مشاهدة المرفق 166637
رسالة، أخفيها داخل شجرة
كأنني أدفن قلبي
في جذعٍ لا يعرفني،
ولا يشبهني،
لكنني أؤمن
بأن الخشب يحتفظ بالرجاء،
كما تحتفظ العيون
ببقايا مَن رحلوا دون وداع.
أخفيها،
لا لأنني خائف،
بل لأن الكلمات حين تُقال تموت،
وحين تُزرَع،
قد تزهر.
علّها تورق يوماً،
فوق كتف عصفورٍ نسي وجهته،
أو بين أصابع طفلٍ
لا يعرف أن الرسائل
لا تُكتب بالحبر فقط،
بل بالشوق المؤجل.
تزهر، بربيعٍ لا يشبه أحداً،
ربيع لا يأتي مع الوقت،
بل حين يُشفى الحنين،
وحين لا نعود نعرف لماذا كتبنا،
لكننا نبتسم.
وتنضج،
بصيفٍ متأخر،
صيفٍ يمشي على مهل،
ويحمل في يده ظل امرأة
وقصيدة
وشجرة
ورسالة
انتظرت كثيراً
لكنها لم تيأس.
ممتنة لك
Lionheart
رسالة من جذع شجرة
...

...
وجدتُكِ في جذعٍ نُحِتَ الحُزنَ فيهِ
فبُحتُ كأني كنتُ أولَ سامع
حروفكِ اشتاقتْ لدفءِ أصابعي
وغفَتْ على كفّي كطِفلٍ جائع
فهمستُ يا رسـالةً من روحيَ
من ذا دعاكِ إلى انتظارٍ ضائع
أحقًا ظننتِ بأن صدريَ مقفَلٌ
والقلبُ قد نَسيَ الحنينَ الشاسع
أنا مَن نَسيتُ الوجهَ لكن نبضَهُ
ما زالَ يشهقُ في الدجى ويُنازع
أنا مَن تغرّبَ كالعصافيرِ التي
ضلّتْ طريقَ الدفءِ في ليلٍ فاجع
لكني أتيتُ وكنتِ زهرةَ صبرِنا
تورقْتِ في صيفٍ تهدّهُ الموانع
فانهضي ..
قد آنَ للحلمِ انجلاءُ صقيعهِ
وانفجري دفئًا .. فإني راجع
تحياتي