تواصل معنا

كانت الثالثة، وعادة يقولون عنها (ثابتة) عادة، حينما أتعثر بشيء في المرة الأولى أتركه، وأفعلها في الثانية، أما الثالثة، فهو يصبح كشيء ينخر في تفكيري. قاعدة...

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.



كانت الثالثة، وعادة يقولون عنها (ثابتة)

عادة، حينما أتعثر بشيء في المرة الأولى أتركه، وأفعلها في الثانية، أما الثالثة، فهو يصبح كشيء ينخر في تفكيري.

قاعدة :
(مؤمن بحق التجديف الكتابي لأي شخص، مهما كانت جودتة، ومؤمن بحق عدم التعليق عليه، ما لم يطلب هو مني ذلك)

البعض لديه فكرة في ذهنه من خلال الكتابة في المنتديات، وهي رغبته في تطوير قدراته الكتابية من خلال تواجده، والبعض يأتي للتسلية لا أكثر، وهذا حق لكل شخص لا يمكن أن نتذمر منه.

واقع في أزمة الدخول في الموضوع مباشرة، أحوم حوله بغباء، كل ذلك لأني لا أريد أن أظهر تحت مصطلح (صريح) لدي مفهوم أن الصراحة تشكل نسبه مرتفعة من (القبح).
" وما كان اللين في شيء إلا زانه" *، وهذا يعني أن اللطف هو ما سيتذكرك به الآخرون، لن يهتم أحد بإنك الكاتب" الفلتة" ، بقدر ما سيتذكرونك به" أنه كان شخص لطيف في تعامله والكلمة التي تخرج منه"

أحب الفتاة المشاكسة، والتي تلعب بقسوة، كما هو في الرابط، الذي وضعته هنا، وهنا تكمن التفاصيل الصغيرة، التي يجب أن نتأمل فيها، وطالما اعتقدت في أن تطوير قدراتنا الكتابية، يأتي من واقع ما نشاهد حولنا، وقدرتنا على تحويل الحدث، لنص كتابي، ويأتي النتاج حسب رصيدنا اللغوي وتراكيب الجمل، أيضًا الملهم/الملهمة، لا تخجل من المحاولة في الحصول على (الملهم) في نص "كسرٍ مر بجوارك) تقول الفتاة أيها اللعين تريدني ملهمة، وفي" مجدولين" صمتت الملهمة فلم استطع أن أكمل.

أعود للرابط والفتاة التي تلعب بقسوة، مع آدم، حين أراد أن يتحدث عن الأداء، قالت : (انت حتى لم تستدر، فلماذا تهتم)، كانت صفعة قوية، لكنها لم تكن مؤلمة بقدر تلك التي تلقها (بليك).
أين الصفعة تكمن الصفعة التي تلقها (بليك) والتي قال عنها هذا "قاسٍ، مؤلم، مؤلم جدًا".
لم يكن شيئًا ظاهرًا ومباشرًا، كما حدث مع آدم، كل ما قالت (لنفعلها آشر).
بظني أن كل شيء كان مرتب في ذهن الفتاة في حالة أن استدار لها مجموعة بينهم (آشر)، لذلك صفعة (بليك) والتي فهمها "أنه لم يكن خيارها البتة".
تلك الثواني التي تُمنح تفكير، فيه تم سلبها من (بليك).
تذكرت أن لدي شعورًا بوجود فتاة غاضبة منّي، ولكني خفت من أن اسألها ذلك، ويحدث لي مثل ما حدث في فلم (القارئ)، حين سألها المراهق :
- هل أنت غاضبة منّي؟
كان جوابها مقنعًا، تقول : أنت لا تهمني، حتى أغضب منك.

أعود..
في نفس البرنامج وفي موسم آخر تصرفت مايلي سايرس بقبح ضد آدم، شعرت بذلك بعد زمن قصير من خلال ملامح وجهه، وحاولت أن تعتذر.
الحقيقة كان رده عليها جميل جدًا، وبقي عالق ذاكرتي، برغم الزمن، بجملة واحدة قالها (كوني لطيفة).

