همسات اسكادا.

[اسكادا]

أحيانًا لا نحتاج أكثر من زاوية صغيرة ننتمي إليها.
لا صخب، لا مطالب، ولا حتى سؤال.

مجرد مكان، يسمح لك أن تترك يومك على عتبته، وتجلس كما أنت، بكل ما فيك من تعب وفرح وذكريات.

في هذا الركن، لا أحد يحاسبك على صمتك، ولا ينتظر منك حديثًا مرتبًا.

هنا، كل شيء يكتفي بوجودك.
كل ما كنت تخفيه عن العالم، تستطيع أن تتركه يرتاح بجانبك.
تضع رأسك على الجدار، وتغلق عينيك، وتنسى أن الحياة كانت يومًا ثقيلة عليك.

في الركن الهادئ،
تدرك أن الطمأنينة لم تكن في البعيد، كانت هنا، قريبة بما يكفي.. ولكنك كنت مشغولًا عنها.



~

 

[اسكادا]

ليس على القلب أن يفسر شعوره في كل مرة.
بعض المشاعر لا تحتاج شرحًا، يكفي أنها جاءت وسكنت، وكأنها تعرف مكانها من زمن.

وفي هذا الركن، أتعلم كيف أهدأ دون أن أشرح، وكيف أبتسم دون أن أنتظر سببًا.

هكذا ببساطة…
أعود إلى نفسي، وأعود إليكِ.




~

 

[اسكادا]

أحيانًا، أشعر أني لا أحتاج شيئًا أكثر من أن أكون بعيدًا عن كل شيء.
لا أسأل عن الغد، ولا أراجع الأمس.
أغلق عينيّ قليلًا، وأترك العالم يدور كما يشاء.

أحب تلك اللحظات التي لا ينتظرني فيها أحد، ولا أحتاج فيها أن أشرح أين أنا أو ماذا أريد.
لحظات لا يشغلني فيها شيء، سوى أن أكون بخير، كما أنا.

في تلك اللحظة، كل شيء يصبح واضحًا…
الحزن يصبح أقل ثقلاً
والفرح يصبح أكثر صدقًا،

وأنا،أصبح أقرب لما كنت أبحث عنه دائمًا دون أن أعرفه.

ربما السعادة، ليست أكثر من لحظة راحة صامتة…
لحظة لا تريد فيها شيئًا سوى أن تضع رأسك على كتف الحياة، وتغمض عينيك.



~

 

[اسكادا]

لا أحد يعلم كم من الطرق مشيتها وحدي،
ولا كم مرة جلست أرتب قلبي، وكأنني أعده ليواصل الطريق دون أن ينكسر.
في داخلي أشياء لا يعرفها إلا الله،

تعبٌ قديم، وحلم معلق، ورضا بسيط يكفيني كي لا أسقط.

تُغريني الحياة أحيانًا، ثم أعود إلى صمتي كمن تعلّم ألا يركض وراء كل شيء يلمع.

أحتفظ ببعض الأمنيات في قلبي، لا أطلبها بإلحاح، ولا أنساها…

أكتفي أن تبقى داخلي دافئة، تنتظر وقتها، أو لا تنتظر… لا يهم.

كل ما أريده الآن،
أن أواصل طريقي بهدوء،
أن أكون خفيفًا على الأيام،
وأن أجد بيني وبين نفسي سلامًا لا تفسده خيبة ولا يخدشه رحيل.



~

 

[اسكادا]

الهدوء ليس فقط غياب الصوت،
إنه أيضًا غياب الهموم.
أن تجد نفسك في مكان لا تشعر فيه بأنك مضطر للركض وراء شيء لا تعرفه،

أن تكون مجرد لحظة في الزمن، تستمتع بوجودك.

أحيانًا، كل ما تحتاجه هو قسط من السكون لتعرف أن كل شيء سيكون بخير.



~

 

[اسكادا]

هناك أوقات يكون فيها السكون أعظم من الكلمات،
وتكون اللحظة التي نتنفس فيها بعمق، كأنها رسالة من الحياة، تحمل في طياتها فرحًا لا نعرف مصدره،
لكننا نشعر به بكل حواسنا.

استمع إلى هذا اللحن، واتركه يأخذك بعيدًا عن كل شيء،
حيث لا تحتاج إلى تفسير أو تفسير، فقط روحك تستقبل الموسيقى كما هي، بلا قيود.


