في خبر متداول ترامب يفرض ضريبة بقيمة 17%على الطماطم المكسيكية .....
من شرفة الغيم .....
عرس بلا موسيقى، ومهرٌ تدفعه العروس
في كل مرة تهمّ الطماطم المكسيكية بعبور الحدود إلى الأراضي الأمريكية،
تتوقف قليلًا عند المرآة،
تعدّل حمرة وجنتيها،
وتتذكر أنها ليست فقط ثمرة... بل عروس تدفع مهرها بنفسها،
كما تفعل العروس في بعض أعراس الهند
حيث لا ينتظرها عريس غنيّ على صهوة جواد،
بل مائدة شروط وجمارك وعقود،
ويكون على رأسها الزنجفار، لا الزينة،
وعلى كتفيها ديون سبعة عشر بالمئة.
سبعة عشر بالمئة.
هذا ليس رقمًا، بل "مهر الدخول"،
الدخول إلى أسواق لا تهتم إن كنتِ ناضجة أو نديّة،
بل كم تدفعين لتصبحي صالحة للأكل الأمريكي.
في هذا العرس التجاري،
العروس لا تُزفّ بالأهازيج،
بل تُوزن، تُفحص، وتُجلد على ظهر الشاحنة.
وكل صندوق خشبي، هو تابوت بسياسة خارجية تُغلّفها بالطماطم.
في الهند،
تدفع العروس مهرها للعريس.
وفي السوق العالمي،
تدفع الطماطم مهرها للسلطات الجمركية.
تتزيّن بالتكاليف، تتعطّر بالتفاهمات،
وتدخل إلى بيت الزوج الأمريكي كأنها جارية معتذرة عن نكهتها الزائدة.
ليس في الأمر اقتصاد فقط،
بل حفلة تنكرية،
يتقن فيها السوق ارتداء عباءة "الحرية التجارية"،
ويخفي تحته غُرف تفتيش، ونظرات ريبة، ومرايا تشكّ بكل ما هو أحمر.
هل هي سياسة؟
أم حفلة زفاف تافهة في قصرٍ مزيّف؟
هل هي حماية للمنتج المحلي؟
أم غيرة من طماطم نضجت تحت شمسٍ صادقة؟
أسئلةٌ تذبل كما تذبل الطماطم إن طال بها الانتظار.
وفي نهاية العرس،
لا يُلقى على العروس الأرز،
بل تُلقى عليها فواتير وضرائب وابتسامات صفراء من موظفي الجمارك.
وهكذا،
تدخل الطماطم المكسيكية أمريكا،
وهي تدفع مهرها،
وتحني رأسها،
وتبتسم ابتسامة باهتة كأنها تقول:
"أنا لم آتِ كي أُؤكل فقط، بل جئتُ كي أدفع ثمن نفسي."
بالنهاية إدراك أن كل شيئ بات يعبر الهواء الأمريكي رئته يجب أن يدفع الثمن....