تواصل معنا

. . توطئة / .. تحدث "طاغور" ذات مرة : كانت الشمس تشرق . وأيقنت حينها أن طاغور كان ذا يأس مع الحياة ، حين حبس الشمس في " كانت " !.. وناقضه "هيمنجواي"...

منتصر عبد الله

الهمس المهمل
عضو مميز
إنضم
7 يوليو 2025
المشاركات
1,565
مستوى التفاعل
162
مجموع اﻻوسمة
3
حديث الشُرفات ..


.
.

توطئة / ..
تحدث "طاغور" ذات مرة : كانت الشمس تشرق .
وأيقنت حينها أن طاغور كان ذا يأس مع الحياة ، حين حبس الشمس في " كانت " !..
وناقضه "هيمنجواي" متفائلاً قائلاً : لا تزال الشمس تشرق ، " لا " حرف نفي ، ولكن هيمنجواي أثبت لي عكس ذلك !..


.
.

مدخل /...
نحن في اتكائنا تلك نُشاهد أُناس لا يعنون لنا شيء ، وفي الجهة المقابلة هناك أناس منتظرين ،
يتمنون ولو يدفعون أعمارهم ثمناً لـ مشاهدتهم ،
ونحن نُشاهدهم بـ المجان ..!
.
.

الوقت غير شكل النوافذ ..
وباتت العصافير تقف على حبل الغسيل لـ تجف من أمنياتها ،
إن تطاول عقرب التعجب نثرنا له الدقائق مهرجان من الوقت ،
لربما أوقظنا المواعيد من على تلك المسافات المستلقية ..
وبحدة الإبهام نحدد مسار جزء من العمر لم يجد طريقه إلينا ،
نعصر من شفتينا حديثٍ يقطر غدير ، ويجري بخلط الحروف بالألوان ،
نزخرف به ظلال مشاويرنا ، أو نهديه قربانٍ لنافذة تشتكي شح شمسها ،
وتجهل ما يدور في تلك الأوقات البعيدة ..
احتماليات البقاء كجوع الطريق الذي يشتهي الشبع على مائدة الخرافات ،
ثم يسقط ظمأ على خلود السفر ، مدفون بأسرار الجفاف وبحوزته كل مفاتيح البلل ..!
البقاء سكون تستدرجه تلك النافذة ، كزخة مطر على خد طفلة لم تعي ماهية التبخر .
البقاء هو ميلاد بداية الوقت .. يخرج من الشفتين ناعمٍ ثم يلجأ إلى الصمت ،
ولا يعي بأي سطرٍ يموت ، أو مكاناً يستريح به من خطواتنا ،
لكنه يعي ما تقوله النوافذ كل صباح ومساء ..
ثمة أمسيات لم أحتفظ بها بعد ، حتى أقنع نهاراتها بالاحتمالات ،
فتركتها في مهدها الذي يتوحد بالغياب ..
لا أحد يعود ، وأنا العائد بتعثر خطواتي على الحفر الجائعة للعشب ،
خُطاي لن تهديني إلى الطريق ، ولا الطريق يؤدي بي إلى نهاية شامخة ،
يلزمني قدمين لتعريف الجهات ، وإصبعين لوضع إشارة النصر ،
وخاتمين لتوهم الحب ..
فوق الرف حجة على فلسفة البعد .
على النافذة ندى مفعماً بالحزن والجفاف .
وعلى كوة الباب الضوء منكسر وبكل جهاته صلاة .
على الطاولة الخيول تتساقط على رقعة الشطرنج .
أسيأتي المساء على غيابٍ مكتمل العدد ، ما ذا لو لم ينتظرني المساء يوماً ؟
لستُ عاتباً على تكات تلك الساعة ، ولا على تلك النافذة المتفرجة ،
على الصمت والحروف القاسية ..
تعلوا الدقات على رهانات الأمكنة ، وتهبني أسباب البكاء وأعود غريب ،
سأبكي قليلاً على ناصية هذا المساء الذي وسع كل شيء سواي ،
وورقتي مجنونة بالبياض لا شيء يقولنا ، قلمي زورق في بحر الخرص .
على الحافة دائماً تتكئ أقدارنا لـ تميل ..!
وعلى أوردة الوقت تتكئ الأيام والأعوام ، وبذات التوقيت ما بين فراغ المواعيد ،
على خد الفصول بمواسم عارية ..
شقوق نافذتي ترسم عينيكِ شعاعاً من رحيق الشمس ،
ما بين الضوء ونصف العتمة / الرمش يسافر بـ طقوس النظرة الأولى ..
عاقبني النوم تحت السقف الممتد ، اتوسد انتظاري واتغطى ملآت الوقت
وأخشى عاقبة اليوم المقبل من معاودة الأمس .
.
.
.