مرة أخرى أعود وأقول أن التفاصيل الصغيرة التي نشاهدها في فلم أو من الواقع المحيط بنا، هي وقود جيد لمحرك الكتابة.
منذ فترة طويلة شاهدت هذه العبارة في فيلم لا أتذكر اسمه، تقول :
(كل القبح الذي تمارسه، لا لشيء، غير أنك تُريد أن تثبت لنا أنك تملك الصلاحيات).

أخير ..

كل العبث الذي قلته أعلاه كان يمكن أن أختصره بعبارة : (كن لطيفًا مع الآخرين).

GIF_20250420_124435_144.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : تفاصيل صغيرة. | المصدر : المقهى الادبي

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.



- 2 -
حاولت أن ألملم كل أفكاري، للبحث عن الفرق بين الدهشة والانطباع الأول الذي يتركة شخص في نفوسنا، في فعل أو قول أو حتى صورة رمزية للمعرف الذي يكتب به.
لكن البرد شديد ومزعج، ويحتاج إلى "كافات الشتاء" تلك التي ذكرها الحريري في مقاماته عن ابن سكرة.
لذلك أتبعثر بين حين وآخر، وأنا على سطر الصفحة، ثم أعيد لملمة نفسي من جديد وهكذا.

ومن الدهشة، تذكرت، تلك الفتاة التي لها اسم قريب من هذا المصطلح، كانت قد قالت : (أكتبني في حكاية، من تلك الحكايا التي أحملها معي في ذاكرتي، حتى وإن غادرنا الأماكن، تبقى عالقة في ذهني، بها أتذكرك.
قلت سأكتبك في نقاط عمياء
قالت أيها المعتوه، لم أطلب منك أن تغتصبني في حكاية.)
لم أفهم لما وصلت لهذه النتيجة، كل ما أعرفه عنها أنها تعمل في (بنك)، لذلك قلت سأعيد من جديد..
كبداية قلت : (سأخبرك بأنك السفينة التي رست في ميناء يجتاحه الضباب، والظلمة لم تتزحزح من مكانها، وبقيت تصدُ كل هجوم، يحاول الفجر أن يحتل به المدينة، وحين بدأ مركبك يرفع أشرعته، أدركت أنك سفينة النجاة بالنسبة لي، فـ قفزت إليك، لم تجفلي من هذا الغريب في وقت الكل يهرب فيه من فوضى تجتاح المدينة، كانت بعض الثواني القليلة التي تأملتِ فيها ملامحي، كافية لأن تصدري أول أوامرك، أذهب وارفع المرساة، ثم الحقتيه بسؤال وأنا قد استدرت، يا هذا أتُجيد التجديف؟)

كنت أترقب نتيجة ما كتبت لها، ذلك يشبه مسابقة (الطبخ) ولجنة الحكم وهم يتذوقون طعامك الذي حاولت أن تترك أنفاسك فيه كنوع من مفهوم سائد، فهم يقولون الطبخ يعتمد على نفس الطباخ، ولكني كنت أخاف من اخفاق آخر معها، ونتيجة تصدر من فمها "ضب سكاكينك، صار فيك تفل".

وفي مفهوم الانطباع، بعض السيدات تنصب فخًا في سؤال تحشره بين مجموعة أسئلة كتمويه، هي تريد انطباع معين عن شخص معين، وحتى لا ينتبه، تجعل الأمر وكأنه استفتاء أو دراسة أو أي شيء آخر.
عادة يكون السؤال بهذا الشكل :
- ما هو أول شيء يلفت نظرك في امرأة قادمة نحوك؟
نحن الرجال مجرد أطفال يثيرنا الفضول، لدرجة أن بعضهم يعتقد أن الفكرة من هذا السؤال، أنها تبحث عن (أيهم أكثر هوسًا) وهو لا يدرك أن ذلك "فخًا" منصوبًا لعقليته.
وحين أرسلت لي أسئلتها العشرة أظن، قلت لن أجاوب إلا على واحد فقط، ولكن قبلها أريد أن أعرف جواب فلان، كنت أعرف أنها مفتونة به.
قالت كان جوابه : " صدرها".
كنت أعرف أنه أحمق، ولكني لم أخبرها بذلك، ولكن أعطيتها جوابي، عن ذلك السؤال المهم لها، وهو أني التفت لما تلبس في أقدامها جزمة/كعب/صندل، ويثيرني لو كانت تلبس الصندل وهو محفز لأرفع نظري وأكمل مسيرة النظرة الأولى التي هي حق مشروع لا عتب فيه.
يبقى مفهوم الدهشة قائمًا معها ومع صندلها، ما لم يخدش تلك الدهشة عبثًا قد أحدثته في مظهرها.

في الفيديو التي وضعته هنا، هناك دهشة، وعادة تصاحبها "واااو" التي تخرج منّا لا شعوريًا، كما حدث في ما بعد الثانية 27، هنا خرجت طربًا و إعجابًا، تلك بقيت عالقة في ذهني من فترة طويلة، كنت فيها قد شاهدت الفيديو.
كما قلت في البدايات، هي تفاصيل صغيرة تبقى عالقة في أذهاننا، نستذكرها، في لحظة دهشة.

في المقابل هناك من يتعمد ويجتهد في خلق الدهشة، في الغرب لا يهتمون بنوع وشكل الطريقة، فكلما تعمقوا في الإنحراف في ذلك الأمر، فهناك من يعتقد أنهم صنعوا إبداعًا.
في أحد الأفلام، كانت تلك الفتاة المهووسة بالتقاط الصور، وصلت بفكرها أن تجلب، من الشارع ما يمكنها أن تصنع منه دهشة، كانت تلتقط من رجال الشوراع رجلًا، يكون ضيفها في تلك الليلة، وهي تبحث عن أمر واحد فقط، وهي تدفع مقابل ذلك، ذلك لا يهم بالنسبة لها، طالما هي ستحصل على ما تريد، كان شيئًا عجيبًا كفكرة، وذلك أنها تلتقط صورة للحذاء الذي كان يلبسه، وتركه عند باب الغرفة، صدقًا كان الإختلاف في صور تلك الجزمات وعبثيتها (فاتن) خاصة وأن الصور بالأسود والأبيض.

هناك تفاصيل صغيرة، ستجدها في أقل من ثلاث دقائق في مشهد من فيلم مدته ساعة ونصف، يجب أن تقف عند ذلك المشهد وتسأل نفسك ما الهدف أو الرسالة التي يريد صاحب الفيلم أن يرسلها لك؟
أكيد هناك أمر مخفي من ذلك المشهد، ويجب عليك أن تصل له، مثل ذلك المشهد القصير، حين يقوم فيه الفنان التشكيلي، بحقن الأصباغ في جزء من جسده، ثم ينفثها على اللوح الأبيض لتظهر لك نتيجة غير مفهومة، لكنه (فن راق) بنظرهم ويستحق مبالغ طائلة.
المهم أن لا تفكر أن الأصباغ كانت في فمه، عليك أن تترك لخيالك حرية كبيرة لتعرف المكان عزيزي القارئ.




 
التعديل الأخير:
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,755
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
تفاصيل صغيرة.
إلى يعرب @يعرب .....
يا من التقطتَ ما لا يُلتقط،
وركّزت العدسة لا على الحدث، بل على رجفة ما قبله، على الظل الذي مرّ دون أن يلفت الانتباه، على تنهيدة عالقة بين جفنين.

شكرًا لك لأنك لم تُدوّن "المواضيع الكبيرة"، بل وقفت عند الزاوية الصغيرة للذاكرة، عند الكسرات التي تسبق الخبز، والهمسات التي تسبق الصراخ.

في زمن يُلهينا فيه الوميض الكبير، جئت أنت، كأنك تمشي على أطراف الوقت، لتخبرنا أن العظمة كامنة في اللامرئي، في التفاصيل التي تتسلل من بين أصابع الأيام ولا نلتفت لها.

