-
- إنضم
- 7 يوليو 2025
-
- المشاركات
- 1,641
-
- مستوى التفاعل
- 350
- مجموع اﻻوسمة
- 4
كلام للإيجار ..
.

الوطن أصبح مجرد مفردة بلا حول ولا قدرة ، مثل مسافة ضوئية مرت بلمحة .. وانتهت بنقطة !..
من السهل جداً الكتابة عن الثورات وهموم الشعوب ، وأنت متكيء تحت أجهزة التكييف ، تملك عموداً في جريدة ، يخبرك محررها :
عن بطولات النضال الكتابي ، وبأن الكتابة في ظل الأزمات تعد سلعة رائجة ، لأن الكثير من الشُرفاء ، لا يملكون قلماً يهتف للصخب والجمهرة .
بات هو كعكةُ القلة يلتهمونها على غفلةٍ من البقية ، الذين أفنوا أعمارهم في إعدادها ، هو الخزنة المنهوبة للذي يخطب فينا
" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيلَ الرشاد " ..!
هو محكمة لمحاكمة المجرمين ، الذين لا تجرؤ المحاكم على استدعائهم ..!
هو صرخة احتجاج عندما تكون الأفواه مكممة ، دمعة حين نخجل من البكاء ..!
هو مساحة الحرية الوحيدة الباقية ، ولن يسمحُوا لك بهذه الرفاهية في زمن منع التجوال !..
هو قلم الحبر الجاف الذي أوقع به على شيكات الديون..!
هو الذي يربت على كتف اليتيم ، لأن أباه مات على تخوم الوطن ، ثم يعتقله لذات السبب ..!
هو المواطن التعيس الذي اكتشف فجأة أنه مغترب ، ليس له من طقوس السفر إلا حقيبة بيده وكرنفال من الهرب ،
إلى المنفى الذي يحميه برغد العيش ، وليس قادر أن يحميه من أنياب ذاكرته ، حين يعصف به الحنين بيدان تضغطان على رقبته فيختنق ،
والناس إخوة في الهرب ، يتفقوا على أن يفترقوا ، لديهم مثله ألف سبب !..
وما بين البقاء والرحيل والعودة ، يكون القلب مجزئ كحلوى الأطفال في العيد ، لمعالم الطريق إلى البيت ، لمنازل الجيران ، للهواء ، للأرصفة
والأسواق ، للماء ومجرى النيل وجفاف المياه في صنبور ، للرمال ، للنوم وانقطاع الكهرباء ، ولغريزة الركض خلف الرغيف ، وطرق الأبواب
بحرارة للقاء عزيز ، وللبكاء لفقد حبيب ، لكل شيء في الوطن قطعة قلب / حلوى .
.
.
مخرج / ..
إن وصلت إلى هنا وبقي لديك أصابع ، حاول أن تكتب شيئًا مدفوع الثمن ..!
بؤساء نحن ، نتعلم الحلم صغاراً قبل تعلم الكلام .
فـ اللهم انصر الوطن من كيد الأعداء .
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : كلام للإيجار ..
|
المصدر : منتدي النقاش و الحوار