سيدتي الغيمة ..
المطر سفر قزحي القطرات ، يرتشح رذاذه خارج المقام ،

وتخشع الأزهار من نافذة الحقل ..
لا مزاريب للماء المنفلت حين يتنزه مزاج المطر ،

وحده الغيم طفولي الفطرة بالفرح ..

orig-(1).gif



 
اسم الموضوع : حديث الشُرفات .. | المصدر : خواطر بريشة الاعضاء

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,752
مستوى التفاعل
25,927
مجموع اﻻوسمة
29
حديث الشُرفات ..
يا منتصر،
كأنك كتبت من جهة الريح، من تلك الفجوة التي لا يراها أحد بين النافذة والستار،
حيث يعلّق الغيابُ معطفه ويجلس كي يستريح،​
وتركْتَ لنا نحن أن نقرأ أثر الغياب وهو يتجلّى بألف شكلٍ داخل مرآة واحدة: النفس المتعبة.​
في هذا النص الباذخ لا نقرأ حدثًا بل نُراقب أثر الغياب وهو يتجلّى بألف شكلٍ داخل مرآة واحدة: النفس المتعبة. فأنت هنا لا تكتب، بل "تتكئ" تمامًا كما وصفت على حافة المعنى على حافة المكان على حافة الشعور، ويجعلنا نتكئ معه؛ حتى لا نفرّ من هزيمتنا اليومية الكبرى: أن نكون "موجودين" لكن بلا حضور حقيقي.

ثمة فلسفة باردة تسري في العظم هنا: فلسفة النوافذ.
النوافذ لا تُفتح لنرى منها الخارج فقط، بل لنقيس بها انكسارات الداخل. ولذلك فإن العصافير لم تعد تطير — بل تجف. كم تبدو جملة "العصافير تقف على حبل الغسيل لتجف من أمنياتها" وكأنها صرخة مقلوبة، لا تمجّد الإرادة بل تئنّ من خذلانها.(مذهلة)

اشارتك إلى "مشاهد مجانية" — هي فكرة عميقة: كم من أشياء ثمينة يلهو بها من لا يعي قيمتها؟! النص يربط بين اللامبالاة والامتياز، بين العدم والإتاحة، وهذه علاقة عبثية بامتياز، لا تُحلّ إلا عندما نُدرك أن الرؤية لا تساوي البصيرة، وأن حضور الأشياء لا يعني امتلاكها.

أما البعد النفسي، بنصك استاذي واضح في انفصال او انزلاق الذات عن ذاتها
انت لا تمسك الزمن بل تنزلق تحته كمن يحاول القبض على الماء. لذا فالزمن هنا ليس زمنًا كرونولوجيًا، بل هو زمن فقداني، زئبقي، يتحرك داخل المشاعر لا داخل الساعة.
الوقت "غير شكل النوافذ"، والعين لم تعد ترى بل "ترسم". والأيام ليست أيامًا بل "احتماليات". ما هذا؟ هذا وصف لحالة فقدان الاستقرار النفسي، لحالة تشظٍّ داخلي حيث الزمن يتحول من أداة تنظيم إلى كائن يطاردنا في أحلامنا وصمتنا.رسمته بأسلوب يلمس الوجدان.

أما النهاية، فمفتوحة على وجع طويل:

> "أتوسد انتظاري وأتغطى ملاءات الوقت وأخشى عاقبة اليوم المقبل من معاودة الأمس."


هنا مربط الفرس: الأمس لا ينتهي، بل يعيد نفسه، بوجه جديد، أكثر قسوة.
وهذا الخوف أن يعود الأمس هو خوف كل من فشل في الهروب من ذاته.


