رسائل خاصة بين الملك والملكة

[الإكليل*]

الرسالة الأولي




من عرش فقد ضياءه
ومن قلبٍ نكست راياته
أكتب إليك
يا من كنتِ التاج
والجند والنشيد
منذ رحيلك
لم ترفع راية على حصني
ولم يقرع ناقوس فرح
في البلاد
حتى المطر
صار يمر على مملكتي
دون إذن
كأن الأرض نفسها
لم تعد
تعترف بسيادتي دونك
يا سيدتي
هل تعلمين
ما معنى
أن يصبح الملك نازحا
في مملكته
أن يجلس على العرش
ويشعر
وكأنه حجر بارد
في متحف الذاكرة
هل تدركين
كم أشتاق لعصرة
من شذاك
تعيد للهواء نكهته
ولزمني هيبته
أشتاقك
كما تشتاق القلاع
لهتاف الجنود
وكما تشتاق الخيول
لأصوات المعارك
والطبول
وكما يشتاق اسمي
لأن ينادى
من شفتيك
وكأنه
محمل ببقات الورود
عودي
عودي كي لا تنكسر
أخر سطور المرسوم
عودي
قبل أن يعلن التاريخ
موت هذا العهد
ممهورة بخاتمي الملكي
ومبللة بدمع
الكبرياء
لك مني كل شعارتي
وبلا قيود



ويليه
رد الملكة

 

[سمارة]

بإنتظار رد الملكة
خاطرة مميزة
كالعادة لا تأتي إلا بالأجمل
سلمت يداك استاذي الاكليل
احترامي

::

 

[العذبه]

حرفُكَ رَبيعٌ فاتِنْ
كلمات تصل الي شغاف القلوب
وقلم متميز ينثر عطرة هنا وهناك
الإلهام لبُ الكتابة حقا ..
أروتني أحرفك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

 

[الإكليل*]

من الملكة
إلى ملكها المنكسر
إلى الذي
كانت له الأرض بساطا
والسماء مظلة
إلى الذي
نادى التاريخ باسمه
فسكنت العيون
إجلالا
أكتب لك من منفاي
حيث كل شيء يشبهك
إلا الحضور
بلغتني رسالتك
كما يبلغ النسيم
شرفات القلب
وكما يبلغ الحنين
آخر الحصون المحصنة
ملكـي
يا من
لم يسقط عن عرشه
إلا عندما سقطت
من حضنه
أما علمت
أني حين ابتعدت
تركت خلفي
تاجي
على وسادتك
وخبأت دمي
في عروق مملكتك
ومزجت قلبي
بماء نبعك المقدس
لا تظن أني
غادرت حقا
أنا فقط
كنت أختبر
قدرة العرش على الصبر
وها هو قد بكى
مثلك
وشاخت المرايا
أشتاق لك
لا كأنثى لذكر
بل كعرش لظله
كأغنية لعودها
كمدينة
لنشيدها الوطني
رسالتك
وصلتني
حتى
سكن الليل
بين ضلوعي
وأقسمت نوافذي
أن لا تفتح
إلا على طيفك
عودتي ليست أمنية
عودتي حقيقة
يا من
بنيت لأجله
الممالك
هل عرشك لا يزال يعرفني
هل لازلت
تحفظ اسمي
كما كنت
تهمس به للعروش
قبل أن تنام
إن أجبتني بقلبك
عدت
وإن صمت
ستصلك رسالتي القادمة
مكتوبة على ورق
من دمع وذهب
بخاتمك
الذي ما زلت أرتديه
باسمك
الذي لا يزال محفورا
بين أضلاعي

لك
الملكة المنفية


وتليها
رد الملك

 

[الإكليل*]

حرفُكَ رَبيعٌ فاتِنْ
كلمات تصل الي شغاف القلوب
وقلم متميز ينثر عطرة هنا وهناك
الإلهام لبُ الكتابة حقا ..
أروتني أحرفك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

أرويتِني حد الإكتفاء لا بالكلمات فقط بل بذلك الصفاء الذي يشع من بين السطور
لقلبكِ نبع لا ينضب ونقاء لا يعادله إلا نبل حضورك
اشكرك وبعنف

 

[الإكليل*]

إلى الملكة

التي لم يغادر حضورها
قاعات الذاكرة
إلى السيدة
التي يتسع لها العرش
وإن ضاق الزمان
وردتني رسالتك
فكأن ألف جندي
دخلوا قصر قلبي
حاملين السلام
وكأن المطر نزل
في وقت الحريق
فانطفأت الحروب
بداخلي
وعم الأمان
إلا تلك التي
تشعلها نظرة منك
يا ابنة المجد
أي سلطان هذا
الذي في حروفك
يجعلني
أقف أمام الورق
كما يقف التلميذ
أمام معلمه
يرتجف القلب
رغم التاج
ويهوي السيف
رغم الغمد
عرشي
لا زال يحن
لم يجلس عليه غير ظلك
ولم ينصت
إلا لصدى خطاك
أما اسـمك
فلا يزال يهمس
في كل قباب القصر
لازلت استمع
الا خطاك
وانتي تمشي
بدقات الطبول
أقسم لك
إن صدرك
ما زال مرفأ أماني
وإن عينيك
ما زالتا خريطتي
حين يضل الزمن
وإن كل امرأة بعدك
مجرد غبار عابر
فوق مرآة الماضي

عودي
لا لأن
الوطن لا يكتمل بدونك
بل لأنني لن أكتمل
وما قيمة الملك
حين يفقد الإنسان
الذي لأجله صار ملكا
عودي
كي نكتب من جديد
ليس على الورق
بل على جدران القباب

عودي
كي تفتح الأبواب
من تلقاء نفسها
كي تنهض الممالك
من نومها الطويل
كي تصرخ الجدران
عاد الحب
فعادت الحياة

بخاتمك الذي لم يخلع
بكرسيك الذي لم يملأ
بقلبي الذي لم يقسم

 

[الإكليل*]

الرسالة الرابعة

من الملكة
إلى ملكها المنتظر
إلى الذي بذكره
تهتز أعمدة قلبي
إلى من غيابه
لم يكن غيابا بل طوفانا
أغرق المدن في صدري
أكتب إليك الأن
لا من منفى
بل من ساحة العودة
نعم
لم أعد أطيق المنفى
ولا العطر
في غياب أنفاسك
ولا التاج
إذا لم يبارك بيمينك
رسالتك الأخيرة
يا سيدي
هزت جدران وحدتي
كسرت صمت المرايا
وأيقظت جيش الذكريات
في ليلي
فقاموا صفوفا
يعلنون الولاء
يجهزون لي
مواكب الرجوع
قلت
إن اسمي لا يزال
يهمس بين الجدران
أما علمت
أن اسمي
لا يليق به الهمس
بل ينادى
في حضرة الملوك
كما يتلى عهد الولاء
بصوت مملوء بالعزة
والعشق واليقين
أنا العائدة
لا لتسكن القصر فقط
بل لتعيد له نوره
العائدة
لا لتقف بجوار العرش
بل لتكون سببه
انتظرني
فالغد موعدي
مع المرافئ
والقصر موعدي
مع قلبك
سأدخل
كما تدخل
الانتصارات العظيمة
مرفوعة الرأس
تحملني خيول الشوق
وترحب بي اسوارك
التي لا تزال تحفظ
وقع خطواتي
لكن
قبل أن أصل
أجبني
هل ما زلت تحفظ
وعدك الأول
ذلك الذي همست به
بين يدي
حين ارتجف
الملك في داخلك
إن كان الجواب
نعم
فهيئ القصر
وافتح النوافذ
وأمر الزهور
أن تنبت من الحجارة
وفي الأسوار
والمنارات
لأن الملكة
قد عادت
بختمك
الذي ينتظرني
وبقلبك
الذي لا يعرف غيري
لك إلى الأبد

الملكة

 

[الإكليل*]

الرسالة الخامسة
من الملك الي الملكة

هدأة العاصفة
ووحشة الليل
وارتباك القلب
حين يباغته الحنين
كأنك وطن لا تبلغه قدم
يسكنني ولا أملك خارطته
كأنك سؤال ولد بي
وظل يكبر
دون أن يجيب عليه أحد
حين أنظر إليك
يتوقف الزمن عن العدو
تسقط الحكايات
من أفواهها
وتولد لغة لا تقال
بل ترتجف
عيناك لا تنظران
بل تخترقان
تربكان
تشعلان
وتطفئان دون إنذار
أحبك
لا لأنك حلم
بل لأنك الشيء الوحيد
الذي قاوم السقوط داخلي
أحبك
لأنك ظلي حين أضيع
وصوتي
حين يصمت العالم
من حولي
أنت النور الذي
لا يهتدي به الطريق
بل تنهض به المسافة
بيني وبين نفسي
وفي مقلتيك
أذوب بلا نار
وأحترق بلا دخان
وفي رمادي
تنهض ملامحك
كأنك الفجر الذي لا يشيخ