ربما تكون هذه اللحظة هي كل ما نحتاجه؛ لحظة تملؤها الدهشة، حيث كل شيء يصبح ممكنًا.


~

 

[اسكادا]

في بعض الأيام، يكفي أن تشرق الشمس عبر النافذة لتتملّكك هدية يوم جديد.
يكفي رشفة قهوة، تتسلّل إلى صدرك دفعة دفء تخفّف ثقل اللحظات.
يكفي ضحكة غير متوقعة من صديق ليذكرَك أن الحياة لا تزال تنبض ببساطتها.

في بعض اللحظات، يكفي تمرير أصابعك على صفحات كتاب، لتسمع نبض الكلمات بلغة قلبك.
يكفي نسمة هواء تحطّ على وجهك، لتتذكر أنك جزء من عالم أكبر، جميل رغم كل شيء.


وفي بعض الأحيان، يكفي أن تجد رسالة قصيرة في هاتفك،
تحتوي كلمة لا أكثر…
فترتسم على شفتيك ابتسامة،
وتعلم أن الفرحة

قد تكون على قدر كلمة واحدة.


~

 

[اسكادا]

أنا لا أبحث عنكِ في النساء،
ولا في القصائد،
أنا فقط أُعيد قراءة نفسي في نصٍ
لم أكتبه حتى الآن…


لأني حين أكتبه،
سأنتهي….


~

 

[اسكادا]

أعرف أن البعض حين يخسر،
ينسى.
وأعرف أن البعض حين يتألم،
يصرخ.

أما أنا…
فأنا حين فقدتها،
صرت أكتب.

كنت أجلس في المقهى ذاته،
الكرسي المقابل فارغ كعادته،
لكنني لا أنظر إليه كثيرًا،
أخاف أن يُصيبني بالضعف…
أو بالصدق الزائد.

أتظاهر أنني بخير،
وأكتب كما لو أنني في مزاجٍ جيّد،
لكن الحقيقة؟
أنا أكتب لأؤخر الانهيار،
لأجعل الكتابة تصمد قبلي.

هي لم تكن ملاكًا،
ولا أنا كنت بطلًا،
كنا فقط شخصين تعارفا على الحزن،
وأحبّا بعضهما فيه،
ثم افترقا… لأن أحدنا أراد النجاة،
والآخر اختار البقاء في النار.

وحين غابت،
لم تسرق مني قلبي فقط،
بل سحبت معها صوتي،
حتى صرت أكتب كما يتنفس المريض،
لا حبًا في الحياة،

بل لأن التنفس… هو آخر ما يُمكن أن يتوقف.

لم تقل شيئًا حين رحلت،
لكنني أقسم…
أن صمتها تلك الليلة
كان أبلغ من كل الكلمات.
وكأنها كانت تودعني دون أن تفتح فمها،

وكأنها كانت تعلم…
أنني حين أفتقدها،
لن أصرخ،
بل سأكتب.
وأن الكتابة بعدها لن تكون خلاصًا،

بل طريقًا طويلًا
يمرّ بكل محطات الوجع… ولا يصل


~

 

[اسكادا]

كلما جلست أمام الورق،
شعرت أن هناك فجوة بين ما أريد قوله وبين ما يمكن للكلمات أن تلتقطه.

هي فجوة تبدأ من الحروف وتنتهي عند النبضات الأخيرة في القلب. كيف يمكن للكلمات أن تصف أشياء لا يمكن للعقل أن يستوعبها؟
كيف يمكننا أن نضع كل هذا الصمت في جملة واحدة دون أن نغرق في التفاصيل التي قد تشتت المعنى؟

أحيانًا أعتقد أن الكتابة ليست عن نقل الأفكار كما هي، بل هي عن محاولة العيش في اللحظة نفسها التي نحاول وصفها.



~

 

[اسكادا]

في كل مرة أبدأ فيها الكتابة، أشعر وكأنني أعيد ترتيب أجزاء من نفسي.
الكلمات تأتي ببطء، ترفض الانصياع، وكأنها تتسلل من أعماق الروح، ترفض أن تكون سطحية أو مجرد حروف تتبع ترتيبًا معينًا.

الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد فعل، بل هي تواصل غير مرئي مع شيء لا أراه، ومع لحظة لا أستطيع الإمساك بها.