كنتَ العدسة، والعين، والتأمل.

شكرًا لأنك منحت للبساطة صوتًا، وللصمت معنى، وللأشياء التي لا تُقال، فرصة أن تُكتَب.

كل التفاصيل، صارت أكثر وضوحًا، لأنك رأيتها أولًا.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.
إلى يعرب @يعرب .....
يا من التقطتَ ما لا يُلتقط،
وركّزت العدسة لا على الحدث، بل على رجفة ما قبله، على الظل الذي مرّ دون أن يلفت الانتباه، على تنهيدة عالقة بين جفنين.

شكرًا لك لأنك لم تُدوّن "المواضيع الكبيرة"، بل وقفت عند الزاوية الصغيرة للذاكرة، عند الكسرات التي تسبق الخبز، والهمسات التي تسبق الصراخ.

في زمن يُلهينا فيه الوميض الكبير، جئت أنت، كأنك تمشي على أطراف الوقت، لتخبرنا أن العظمة كامنة في اللامرئي، في التفاصيل التي تتسلل من بين أصابع الأيام ولا نلتفت لها.

كنتَ العدسة، والعين، والتأمل.

شكرًا لأنك منحت للبساطة صوتًا، وللصمت معنى، وللأشياء التي لا تُقال، فرصة أن تُكتَب.

كل التفاصيل، صارت أكثر وضوحًا، لأنك رأيتها أولًا.

شكرا دكتورة جوري
بس عندي مشكلة في التنسيق، مش زابط معاي.

ممنون.
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,755
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
تفاصيل صغيرة.
Picsart_25-07-13_23-51-43-509.png


تفاصيل صغيرة

كوب قهوة، لا يزال دافئًا، لكن أحدًا لم يلمسه منذ ربع عمرٍ على الأقل. بخاره يصعد كسؤالٍ نُسي في فمٍ خائف. المنديل مطويّ بعناية غير متعمدة، كأن يدًا مرت به ثم نسيت نفسها هناك، حوافّه متعرجة، تذكرني بابتسامة غير مكتملة من امرأة لم تقل صباح الخير، بل كانت تنثر الصباح كما تُنثر البذور في الريح.

بضع كلمات على الورقة، لا تبدأ ولا تنتهي، فقط تتلوى كدخان يرفض أن يصعد، تحتهن نقطة... ربما دمعة، ربما قهوة انسكبت خلسة، ربما لا شيء. "كان اللقاء..."، وتوقفت الجملة، ربما اكتفت، أو خافت من الذي سيأتي بعدها.

الصوت لا يسمع، لكنه موجود. كأن الكلمات تهمس من الورقة للمنديل، ومن المنديل للكوب، ومن الكوب لي، ومني للعالم، والعالم لا يرد. فقط يبتلع.

الأشياء الصغيرة لا تموت، بل تصغر حتى تختبئ داخلنا، ثم تنمو فجأة في حلم لا نعرف متى بدأ.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.
- 3 -

17 - ديسمبر
نحن نتجه للنهايات، وأنا لا أحب النهايات، النهايات تعني أن الأمر انقطع، وأنا أعيش على سياسة، ترك الأمور على ما هي عليه حتى إشعار آخر.
يقول صديق، "لن أتابع حكاياتك، فأنت لا تضع لها نهايات"
قلت يا عزيزي، أدخر تلك النهايات لفترة زمنية من حياتي، فأنا مازلت أمتلك زمام أموري واستطيع أن أقف على المكان الصحيح، هناك فترة زمنية، نكون فيها بمسحة رمادية، والوقوف عليها أمر مقلق.

في بداية حديثي معها تقول أنها (تعشق الفلسفة) من حينها صرت من أجلها رجل الفلسفة، صرت أضع كل أمور يومي في قالب فلسفي، وحقيقة هذا الأمر يناسبني كثيرًا، حتى أن العتب والملامة والتذمرت أصبحت أشياء ممكن تجاوزها بسهولة.

لذلك وكما قلت في الحلقة السابقة أو التي تسبقها، لا أتذكر ..
"الرجل مجرد طفل صغير، يثيره الفضول"
وأنا معها في شعوري حين تقول (أنت رائع) نفس مشاعر الفرح حين يضع لك المعلم ثلاث نجمات على دفترك.
ولذلك مرة أخرى مهما بلغنا من العمر، ستجدنا نستجلب مشاعر الطفولة والثلاث نجمات التي حصلنا عليها، حين نحصل على كلمة (رائع).
هناك احتمالات كثيرة تدور حول ذلك المصطلح، ولكني لن اخضعه للجانب الفلسفي، لا أريد غير مشاعر طفل حصل من معلمه على ثلاث نجمات، على إنجاز قام به.

في مسلسل (أوتلاندر)
شاهدت الأجزاء كلها منذ فترة، لكن هناك تفصيلة صغيرة بقيت عالقة في ذهني دون الباقيات، وهي حينما تزوج جميس الفتاة كلير، - والتي أتت من زمن المستقبل بفارق مئتين سنة - كانت فكرتة حول ليلة الدخلة واحدة، والسبب أنه، كان مجرد سائس في اسطبل للخيول.
هي كانت تتعجب من بداياته معها، ولكنه أدرك المعرفة معها.

وفي الدهشة التي تأتي مع البدايات والتي تخالف عادة حديث الجدات، ذلك الحديث الذي يسردنه كقاعدة، تحت بند (ميزة الشيخوخة) وتلك الميزة تعطيهن الحق في قول أي شيء بدون أن يكون عليه رقيب داخلي أو خارجي (حين تنتهون، ننشغل بعد فقرات عمودكم الفقري) أظن قاعدة الجدات صارت مفهومة لديك عزيزي القارئ.

كان جيمس مخالف لتلك القاعدة، وكما قلت هي نتاج دهشة أو انبهار المعرفة، كانت لديه جرأة بالتصريح لزوجته، عن "أن معرفته محصورة في طريقة تزاوج الخيول".
حقيقة أن المشهد بشقيه، لم يتجاوز الدقيقتين، من مسلسل بسته أجزاء وكل جزء عدد من الحلقات.

كما قلت سابقًا أن (التأمل) وقود مهم لمحرك الكتابة، بدونه قد يضيق عليك الأفق، فتجد نفسك مع الموجود بسطحية الحدث، كما يقول صديق حول طريقته في اختصار التفكير حول أي سؤال يواجهه، يختصر كل ذلك بجملة (على حسب).

دخلت مع هذا المشهد في أزمة التنقيب في "علم الاجتماع" و سلوكيات الكائن والمحيط أو البيئة التي يعيش فيها، ومراحل التطور العمري لدى الكائن البشري، طفل، صبي، مراهق، شاب، رجل،.. الخ.

هناك كثير من التجارب والدراسات، قد أنجزت حول تلك المراحل العمرية وخاصة، المراحل الأولى من العمر.
كل ذلك يدور في فلك (المعرفة)، فما تحصل عليه منها، قد تكتشف أن شيئًا منها لم يُطبق عليك ولم تستفد منه، لكن لديك فرصة جيدة أن تجعل منك، شخص قادر على التعامل مع أطفاله.

في مسلسل السفينة والذي وجدت أنه ممل جدًا، لكنني دخلت في تحدٍ مع الصبر، قلت، هولاء ما الذي يريدون قوله لي، أو بماذا أخرج؟ بعد أن ضعيت من الزمن معهم مقدار سبع حلقات.
من بعد السبع شدني المسلسل، فما وصلت له من نتيجة مختصرها (كيف يعمل العقل؟).
سردت عن مسلسل السفينة، وهو أني ربطت بين فكرته التي خرجت بها، وهي عن عمل العقل، وفكرة جيمس الوحيدة عن طريقة التزاوج، فما عرفه، التقطه من بيئة الخيل التي عاش فيها منذ صغره، ولم يغادر الإسطبلات يومًا.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.

- 4 -

الكلمة : كتب
من قراءة في رواية الخبز الحافي.

