الجوري
ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة

-
- إنضم
- 23 فبراير 2023
-
- المشاركات
- 61,552
-
- مستوى التفاعل
- 25,380
- مجموع اﻻوسمة
- 26
همسات اسكادا.
مشاهدة المرفق 154042
"يقين نزل من غيمة"
وحدكِ،
حين تكتبكِ روحي،
تختفي كل الضمائر، لا “أنا” ولا “أنتِ”،
نصير لغة واحدة،
نصير ومضةً على شفة الزمن،
تشهق بها الحروف، وتغار منها القصائد.
كنتُ أهرب من كل شيء،
حتى اصطدمتُ بكِ…
فلم أعد أهرب، ولم أعد أُقيم،
صرتُ مقيمًا فيكِ، كحرفٍ لا يجد موضعًا إلا على سطركِ.
أخبريني…
كيف لامرأةٍ أن تكون وطنًا،
ولا ترفع راية،
ولا تمنح جوازًا،
لكنها تحتلّ القلب بلا إذن، وتغلق الحدود في وجه النسيان؟
تبدين بعيدةً كحلم،
لكنّ قربكِ في داخلي،
كأنكِ جُرعة ضوءٍ سقطت في قلب معتم،
فاختلط الوهج بالنبض،
وصرتُ أراكِ حتى وأنا مُغمض العينين.
ولأنكِ الحقيقة التي تمشي بين الخيال،
سأكتفي بأن أكتبكِ…
وأترك للدهشة أن تكمل الباقي…!
كنتِ أولَ سطرٍ نبتَ من قلبي دون إذن،
ولم أجرؤ على حذفه،
لأن شيئًا في صدري كان يقول:
هنا بدأت الحكاية… فلا تُنهِها.
كل يومٍ لا أكتبكِ فيه،
يبدو ناقصًا…
وكأنّ الوقت نفسه يعاقبني بالصمت،
كأنّ الساعات تتآمر عليّ
لأعود إليكِ حرفًا… أو أظلّ بلا معنى.
أتعلمين؟
كنتُ أظن أنني أكتب جيدًا،
حتى جئتِ أنتِ،
فأدركت أنني لم أكتب يومًا…
كنتُ فقط أبحث عنكِ في الحروف
دون أن أعلم أنكِ كنتِ القصيدة منذ البدء.
فدعيني الآن أرتّبكِ في جمل،
كما يرتّب العاشق أنفاسه بين شهقةٍ وحنين،
ودعيني أختبئ في ظلالكِ،
وأعلن للقلم أنني لن أكتب بعدكِ…
تنهيدة وبعد .....
وحدكَ،
حين يخطّك قلبي،
تسقط الأسماء من ذاكرتي،
لا “هو” ولا “نحن”،
نصير ظلّين يركضان خلف شمس واحدة،
نصير قصيدة لا تكتمل إلا إذا اشتعلت بالحُبّ.
كنتُ أؤمن أن الفرار نجاة،
حتى مررتَ على أطراف قلقي،
فصرتَ وطنًا يسكنني ولا يُطالبني بالبقاء…
ولا بالرحيل،
صرتَ نبضًا عالقًا بين شهيقين.
قل لي…
كيف لرجلٍ أن يعمّر قلبًا بكلمة،
ويهدمه بصمت؟
كيف له أن يختبئ بين سطور كتاب،
ثم يُحيل المكتبة كلها إلى ذاكرة؟
تبدو قريبًا كصوتٍ يتردّد في وحدتي،
لكنك بعيدٌ كحُلمٍ لا يعرف طريق العودة،
كأنك لحظة صدقٍ،
ظهرت في زمنٍ ضيّع نفسه بين الأقنعة.
سأكفيك منّي نبضي،
وأدع للكلمات أن تبحث عنك في فمي،
فما عدت أُجيد الكلام،
كل ما أُجيده الآن،
أن أُصغي إليك حين تكتبني…
كنتَ أول سطرٍ ارتجف له قلبي،
وما استطعتُ محوه،
لأنني حين قرأته،
عرفتُ أني بدأتُ بك…
وما أردتُ أن أنتهي.
وكل مساءٍ لا أراك فيه،
يُشبه نافذة بلا ضوء،
وساعة بلا نبض،
كأن الوقت ينسى نفسه،
ولا يتذكّر سوى أنك تأخرت قليلاً…
كنتُ أكتب عن الوجود، عن المطر، عن الغياب،
حتى جئتَ،
فعرفت أنني لم أكتب…
كنت فقط أُدندن اسمك بصيغٍ أخرى.
فدعني الآن أحبك كما أُحب القصائد،
بخوف، بشغف، برعشة،
وأترك لقلبي مهمّة الترتيب…
فهو وحده يعرف
كيف تنمو الحكايات من لمسة.
الله الله اسكادا
ايليا الغابة العربية
لك بالحرف باع يسر الناظر القاصي والداني