~

 

[اسكادا]

أنا لستُ من يكتب ليسمع المديح،
ولا من يختبئ خلف بلاغة منمقة كي يبدو مثقفًا…

أنا أكتب لأن الصمت في داخلي كان سكينًا،
ولأن الوجع لا يهدأ إلا حين ينسكب على الورق كأنّه اعتراف.

كل نصٍ لي هو أثر طعنة…
وكل سطر، هو محاولة للوقوف بعد سقطةٍ لم يرها أحد.



~

 

[اسكادا]

وأنا، وأنتِ
نبني حكايتنا بين فرْجةٍ وحرفٍ لا يرى إلا من يحنّ إلى كلمة “أحبكِ”.

 

[اسكادا]

أحيان يمرني طيفك وسط الزحمة،
ما يكون لا وقتك ولا مكانك، بس يكونك…
ويكفيني.
تدرين وش أكثر شي أشتاق له؟
طريقتك اللي تطمن قلبي من غير ما تكلّمين،

نظرتك اللي تقول: “أنا هنا، لا تشيل هم.”

يمكن البُعد علّمنا الصمت،
بس الحنين؟ ما يعرف يسكت



~

 

[اسكادا]

يسرّني أن أنسج من هدوء اللحظة عباءةً من سكينة، أستر بها ضجيج الداخل، وأُطمئن بها قلبي الذي اعتاد الجريان خلف السراب.

في هذا الوقت النقي، تتجلّى لي الحياة بلونٍ آخر… لا صخب فيه ولا منافسة، بل صفاءٌ يُروى بالصمت، ويزهر في الظلّ دون ضوءٍ صارخ.

أمضي بخطى هادئة، لا أسابق الزمن، ولا أناقش الندم، فقط أُصغي لصوتٍ بداخلي، يُشبه دعاءً خافتًا أو رجفةَ امتنان.
أغفو على حرفٍ صادق،
وأستيقظ على لحظةٍ تعرفني دون أن أسرد لها شيئًا…

وهناك، فقط هناك، أشعر أنني عدتُ إليّ.


وما بين سطرٍ وسطر،
أدع لنفسي أن تُكمل ما لم يُكتب…
فالحضور هنا، ليس عابرًا، بل أثر

 

[مجيد الجنابي]

 

[اسكادا]

في الزاوية التي لا يصلها ضجيج،
جلسنا…
لا ننتظر شيئًا، ولا نخاف شيئًا،
فقط نرتّب الأحرف كما نرتّب ورودًا على مفرش صباحي،

نكتب “شكرًا” للنسيم،
و”مرحبًا” لقلبٍ مرّ صدفة فأنار المساء.

نتحدث عن الأشياء الصغيرة التي لا يراها أحد:
ضحكة قادمة من بعيد،
أو ظلّ غيمة يمرّ على وجه فنجان قهوة.

في ركننا هذا،
لا حاجة لتبرير الهدوء،
ولا لتفسير الجمال.


هو فقط… موجود، تمامًا كما أنت..


~

 

[الجوري]

صباحُ الذين يُفتّشون عن أنفسهم في ملامح النهار، لا في مرايا الأمس.

 

[اسكادا]

صباحُ الذين يُفتّشون عن أنفسهم في ملامح النهار، لا في مرايا الأمس.


مشاهدة المرفق 155450

كل كلمة منكِ بوصلة تعيدني إلى بساطة الجمال الذي لا يُرى إلا بالعين التي تعرف كيف تُضيء.

دمتِ لنا نبضًا نعيش معه، وعطرًا يعطر لحظاتنا بال @الجوري

 

[اسكادا]

يا كلّ الحنين…
حين أكتب وأنا مشتاق، لا أكتب بالحبر، بل بالنبض.
كلّ كلمة تخرج كأنها تنهيدة معلّقة بين الغياب والرجاء…

يصير القلم رسولي، والورق وطنًا مؤقتًا أعانق فيه من أفتقد.
الاشتياق يجعلني أبحث عن ملامحه في التفاصيل…
في وجه ظلٍّ مرّ، في ظلّ كوب شاي، في صوت قديم من ذاكرة المساء.

أكتب لأنني لا أستطيع اللقاء…
فأصنع منه حضورًا يليق بالشوق.


.