أول ما تبادر لذهني سؤال :
-لماذا نكتب؟
أجدني فيها - الكتابة - كنوع من المتنفس لا أكثر، فكثير من الحكايات لا أضع لها نهايات، وأيضًا الفضيلة ليست أولوية في معتقدي الكتابي، ولكني حذر في الحرص على عدم خدش الحياء.
ما أميل له أنه يجب علينا أن لانزهد فيما هو من طبائعنا البشرية، من الفاظ وأفكار طبيعية لنا كبشر، وأن تكون في حدود اللائق، وعدم الانجرار خلفها بترف في إشباع حواسنا، التقيّد بضوابط ما هو مقبول أمر جيد.
عادة منح مساحات بحرية غير مقيّدة، بظني فيه افراط في حقوق الآخرين، وأظن العكس صحيح.

ما اعتقده وهذا يمثل فكري لا الزم به أحد وقد يخالفني الكثير، ذلك الاعتقاد يتمثل في أن أغبى فكرة تُسيطر على الكاتب، هو البحث عن هدف أو فائدة، حين يكتب قصة، وهنا تحديدًا في كتابة الحكايا، يجب أن تُسردها كما هي بدون اخضاعها لفكرة الهدف أو الفائدة.
قرأت كثيرًا في كتاب الف ليلة وليلة، وخرجت بانطباع غير جيد عن ذلك الكتاب، وهو أن الحياة التي كان يعيشها، الذين سبقونا، تشبه (صنيعة الديك) لا أحد يسألني عن ما هي تلك الصنيع؟

وما اعتقدة أن الكتابة هي حالة "تجلي" نتركها تمتزج بما يتوافق مع طبائعنا البشرية، بدون اخضاعها لضوابط متكلفة، نضطر معها للتحايل في كلمات استخدمها أمر يتوافق مع طبائعنا، بدون فجاجة أو قبح في الاستخدام.

وأخيرًا
حين تكتب في الأدب، فمصطلح "الأدب" لا يُلزمك أن تكون مؤدبًا.

 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.

- 5 -

نحن نصنع أنفسنا في هذه الحياة، صحيح هي ليست عادلة أو منصفة، لكن الاستسلام لها، أمر مدمر لدواخلنا، ذلك هو تفسير الضعف، الانكسار، و الهزيمة، لذلك ما نحصل عليه يجب أن نتمسك به، سواء في تعليمنا، مجموعة القيم التي نكتسبها بحق مشروع، وتلك الأشياء التي ترفع من قيمتنا السوقية، في مجال العمل أو الرفقة وحتى الهيبة، هي قيمة حقيقة يجب أن نضيفها كمكسب إضافي، لذلك لكل شخص منّا قيمة، هو من يقرر كيف تكون ومقدارها، وأيضا يجب أن نكون على دراية بطريقة الدفع التي ننتهجها، هناك من يستحقون أن ندفع لهم عمرنا وحياتنا واستقرارنا، والبعض لا يمكن أن تمنحه قيمة حبة بطاطس.
أتذكر في فلم إمبراطورية الشمس، الرجل الذي كان يصف قيمة الأشياء، أنه في زمن ما ممكن تقوم حرب بسبب كيس بطاطس، لكل شيء ثمنه في مكان ووقت معين.
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,755
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
تفاصيل صغيرة.
في زمنٍ تُسعَّر فيه الأرواح كما تُسعَّر حبات البندورة في سوقٍ شعبيّ بعد الظهر،
حين تُقاس قيمة المرء بكمّ المتابعين، أو عدد الصفقات، أو بمدى صمته عن الخطأ،
يصبح الوقوف في منتصف الطريق فعل مقاومة،
ويصير الصدق رفاهية لا يقدر عليها إلا المجانين أو من لم يعودوا يملكون شيئًا ليخسروه.

في هذا الزمن، تباع الكلمة بالعملة الصعبة،
ويُقايض القلب بالمنصب، والكرامة بتذكرة سفر،
أما الحب؟
فهو بضاعة مهربة، تُباع تحت الطاولة،
بصمتٍ يشبه البكاء في الحمام.

كل شيءٍ له ثمن:
الابتسامة، الحياد، حتى الحزن صار يُدفع له أجرٌ مقابل ظهوره على الشاشة.

وأنت؟
كم تساوي؟
وكم من المرات بعناك دون أن تدري؟
وفي أي لحظة من حياتك قررت أن تصير عملة، لا إنسان؟

في زمنٍ كهذا، لا تبحث عن المجد،
بل عن مرآة لا تكذب،
وصديق لا يسعّر قلبك،
ومقعد في الظل...
تنبت فيه ذاتك كما كانت قبل أن تُغلف بورقٍ لامع، وتُعرض في واجهة الحياة.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.

- 6 -

اسوأ ما يمكن أن يحصل لك، هو، أن تكون شخص، لا يُثير انتباه أحد، أو وجه اخطأهُ الجمال، هكذا يكون الأمر مع السيدات.

وأكثر الأشياء قسّوة، حينما تقول لك سيّدة، بعد أن حلّقت معها.. أنت أصبحت رجل، لا يُثير فضولي.
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
تفاصيل صغيرة.

- 7 -

طالما عشقت المقاهي، وأقصد بها التي في المنتديات، عادة هي تشبه من وجهة نظري ما يسمى بالقفز الحر، أظن هكذا يسمونه.
وصدقًا، لا أعرف المقصود بتلك العبارة أو نوع الرياضة، ما راق لي فيها لفظ (الحر).
ففيه وأقصد المقهى، يمكنك أن تكون حكيم المقهى أو مجنونه، أو شيء آخر أنت تريد بدون تعقيدات الإلتزام، بنوع اللغة أو الحِرفية، تلك أمور يجب أن نتخفف منها بين حين وآخر، يمكنك أن تمارس الغباء قليلاً كنوع من التجديد، أو يمكنك أن تسمع رأيًا من شخص تعرف أنه أحمق منذ صغره، لكنك تمنحه فرصة، وتُشعره بالامتنان.

كما يمكنك أن تتخلص من فكرة أن الحياة مؤلمة وليست منصفة في كثير من جوانبها، يمكنك أن تتخلى عن الحزن قليلاً، ويمكنك أن تُريح مسامعك من سماع نبرة صوتك ولو مؤقتًا وتسمع صجيج الناس في مقهى، يمكنك أن تغادره في أي لحظة، دون أن يترك أثرًا عليك، وتقنع نفسك أنك شخص مستمع لا أكثر.​
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,755
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
تفاصيل صغيرة.
تفاصيل صغيرة
كأن تمشي في شارع مزدحم،
ولا أحد يعرف اسمك،
لكن هناك من ينتبه إن تعثّرت خطوتك.
كأنك تصير مرئياً حين لا تكون،
وهذا..... ليس عادياً في عالمٍ كلّه منشغل بنفسه.

قلق الآخر عليك؟
ذاك ليس قلقًا فحسب، بل إعلان حضور،
بأنك لم تعش عبثاً،
أن ظلك مسجّل في أحد القلوب،
أنك حين تغيب، لا تغيب فقط عن الأثاث أو عن الكرسي الفارغ،
بل يغيب معك شيء من الطمأنينة،
كأنّك صرت جرس إنذارهم للفراغ.
أنا أظن، بل أؤمن،
أن هذا القلق هبة،
مثل أن يعثر العطشان على جدول ماء في صحراء العزلة.
أن يحبّك أحدهم بما يكفي ليخاف،
أن يترنّح قلبه لا لشيء،
إلا لأنك تأخّرت.
وفي زمنٍ يتقن الجميع لغة التخلّي،
من يشعر بك دون أن تُخبره،
هو معجزة...
معجزة لا يُراد لها أن تُعلّق على جدار،
بل أن تُحفظ في صدرك،
وتُشكر عنها ربّك.
 
1 Comment
يعرُب
يعرُب commented
جميلة : في زمن يتقن الجميع لغة التخلي.
 

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى