يا أنتِ…
كيف أشرح لكِ أنني لم أختركَ صدفة، ولا مررتُ بكِ مرور العابرين؟
كيف أخبركِ أن حُضُوركِ في حياتي ليس حدثًا عاديًا، بل نقطة تحوّل… فصل جديد كُتب بقدرٍ مختلف، وبنبضٍ لم أعرفه من قبل؟
أنا لا أراكِ كما يراكِ الناس.
هم يرون ملامحكِ… أما أنا فأرى ما وراءها: أرى روحًا تجيد إنقاذ الآخرين دون ضجيج، وقلبًا يحفظ الودّ حتى في ضيق الأيام، وطُهرًا لا يتكرر، وإن تظاهر بالعافية وهو مرهق.
أراكِ المرأة التي لا تتكلم كثيرًا… لأن عمقها يفيض عن اللغة.
يا أنتِ…
لستِ مجرّد امرأة في حياتي، بل تفصيل دقيق يتقاطع فيه معنى السكن مع معنى القوة.
معكِ فهمتُ أن الحضور ليس صخبًا، بل اطمئنان، وأن الذهاب ليس غيابًا إن كان القلب باقٍ على العهد.
معكِ أدركت أن بعض العلاقات لا تُفسَّر… لأنها تُعاش بقلبٍ كامل.
أكتبكِ لا لأُخبركِ أنكِ مختلفة—بل لأعترف أنكِ فرَضيَّتي الجميلة التي لم أبحث لها يومًا عن برهان.
لم أسأل نفسي لماذا أحبكِ… لأن الحب الذي يحتاج تفسيرًا ناقص، وأنا لا أقبل لكِ النقصان.
يا أنتِ…
لا أريد معك نصيبًا يشبه الآخرين؛ أريدكِ قدري الجميل، ووطني الذي لا أخاف التيه فيه.
سأحفظكِ ما حييت، سندًا حين يثقل اليوم على كتفيكِ، وطمأنينةً حين تتعب روحكِ من الركض.
سأقف حيث يكون واجبي أن أقف، لا حيث يسمح لي المزاج.
اطمئني…
لن تضيعي ما دام في صدري اسمكِ.