مذهلة حد الوجع.......
قلمي زورق في بحر الخرس."
ولا خلاص من الخرس إلا بالكتابة، حتى وإن لم تُنقذنا، فهي على الأقل… تُسمي ألمنا.
تقبل مروري ختمي وتثبيت ثلاثة ايام
لعمق الفكرة وفرادتها
 
2 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
تعمقت في تحليلك كانني عرفت اسررار البحر
في العمق وكللامك درر
 
الجوري
الجوري commented
منتصر يكتب فيلمس له بعد فلسفي ناضج ماشاء الله
 

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
104,431
مستوى التفاعل
93,882
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
حديث الشُرفات ..
منتصر عبد الله @منتصر عبد الله
كلماتك ليست نثرا ولاشعرا عادي
كلمات عميقة تستحق التامل مررا
وكل مررة يكتشف جمال المعاني
لله درك نص رائع وتحليل وتشبيهات
لكاتب محترف كل التقدير والاحترام
لهذا القلم 🌹
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,451
مستوى التفاعل
15,231
مجموع اﻻوسمة
19
حديث الشُرفات ..


.
.

توطئة / ..
تحدث "طاغور" ذات مرة : كانت الشمس تشرق .
وأيقنت حينها أن طاغور كان ذا يأس مع الحياة ، حين حبس الشمس في " كانت " !..
وناقضه "هيمنجواي" متفائلاً قائلاً : لا تزال الشمس تشرق ، " لا " حرف نفي ، ولكن هيمنجواي أثبت لي عكس ذلك !..


.
.

مدخل /...
نحن في اتكائنا تلك نُشاهد أُناس لا يعنون لنا شيء ، وفي الجهة المقابلة هناك أناس منتظرين ،
يتمنون ولو يدفعون أعمارهم ثمناً لـ مشاهدتهم ،
ونحن نُشاهدهم بـ المجان ..!
.
.

الوقت غير شكل النوافذ ..
وباتت العصافير تقف على حبل الغسيل لـ تجف من أمنياتها ،
إن تطاول عقرب التعجب نثرنا له الدقائق مهرجان من الوقت ،
لربما أوقظنا المواعيد من على تلك المسافات المستلقية ..
وبحدة الإبهام نحدد مسار جزء من العمر لم يجد طريقه إلينا ،
نعصر من شفتينا حديثٍ يقطر غدير ، ويجري بخلط الحروف بالألوان ،
نزخرف به ظلال مشاويرنا ، أو نهديه قربانٍ لنافذة تشتكي شح شمسها ،
وتجهل ما يدور في تلك الأوقات البعيدة ..
احتماليات البقاء كجوع الطريق الذي يشتهي الشبع على مائدة الخرافات ،
ثم يسقط ظمأ على خلود السفر ، مدفون بأسرار الجفاف وبحوزته كل مفاتيح البلل ..!
البقاء سكون تستدرجه تلك النافذة ، كزخة مطر على خد طفلة لم تعي ماهية التبخر .
البقاء هو ميلاد بداية الوقت .. يخرج من الشفتين ناعمٍ ثم يلجأ إلى الصمت ،
ولا يعي بأي سطرٍ يموت ، أو مكاناً يستريح به من خطواتنا ،
لكنه يعي ما تقوله النوافذ كل صباح ومساء ..
ثمة أمسيات لم أحتفظ بها بعد ، حتى أقنع نهاراتها بالاحتمالات ،
فتركتها في مهدها الذي يتوحد بالغياب ..
لا أحد يعود ، وأنا العائد بتعثر خطواتي على الحفر الجائعة للعشب ،
خُطاي لن تهديني إلى الطريق ، ولا الطريق يؤدي بي إلى نهاية شامخة ،
يلزمني قدمين لتعريف الجهات ، وإصبعين لوضع إشارة النصر ،
وخاتمين لتوهم الحب ..
فوق الرف حجة على فلسفة البعد .
على النافذة ندى مفعماً بالحزن والجفاف .
وعلى كوة الباب الضوء منكسر وبكل جهاته صلاة .
على الطاولة الخيول تتساقط على رقعة الشطرنج .
أسيأتي المساء على غيابٍ مكتمل العدد ، ما ذا لو لم ينتظرني المساء يوماً ؟
لستُ عاتباً على تكات تلك الساعة ، ولا على تلك النافذة المتفرجة ،
على الصمت والحروف القاسية ..
تعلوا الدقات على رهانات الأمكنة ، وتهبني أسباب البكاء وأعود غريب ،
سأبكي قليلاً على ناصية هذا المساء الذي وسع كل شيء سواي ،
وورقتي مجنونة بالبياض لا شيء يقولنا ، قلمي زورق في بحر الخرص .
على الحافة دائماً تتكئ أقدارنا لـ تميل ..!
وعلى أوردة الوقت تتكئ الأيام والأعوام ، وبذات التوقيت ما بين فراغ المواعيد ،
على خد الفصول بمواسم عارية ..
شقوق نافذتي ترسم عينيكِ شعاعاً من رحيق الشمس ،
ما بين الضوء ونصف العتمة / الرمش يسافر بـ طقوس النظرة الأولى ..
عاقبني النوم تحت السقف الممتد ، اتوسد انتظاري واتغطى ملآت الوقت
وأخشى عاقبة اليوم المقبل من معاودة الأمس .
.
.
.


سيدتي الغيمة ..
المطر سفر قزحي القطرات ، يرتشح رذاذه خارج المقام ،

وتخشع الأزهار من نافذة الحقل


..
لا مزاريب للماء المنفلت حين يتنزه مزاج المطر ،

وحده الغيم طفولي الفطرة بالفرح ..

مشاهدة المرفق 166704


ايها السادن على بوابة اللغة
ايها المنفي في جغرافيا الجمال
يا من شققت بكلمة واحدة
نياط الحرف
وصنعت من كل فاصلة انحناءة زمن
ومن كل استهلال
ملحمة تنتعل التاريخ وتمشي
لم تكن تكتب
بل كنت
تعاتب الضوء عن غيابه
وتقود قافلة من النوافذ العمياء
نحو شمسك
التي لا تشبه شمس احد
تركت لنا وصايا من مداد الغيم
لقد قرأتك لا كما تقرأ النصوص
بل كما تقرأ الاصوات
حين تصير اجسادا
وكما يقرأ الوجع
حين يعتلي منابر المجاز
وقفت عند كل جملة
كما يقف العطشان
امام بئر لا يرى عمقها
لكنه يؤمن بأنها منبع ماء
لم يذقه بشر
حين قلت
إن العصافير تقف
على حبل الغسيل لتجف امنياتها
ايقنت اننا لم نكتب بعد
وان اللغة التي ندعيها
ليست الا ظلا باهتا
امام هذا الانفجار البصري
والوجداني الذي شيدته
حين جعلت من النافذة شاهدا
ومن الزمن خصما
ومن الورقة معبدا
ومن الاصابع مذابح للصدق النقي
ايها الكاهن في معبد التجلي
لقد جعلت من الفقد طقسا
ومن الغياب حجارة
ترمى بها المواعيد حين تكذب
ومن البقاء سكوتا
يشتبك مع صوت المطر
فلا يدري احد
اين يبدأ البلل
واين تنتهي الصلاة
يا من كتب ان الخيول
تتساقط على رقعة الشطرنج
وكأنها اخر جنود الحنين
في معركة لا رابح فيها
يا من اسند الورقة على كف المساء
ليسمع صدى نداء
لم يكتبه احد ولم يقله احد
لكنك قلت ما لم يقل
وحفرت على لحم الوقت اثرا لا يمحى
ايها الذي جعل من الغيم خطابا
ومن المطر طفلا يرتدي لهفة
ومن الضوء طقوسا على خد باب
لم تعد اللغة كما كانت
قبل ان تمر بها
لقد خجلت المفردات من عجزها
وارتجفت البلاغة من اقتحامك
واصابتنا رجفة الايمان
حين وقفنا على حافة نصك
لا نسقط
لكننا لا نعود كما كنا
كل سطر منك
فوهة لبركان لم يهدأ
كل استعارة
صاعقة في ليل المعنى
كل جملة
قبلة على فم الوقت الغافي
ايا من يحاور النوافذ
كأنها امهات غابت
ومن يمسح رأس الحزن ليهدأ
ومن يصنع من الشكوى
عرشا للشعراء
ويوقظ الذاكرة من نومها الكسير
ويزرعها شجيرة في فناء الانتظار
اكتب وواصل ولا تنظر خلفك
فلا شيء هناك سوى حطام
من ظنوا انهم كتبوا
لكنهم في حضرتك
يتحولون الى تلاميذ
على عتبة المعنى
ينتظرون
ان تمر فقط كي يبدأوا من جديد
انت مرآة لا تنعكس
وصوت لا يصدأ
وظل لا يخفت
وحرف يمشي قبل الضوء
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى