هل حدث يومًا أن جلست مع نفسك، بصمت؟ لا هاتف، لا ضجيج، لا أحد يراقبك؟
فجأة، تنبع الأسئلة
أسئلة لا نطرحها كل يوم، لكنها تسكننا
أسئلة لا تُقال، لكنها تُحِس
أسئلة تستحق أن تُسأل... لا للجواب، بل لأننا نستحق أن نعرف أنفسنا أكثر
في هذا الموضوع، جمعت لكم باقة من "الأسئلة التي تستحق أن تُسأل" مقسّمة على ثلاث محاور، وكلها قابلة للتأمل، النقاش، وربما... التغيير.
ي صباح الجمال


بنت عموو مبدعة من يوومك

المحور الأول: من أنا؟ وماذا أخفي؟
1. من أنت حين لا ينتبه إليك أحد؟
أنا الصدى الذي لا يحتاج أُذنًا ليسمع، ولا عينًا لتراه. أنا تلك الفتاة التي تُحادث قلبها كأنّه رفيقها الأوحد،
تجمع بعثراتها بلطف، وتربّت على رأسها حين تخذلها الدنيا.أنا أكون أكثر صدقًا، أكثر عاطفة..
2. هل تصدق الأفكار التي تهمس بها لنفسك في الصمت؟
أُصغي لها لا لأُصدّقها، بل لأفهم من أين جاءت…
الصمت لا يُجامل، هو المرآة التي لا تُزيّف الملامح، فحين تهمس لي أفكاري، أُمسكها بين يديّ وأقول: “حدّثيني… لا تكذبي ولا تجمّلي”
3. هل تتغير حقًا، أم أنك فقط تكشف طبقاتك مع الوقت؟
أنا لا أتغيّر… أنا أُزهِر.
البتلة التي كانت خجلى في داخلي، تُطلّ الآن بثقة.
وكل يومٍ يُزيح غبار النسيان عن لونٍ من ألواني،
فأنا لست نسخة جديدة… بل نسخة ناضجة أكثر
يانعة وزاهية صقلها الزمن من اطراف بتلاتها حتى جذورها،،
4. ما الذي تخفيه عن الجميع... وتحاول أن تنساه أنت أيضًا؟
أُخفي ذاك الوجع الذي تعايشتُ معه حتى حسبته جزءًا منّي… ذاك الحنين الذي لا وجه له،
وذلك الخوف بأن اتعرض لفقد من هو غالي على قلبي
5. لو رأيت نفسك كغريب… هل كنت ستحبها؟
نعم… كنت سأتأمّل تلك الفتاة التي تحاول رغم كل شيء، التي مازالت تؤمن بالصدق في عالم يخذل، كنت سأُحبّ في عينيها الأمل رغم التعب،
لكنني سأهمس لها: “لا تكوني طيبة أكثر من اللازم”
6. ما هو الشيء الذي تمنّيت لو وُلدت بدونه؟
أحيانًا، ووسط ازدحام الشعور، أتمنّى لو لم أُولد بهذا الحسّ الذي يُرهقني… ذاك الإحساس الذي يجعلني أتألّم بصمت، وأقرأ الوجوه أكثر مما يجب، وأشعر بالكلمة قبل أن تُقال.
لكنني – ولأنني أؤمن أن الله لا يهب إلا لحكمة – أحب فيّ هذا القلب الرقيق،
هذا العطف الذي يسكنني، ويجعلني نقيضًا لقسوةٍ باتت مألوفة في بعض الأرواح.
نعم، أُتعب… لكنني لا أُؤذي،
وأفضّل ألف وجعٍ داخلي… على أن أُحمّل غيري وخز شعوري
7. هل تعرف ما الذي تحتاجه فعلًا، أم فقط ما اعتدت أن تريده؟
أحيانًا تتشابك خيوط الشعور بداخلي…
فتُربك حالتي النفسية إدراكي، وأُخطئ التمييز بين ما أحتاجه حقًا، وما أعتدت أن أُريده، أو ما ظننته يومًا يُشبهني.
أشتهي القرب، بينما أحتاج العزلة.
أبحث عن حديثٍ دافئ، بينما روحي تشتاق لصمتٍ يُرممها.
كأنني في كل مرة أظن أنني أعرف، أكتشف أنني فقط أُلاحق ظلاً لاحتياجٍ لم أفهمه بعد.
وحده الصفاء، وحده الحديث الصادق مع النفس، ما يعيد ترتيب الفوضى، ويكشف الحاجة من بين ضباب الرغبة والعادة
8. هل تعيش لتُرضي الله، نفسك، أم أحدًا آخر؟
أنا أعيش لأرضي الله أولًا، فذاك هو الغاية التي خُلقتُ من أجلها، والسعي لمرضاته هو الحياة ذاتها. ثم لوالديّ، أول من عرفوا اسمي قبل أن أنطق، وسقوني من حنانهم ما لا يُردّ جميله.
ثم… أُرضي نفسي، لا دلعًا ولا ترفًا، بل لأنها أمانة بين يدي، ولأن صلاحها طريق لرضا الله.
أحاول، وأُجاهد، وأسقط أحيانًا، لكنني كلما تهت، أذكّر نفسي: “يا وعد، وجهتك الله، وما سواه تبعٌ لا أصل"
9. متى شعرت أنك تفقد هويتك؟
حين صرت أتكلم بما يُرضي لا بما أؤمن،
وأُخفي رأيي لأن الصمت أسلم،
حين بدأ صوتي يختفي وسط ضجيج “ما يجب” و”ما لا يليق”
10. ما هو الشيء الذي تعتقد أنه يميزك… لكنه يؤلمك؟
قلبي…
قلبي الذي يُحب بعمق، ويخاف، ويمنح، ويُرهق.
هو النعمة التي أُحبّها… والنقمة التي تؤذيني حين لا تُقابل بالرفق
المحور الثاني: علاقات، مشاعر، وقلوب لن تعود
1. من الشخص الذي غادر ولم يغادر قلبك؟
من غادر بصمته، لا بكلمة وداع ولا التفاتة أخيرة…
لكنه ترك في القلب غرفة لا تُغلق، فيها بقايا صوته، وضحكته، وأحاديث نصفها مبتور.
لم أُبقِه لأنه استحق البقاء… بل لأن الذاكرة أحيانًا أقوى من القرار
2. هل تمنّيت لو أنك أحببت أقل… أو فهمت أكثر؟
تمنّيت لو أنني أحكمت قبضتي على قلبي،
أن أُبقيه في مأمن من الانجراف خلف وهجٍ لا يدوم،لكنه انزلق، كطفلٍ صدّق أن النور لا يُحرق.
كنت أفهم…
بل أقرأ الخذلان في ملامح اللحظة، وأُميّز الفقد قبل وقوعه
3. ما هو الشيء الذي لا زلت تنتظره من شخص لم يعد موجودًا؟
لا انتظر شيء ،، من ذهب ذهبت معه توقعاتي وحذف من بالي ..
4. هل سبق وفتحت قلبك للشخص الخطأ… وأغلقته أمام الشخص الصحيح؟
لا .. لان قلبي لا يُفتح بسهوله ..
5. هل الحب يُبنى… أم يحدث فجأة؟
الحب شرارة، تشتعل فجأة دون استئذان،
لكن بقاءها ليس محض مصادفة…
إنها أشبه بشمعةٍ صغيرة، أو شعلةٍ خافتة،
يجب أن تحميها من الريح، من الإهمال، ومن الفتور، كي لا تنطفئ.
تلك النار تكبر شيئًا فشيئًا،
كلما زاد عمق المشاعر،
وكلما توحّدت الأرواح وتآلفت…
صار الدفء لا يُشبه غيره، وصار الحُبّ منزلًا لا لحظة.
فالحب لا يكفي أن “يحدث”…
بل عليه أن يُرعى، ويُصان، ويُبنى… ليبقى
6. كم مرة سامحت دون أن يقولوا آسف؟
للمقربين مني جدًا جدًا مرات كثيره
لان م بيننا اكبر من خطأ و اعتذار
7. هل الحنين دليل محبة… أم عدم شفاء؟
الحنين خليطٌ منهما…
دليل أن شيئًا فينا لم يُدفن بعد،
وأنّ هذا الشخص حين مرّ، زرع فينا أثرًا لا يُمحى بسهولة. أحيانًا نشتاق… لا لأننا نُحب، بل لأنّ بعض الغياب موجع أكثر من الفقد
8. أيهما يؤلم أكثر: علاقة لم تبدأ أم علاقة لم تكتمل؟
العلاقة التي لم تكتمل…
لأنك ذُقت طعم الاحتمال، ولم تُكمل الرحلة.
أمّا التي لم تبدأ، فهي حلم جميل لم تُمنح فرصة خيبته
9. هل نشتاق للأشخاص، أم لما كنا نشعر به معهم؟
نشتاق لما كنا نشعر به ونحن بقربهم…
ذلك الاطمئنان، ذلك النبض الذي تغيّر فينا،
فالناس قد يتغيرون، لكن الأثر… لا يزول بسهولة
10. لو عاد أحدهم وقال: "كنت مخطئًا"... هل ستغفر؟ أم تبتسم وترحل؟
سأبتسم،
لا شوقًا، بل نُضجًا.
وسأرحل…
لأن الذي عاد متأخرًا، فاته موعدي،
ولأن قلبي تعلّم أن لا يفتح الأبواب القديمة مهما بكى المفتاح
المحور الثالث: أشياء بلا تفسير… لكننا نشعر بها
1. هل هناك لحظة واحدة غيّرت مجرى حياتك؟
نعم… لحظة ما كانت عادية، ولا صاخبة،
كانت هادئة… لكنها أسقطتني من وهمٍ لطالما عشت فيه، ورفعت ستارًا كنت أظنه حماية، فإذا به حجابٌ عن الحقيقة.
من بعدها، تغيّرت نظرتي لكل شيء…
وكأنّ تلك اللحظة قالت لي همسًا: “انتهى دور الطفلة، آن أوان النضج المؤلم"
2. ما هو السؤال الذي تخاف أن تطرحه لأنك لا تملك شجاعة الجواب؟
صراحةً… لا يوجد.
أنا صريحة جدًا مع نفسي،
أُحادثني بوضوح حتى في أكثر اللحظات إيلامًا،
وإن لم أملك شجاعة أن أُواجه نفسي…
فكيف سأواجه الحياة؟
قد أتردد… قد أؤجل الحديث قليلاً حين تشتد الزوبعة،
لكنّي أعود دومًا لنفسي،
أفتح النوافذ، وأواجه الأسئلة دون تزييف،
فأنا أُؤمن أن الخوف من السؤال لا يُنقذ، بل يُبقيك عالقة في منتصف الطريق
3. هل كل شيء يحدث لسبب… أم بعض الأشياء عبثية؟
حتى ما نراه عبثًا أو وجعًا لا يُفهم، هو في ميزان الله مُقدَّر بدقةٍ لا تراها أعيننا.
فلا عبث في كَونٍ يُدبّره الرحيم،
ولو خُيّرنا، لاخترنا ما اختاره الله لنا…
لأنه وحده من يعلم أين الخير، ومتى يأتي، وكيف يُلائم قلوبنا وإن تألمنا.
نحن نعيش الحكاية، وهو وحده من كتب نهاياتها بلُطفٍ قد لا نُدركه الآن…
4. هل سبق وشعرت أن روحك ليست من هنا؟
كثيرًا…
أشعر أنني غريبة في زمنٍ لا يُشبهني،
كأن روحي تنتمي لعصرٍ أكثر لطفًا،
عصر تُقال فيه الكلمة بودّ، وتُردّ القلوب برفق،
لا يُرفع فيه الصوت أكثر من الحاجة، ولا تُكسر الأرواح باسم الواقعية.
أرى الشدّة والقسوة والتصارع على أتفه الأشياء،
ألمح وجوهًا مُثقلة بالأنانية، وقلوبًا لا تعرف إلا الأخذ.
وأتساءل: هل وُلدتُ في المكان الخطأ؟
أم أن الله أراد لرقّتي أن تكون امتحاني؟
ربما خُلقتُ لأُذكّر نفسي والذين يشبهونني…
أن الطيبة لا تندثر، وإن اختنقت قليلًا في زحمة هذا العالم
5. لماذا نشعر بالانتماء لأماكن لم نرها أبدًا؟
لأن كل شيء في هذا الوجود، حتى الجمادات، يحمل أثرًا من روحٍ ما…
وحين تشبهنا تلك الأمكنة — في صمتها، في ظلّها، في هوائها الذي لم نعبره — نشعر بها وكأنها مرآة خفية لجزء منّا لم نكتشفه بعد.
نؤلَف المكان كما نؤلَف الوجوه،
ننجذب لما يشبه حنيننا… حتى وإن لم نعشه.
فربما نحن لا ننتمي للمكان بحدّ ذاته،
بل لما يُوقظه فينا
6. هل الحياة تختبرنا… أم نحن من نختبرها؟
الحقيقة أن الحياة ليست هي من تختبرنا،
بل الله — سبحانه — هو من يضع لنا امتحاناتنا بعلمه وعدله،
فنحن نمضي في هذه الدنيا كما يمضي العابر في دارٍ مؤقتة،
نعيش أزمانًا قُدِّرت لنا، في ظروفٍ صاغها الله بحكمته، فليست الحياة سوى ساحة،
والابتلاءات فيها مكتوبة بعناية إلهية،
لا يقع فيها شيء عبثًا،
ولا يُكلف الله نفسًا إلا ووسّع لها صدرًا وقلَبًا وقدرةً على الاحتمال.
فكل إنسان ميسّر لما خُلق له…
وكل درب نسلكه، فيه امتحانٌ فيه من الرحمة أكثر مما نُدرك
7. هل سبق وحلمت بحياة مختلفة؟ وهل تخليت عنها؟
حلمت، وأحلم، وسأظل أحلم بحياةٍ أجمل،
لا لأنّي ساخطة — حاشا لله —
بل لأنّ الشكر لا يُنافي الطموح،
ولأني مؤمنة أن الدعاء بابٌ لا يُغلق إلا إذا أُهمل.
أسأل الله دومًا حياةً تُرضيه عنّي،
وفيها من الطمأنينة ما يكفي قلبي ومن الرزق ما يفيض به عيشي،
لكنّي لا أُلحّ على ما قد يحمل شرًا لي،
بل أقول في دعائي دائمًا:
“يارب إن كان لي فيها خير، فقرّبها…
وإن كان فيها شر، فاصرفها عني بلطفك.”
فما خاب مَن فوّض أمره لله…
ولا ضلّ مَن سار بدعاءٍ مستورٍ بينه وبين مولاه
8. هل تبحث عن الحقيقة… أم راحة التصديق؟
أنا أبحث عن الحقيقة…ولو جرحتني.
أُريد أن أرى، لا أن أُعمى براحةٍ مزيّفة…
لأن التصديق دون يقين، راحة قصيرة يليها على الاغلب خذلان
9. لو عرفت متى سينتهي وقتك، كيف ستعيش ما تبقى؟
سأعيش كأنّ كل لحظةٍ هي خاتمتي…
أستزيد من الخير، وأغرس في أرض الدنيا من الطاعات ما أرجو أن يُثمر في الآخرة،
أتوضأ وكأنها آخر قطرةٍ تلامس وجهي،
وأصلّي وكأنها الركعة التي تُختم بها سيرتي،
وأتصدّق كأنّ لا زمن بعد هذه اللحظة،
فمن يدري متى يُطوى كتابنا…؟
أسأل الله دائمًا:
“اللهم حسن الخاتمة، ولا تقبضني إلا وأنت عني راضٍ.” وسأجعل ما تبقى من وقتي برًا لأهلي، ورفقًا بالمساكين، ورحمةً بكل مسلم،
علّ الله يكتب لي من القبول ما يعوّض قصر المقام
10. هل تعتقد أن هناك شيئًا في داخلك لم يولد بعد؟
نعم…
كلّ يوم أستيقظ فيه، أؤمن أنّ في قلبي بذرةً لم تُزهر بعد، وأنّ في روحي شيئًا ينتظر أن يُولد،
فالنوم هو الموتة الصغرى، والصحو… ولادةٌ جديدة، وفرصةٌ منحها الله لنُغيّر، لنُجاهد، لننمو.
ولأنّ الحياة ليست وعدًا دائمًا،
فإنّ كل شروقٍ دعوة لأن أبحث عنّي من جديد،
عن تلك النسخة التي طالما حلمت أن أكونها…
وأُدرك أن السعي بابها،
وأن الله كريم لا يُضيّع من نوى

مساحة لكم:
هذه الأسئلة ليست واجبًا مدرسيًا… بل دعوة.
دعوة للتأمل، للتفكير، وربما للمواجهة
اختاروا سؤالًا واحدًا، أو أكثر، وشاركونا إجاباتكم أو تأملاتكم
أي سؤال فيكم لم يترككم بعد قراءته؟
وأي سؤال جعلكم تقولون: "هذا أنا"؟
بانتظاركم في الردود 🩶
ي شريييره طلع فخ وانا على بالي لازم الكل م اكتشفت الا لما خلصت.. مستحيل هذي علامة خطر اني تعودت على اللستات


ي ويلك م تقرينها كلها
يسلمو بنت عمو

