضرورة أن تمطر السماء كي نشعر بالشتاء.
الشتاء الحقيقي يحدث في الداخل.
في اللحظة التي تجلس فيها إلى نفسك،
ولا تجد ما تقول.
كيف نحمل الشتاء داخلنا؟
كما يحمل المسنّ صوره القديمة في درجٍ لا يفتحه،
كحزنٍ ليس له مناسبة،
لكنه يأتي كل مساء، ويخلع حذاءه بثقة.
الشتاء، يا صديقي،
ليس برودة الجو، بل برودة القلب،
حين لا يعود يلهث خلف أحد،
ولا يشتاق لأحد،
ولا يصدق أحدًا.
نحمله حين نفهم أن الدفء الذي نبحث عنه،
لا يأتي من الأجساد،
بل من المعنى،
من تلك اللحظة الدقيقة التي يشعر فيها الإنسان
أنه مفهوم… حتى لو صامتًا.
في الشتاء الداخلي،
الناس يمرّون بك كما تمرّ الريح من نافذة قديمة.
تفتح لهم الطريق،
ثم تغلق النافذة،
وتعود إلى نفسك.
بلا دموع، بلا مقاومة، بلا خيبة حتى.
فأنت تعرف مسبقًا أنهم عابرون،
وأنت عابر فيهم.

هل تعرف ما الذي يميّز هذا النوع من الشتاء؟
أنه لا يُعلن نفسه.
لا يأتي بثياب ثقيلة،
ولا يرنّ على الزجاج.
بل يدخل من داخلك،
كالندم، كالذكريات المتأخرة،
كأغنية تحبّها… لكن لا تجرؤ على سماعها.
الشتاء الذي نحمله، لا يُكتب في نشرات الطقس،
ولا تُرصد له العواصف.
لكنه يُبقي النور خافتًا في العيون،
ويجعل الابتسامة تنزلق من الشفاه قبل أن تكتمل.
ويعلّمك أن تضع معطفًا داخليًا على قلبك،
لا يراه أحد،
لكنّه يحفظك من البلل.

هكذا نحمل الشتاء،
كشيءٍ عزيز لا نشاركه،
كفصل لا يحتاج إلى تقويم،
بل إلى عزلةٍ نختارها،
ونُسمّيها: السلام.


من شرفة الغيم | جوري​
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية
في خبر متداول ترامب يفرض ضريبة بقيمة 17%على الطماطم المكسيكية .....

من شرفة الغيم .....​
عرس بلا موسيقى، ومهرٌ تدفعه العروس

في كل مرة تهمّ الطماطم المكسيكية بعبور الحدود إلى الأراضي الأمريكية،
تتوقف قليلًا عند المرآة،
تعدّل حمرة وجنتيها،
وتتذكر أنها ليست فقط ثمرة... بل عروس تدفع مهرها بنفسها،
كما تفعل العروس في بعض أعراس الهند
حيث لا ينتظرها عريس غنيّ على صهوة جواد،
بل مائدة شروط وجمارك وعقود،
ويكون على رأسها الزنجفار، لا الزينة،
وعلى كتفيها ديون سبعة عشر بالمئة.
سبعة عشر بالمئة.
هذا ليس رقمًا، بل "مهر الدخول"،
الدخول إلى أسواق لا تهتم إن كنتِ ناضجة أو نديّة،
بل كم تدفعين لتصبحي صالحة للأكل الأمريكي.
في هذا العرس التجاري،
العروس لا تُزفّ بالأهازيج،
بل تُوزن، تُفحص، وتُجلد على ظهر الشاحنة.
وكل صندوق خشبي، هو تابوت بسياسة خارجية تُغلّفها بالطماطم.
في الهند،
تدفع العروس مهرها للعريس.
وفي السوق العالمي،
تدفع الطماطم مهرها للسلطات الجمركية.
تتزيّن بالتكاليف، تتعطّر بالتفاهمات،
وتدخل إلى بيت الزوج الأمريكي كأنها جارية معتذرة عن نكهتها الزائدة.
ليس في الأمر اقتصاد فقط،
بل حفلة تنكرية،
يتقن فيها السوق ارتداء عباءة "الحرية التجارية"،
ويخفي تحته غُرف تفتيش، ونظرات ريبة، ومرايا تشكّ بكل ما هو أحمر.
هل هي سياسة؟
أم حفلة زفاف تافهة في قصرٍ مزيّف؟
هل هي حماية للمنتج المحلي؟
أم غيرة من طماطم نضجت تحت شمسٍ صادقة؟
أسئلةٌ تذبل كما تذبل الطماطم إن طال بها الانتظار.
وفي نهاية العرس،
لا يُلقى على العروس الأرز،
بل تُلقى عليها فواتير وضرائب وابتسامات صفراء من موظفي الجمارك.
وهكذا،
تدخل الطماطم المكسيكية أمريكا،
وهي تدفع مهرها،
وتحني رأسها،
وتبتسم ابتسامة باهتة كأنها تقول:
"أنا لم آتِ كي أُؤكل فقط، بل جئتُ كي أدفع ثمن نفسي."

بالنهاية إدراك أن كل شيئ بات يعبر الهواء الأمريكي رئته يجب أن يدفع الثمن....
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
من شرفة الغيم ....مقالات صباحية

Screenshot_٢٠٢٥٠٧١٧-٠٨٥٢٣١_Google.jpg

طبعًا، لم يسبق لي أن شربت "إفيان". لا لشيء، إلا لأنني مثل معظم عباد الله الفانين كنت أظن أن الماء... ماء!
لكنني كنت مخطئًا، يا سادة!
فالماء، كما يبدو، يمر بجامعات النخبة ويتخرّج من جبال الألب بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.

دخلت السوبرماركت، لا بنيّة فلسفية، بل بنيّة شراء معجون أسنان. لكنني لمحتها... القنينة النادرة!
كانت تقف هناك بكبرياء، بين سندان التخفيضات ومطرقة "العرض الأقوى"، كأنها تقول:
"أنا لست كغيري، اشربني... تصبح إنسانًا مختلفًا!"
وبالفعل، تغيّرت.
لا أدري إن كان السبب هو الماء، أم سعره الذي كان كفيلًا بجعلي أتأمل الحياة والموت ودورة الاقتصاد العالمي.

نصف ليتر؟ بسعر وجبة مشبّعة في مطعم محترم؟
دفعت، احترامًا للعلم والتجربة، وشربت.
لم أشعر بأنني رويت عطشي، لكنني شعرت بأنني شاركت النخبة تجربة وجودية عميقة.

القنينة فاخرة، وكأنها صُممت في متحف للفنون المعاصرة، لا مصنع للمياه.
اسمها فرنسي، ومصدرها سويسرا، وحضورها يُخجل علب الحليب، ويُربك زجاجات العطر.

وقفت عند البائع وسألته:
"عفواً، ما سر هذا الماء؟"
قال بابتسامة خالية من السخرية:
"بيشربوها المشاهير!"
فشعرت لوهلة أنني قد أتحول إلى نجم على غلاف مجلة، فقط لأنني رشفت منها ثلاث رشفات!

لكن، وهنا تبدأ القصة الحقيقية...
من يومها، بتّ أحتفظ بالقنينة كما يحتفظ العشاق بصورهم الأولى،
أملأها من مياه الحنفية المحلية بكل وقار،
أرتدي نظارتي الشمسية التي اشتريتها من الباعة الجوالين بثقة لا تهتز،
وأخرج إلى الشارع كأنني أحد مشاهير العالم.

أرجّ الزجاجة ببطء، أفتحها أمام الناس بتركيز سينمائي،
وأروي عطشي... ليس العطش الجسدي، بل الروحي!
أشرب كأنني أتذوّق "الأناقة السائلة"،
وأرقب انعكاس الشمس على القنينة كأنني أشارك في إعلان عالمي.

أجمل ما في الأمر؟
تلك النظرات التي ترمقني بها الفتيات...
نظرات لا تدري إن كانت ترى نجمًا صاعدًا،
أم شخصًا شرب من ماء مختلف!​
في هذا المعرض الكبير… لسنا إلا زجاجات ماء فاخرة
ما يُملأ فينا لا يهم
المهم كيف نُعرض للعالم
اسم أجنبي، لمعة زجاج، وجرعة أناقة
والمحتوى؟ مؤجل لحين إشعار آخر 💧📸
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى