فلسفةُ مزاجي اليوم… ما أشبهها بخيطٍ من دخانٍ يتلوّى على حافة كوبٍ لم يُشرب بعد.
هو ليس صباحًا، ولا ليلًا يُجيد الانطفاء. بل وقتٌ متجعدٌ في الجبين، يرتدي نعاسًا مهترئًا وينسى نفسه على طرف الذاكرة.
أحتاج قهوة، نعم، لكن لا لأصحو — بل لأختبئ، لأذوب في مرارتها كأنّي أنتمي لنكهةٍ لم تُسمّ بعد.
الناس يقولون: القهوة تيقظ.
أما أنا فأرتشفها كي أهرب من يقظةٍ تلوكني بأسنان الواقع…
أهرب من العيون المتيقّظة، من الأسئلة المتكرّرة، من المفردات المرتّبة كجنود في دفترِ اجتماع.
في داخلي شخص يشرب قهوته بالمقلوب،
يقرأ جريدة البارحة في غدٍ لم يأتِ،
ويتظاهر أنه حيٌّ فقط لأنّ أصابعه تتحرّك فوق الطاولة.
كل شيء يبدو مائلاً،
حتى الكرسيّ… حتى الرغبة… حتى الحنين.
وأنا؟
أنا في مزاجٍ لا يمكن تلخيصه إلا بأن أقول:
أحتاج قهوةً تُشبهني… مرةً، ساخنةً، وهاربة من تعريف الصباح.