في صمتِ الغابة، يهمسُ جذعُ الشجرةِ برسائلهِ الخفية، عبرَ حُلقاتِ الزمنِ المنحوتةِ في عجينِ الخشب،
تقرأُه العيونُ المرهَفةُ فتُذَكِّرُها بأن لكلِّ جرحٍ أثرٌ يتحوّلُ إلى حكمةٍ صامتةٍ.
رسالةُ الصبرِ…
في كلِّ حلقةٍ، درسٌ عن مرارة الأيامِ وأحلاها،
تعلمتُ منكِ أن أتنفسَ ببطءٍ وأنتظرَ ربيعَ القلبِ،
فلا خريفٌ دامٍ، ولا شتاءٌ قارسٌ يستمرُّ إلى الأبد.
رسالةُ الجذورِ…
تُؤنِّسُك عمقُ الأرضِ، حيثُ لا يُرى ولا يسمع،
ثم تمدُّك بقوةٍ لا يخدعها اضطرابُ الفروعِ في العواصف،
فتعلّم أن الجذورَ حوالينا هي سرُّ ثباتِنا في وجهِ الريح.
رسالةُ الأملِ…
حينَ يُكسِّركَ العطاءُ وتظنُّ أن لا رِزقَ بعدَ الانكسار،
تذكّر انعكاسَ ضوءِ الشمسِ على كفيكِ حين تلامسُ لحاءَ الحياة،
لتدركَ أن العبثَ لا يدومُ، وأن الأملَ يولدُ من قلبِ الحُفرِ.
رسالةُ الصمتِ…
تعلمتُ منكِ أن أحتضنَ صمتي، فلا أحتاجُ إلى ألفِ كلمةٍ، ففي سقوطِ ورقةٍ واحدةٍ من فروعكِ، يكمنُ حديثٌ أصدقُ من البشرِ،
وإذا همسَ النسيمُ في أوراقكِ، يصبحُ الصمتُ لغةً أرقُّ من الكلام.
في ختامِ رسائلكِ، يا صديقتي الخضراءُ،
أدركتُ أن لكلِّ حياةٍ جذعاً ينزفُ أسرارَه
لمن يملكُ عيناً لطيفةً وقلباً يستمعُ إلى نبضِ الطبيعة.
والآن…
أحملُ من جذعِكِ قصةً لكلِّ خطوةٍ أخطوها،
وأنثرُ رسائلكِ بين ضلوعي، كي تبقى حيةً في نغماتِ قلبي
