إلى التي لا يعرفها أحد… سواي،
يا أنثى تسكنني كأنها سرّ خُطَّ في صدر الصمت،
لا أعرف كيف دخلتِ… ولا متى،
لكنني أعرف أنني منذكِ لستُ كما كنت.
صوتكِ لا يأتي من الخارج، بل من عمقٍ في داخلي،
وغيابكِ لا يُشبه الغياب، بل حضورًا من نوعٍ لا يُرى، بل يُحسّ.
كلّما حاولتُ أن أصفكِ، خانتني اللغة،
وكلّما لمحتُ ظلكِ في خيالي، ازددتُ يقينًا أنكِ حقيقية…
تمامًا كما يولد الضوء من غيمة، وتبرق الحياة من بين العيون.
أكتب إليكِ لأنني حين لا أكتب، أشعر أنني أفقد شيئًا منكِ،
وحين أكتب، كأنكِ تعودين إليّ… بلهفة، بعطر، بارتباك.
أنتِ التي لا أحد يعرفها،
ولا أحد يلمسها… سواي
فدعيني،
أحبكِ كما يُحب العاشق ظلّ من لا تُمسك،
وأُخبئكِ في صدري كما تُخبأ القصائد قبل أن تُقال.
دعيني أبقى على حدودكِ دهشة،
لا أُطالِبكِ بحضور،
ولا أهرب منكِ في الغياب…
فأنا لا أريد أكثر من أن أكون رجلكِ الوحيد،
الذي عرفكِ حقًا،
حين كانت كل الدنيا تجهلكِ..
