-
- إنضم
- 9 أغسطس 2022
-
- المشاركات
- 20,451
-
- مستوى التفاعل
- 15,231
- مجموع اﻻوسمة
- 19
دولة من الفخار في كل قلب
إنها لا تشبه باقي الدول
لا تعلن استقلالها في المحافل
بل في مراسم خافتة عند اللقاء
ولا ترفع اعلامها على السارية
بل ترفع في شهقة صدر
حين يذكر الغائب
ولا تنحني اعناقها لملك
بل لذكرى
لفتنة
لاثر لم يبرأ بعد
في دولة الفخار
الجدران ليست من طين
بل من نبض يابس
ومن خيبات تصلبت كالاختام
والمواطنون
كلهم غرباء
كأن القلوب هجرتهم
او كأنهم هاجروا القلوب
طوعا
وندموا متأخرين
لا سفارات لدولة الفخار
ولا تعترف بها الامم
لكن كل قلب منكسر
يعرف تماما حدودها
ويحمل جواز سفرها في صدره
مكتوبا عليه
لا دخول الا بوجع
ولا خروج الا بذكرى
والاقامة مدى الحنين
في دولة الفخار
الحب ليس قصة تروى
بل صدع لا يرمم
وترنيمة تقال في السر
حين يعجز الضجيج عن البوح
هي الدولة التي لا تفتح بالحروب
ولا تغلق بالسلام
بل يدخلها العاشق
على حين غفلة من نفسه
ويخرج منها اقل مما كان
واكثر مما يحتمل
تتآكل معالمها
كلما حاولت الذاكرة... النسيان
وتزدهر كلما زرعت غصة
وكلما بللها حرف لم يكتب
او وداع لم يعلن
ليس لها حاكم
بل تسكنها امرأة واحدة
تحمل في عينيها
شكل الدولة وخرابها
وفي صوتها نشيد الانهيار
اما دستورها
فهو وجع نبيل
لا يكتب
ولا ينسى
ولا يروى
الا اذا انفجر القلب
من عاش فيها
لا يعود كما كان
ومن غادرها
لا يجد في العالم
وطنا يشبه
الخذلان الانيق
الذي تعلمه هناك
ليست دولة بالمعنى المفهوم
ولا وطنا بالمعنى الملموس
هي احتمالية
انفجار داخلي تم نسيانه عمدا
كيف صار هذا الوجع طريقا
لا يؤدي إلى جهة
ولا يقفل من جهة
لا علم لها
إلا ما رفع في داخلك
حين خفضت رأسك دون أن تدرك
لا نشيد
إلا ما يسمع من داخل نبض
لا يريد أن يتوقف
ولا يريد أن يعلن الحياة
يدخلها المسافر دون خطوات
ويغادرها المقيم دون أثر
ولا أحد يعلم
هل كانت مكانا
أم كانت اسما
أم كانت فقط مجازا
التبس على الحرف حين ارتجف
في نظامها
لا توجد شوارع
بل ممرات تؤدي إلى الداخل فقط
ولا يوجد قصر للحكم
بل مقعد في ذاكرة امرأة
تشبه الغيم المبلل بالتاريخ
سكانها لا يتحدثون
لا لأنهم لا يعرفون
بل لأنهم جربوا أن يتكلموا
فصار الصوت حطاما
والكلام لا يصل إلا ممزقا
كأن الحروف تستحي من نفسها
أما قانونها
فهو نفي مستمر
لما ظننت أنك فهمته
هو تأجيل متكرر
لمعنى لم يكتمل
هو شعور بأنك تقترب
ثم تكتشف
أن الاقتراب ضرب من التيه
وكل من سكنها
فقد اسمه
وكل من غادرها
ترك ظله فيها
ولم يعد يراه
ثم لا شيء
إلا أن الزمن فيها لا يمر
ولا يتوقف
هو فقط
ينظر إليك
وأنت تحاول أن تكون
ولكن هيهات
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : دولة من الفخار في كل قلب
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء