عندما أعلن نادي النصر السعودي عن تعاقده مع كريستيانو رونالدو مطلع عام 2023، بدا المشهد وكأنه مفاجأة هزّت عالم كرة القدم.
لم تكن صفقة انتقال عادية، بل لحظة تاريخية جعلت الدوري السعودي محط أنظار العالم بأسره.
الأسئلة كانت كثيرة في ذلك الوقت
هل جاء رونالدو من أجل عقد ضخم وصفقة تسويقية فقط لكسب المزيد من الأموال؟
أم أنه لا يزال قادراً على إبهار الملاعب بعطاء مميز، كما اعتاد أن يفعل في تجاربه السابقة مع مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس؟
الإجابة لم تتأخر كثيراً، فقد جاءت من أرضية الملعب عبر أهداف عديدة وأداء حاسم في المباريات.
تُوج رونالدو هدافاً لدوري روشن في موسمين متتاليين، وحصد جائزة أفضل لاعب، وقاد النصر للفوز بكأس العرب وبلوغ العديد من النهائيات، مؤكداً حضوره القيادي المميز.
لكن القيمة الحقيقية لرونالدو لم تتوقف عند ناديه، فوجوده فتح الأبواب أمام الأندية الأخرى لجذب نجوم عالميين مثل نيمار، بنزيما، كانتي، رياض محرز، جواو فيلكس وغيرهم.
الفائدة امتدت إلى الجميع
حقوق البث ارتفعت، الملاعب امتلأت بالجماهير، والمباريات المتوسطة أصبحت تحظى بمتابعة إعلامية عالمية، فيما بدأ جمهور دولي يتابع أندية لم يسمع بها من قبل.
ومع تجديد عقده مع «العالمي» حتى عام 2027، يثبت «الدون» أنه لم يأت لرحلة قصيرة أو عقد مؤقت، بل ليكون جزءاً من مشروع كروي ضخم يسعى لوضع الدوري السعودي بين نخبة الدوريات العالمية.
كريستيانو لم يغير مساره فقط، بل غير صورة كرة القدم السعودية ومنحها قيمة أكبر، ليبقى انضمامه للنصر علامة فارقة في تاريخ اللعبة وبداية حقيقية لحلم عربي سعودي يتحقق خطوة بخطوة.