حين يكتب منتصر،
كأنَّ الذاكرة تفتح نافذتها على قهوةٍ قديمة، وتسكب لنا من عبيرها شوقًا محمّصًا على جمر الحنين.
كلماته ليست جملًا، بل زقزقاتٌ من طيرٍ مرّ على أسلاك العمر، وترك صوته معلقًا بين الأمس والحلم.
"جمهور الذكريات"؟
بل هو جمهور الأرواح التي لم تهجع، تلك التي تجلسُ الآن في الصفوف الأولى من القلب، تصفقُ بصمتٍ لكل نبضةٍ كتبها منتصر، وتعيد قراءتها كما يُعاد الحنين في مساءٍ بارد.
أهلاً بكَ في المقهى الأدبي، يا من رشفتَ الحبر وكأنّه قهوة سوداء تُغري النسيان بالهروب.
كل مقعدٍ هنا اشتاق إليك، وكل قلمٍ انحنى قليلًا احترامًا لوطأة حضورك.
منتصر،
مرحبًا بك كما يُرحّب الدفء بشتاءٍ متأخر.
اكتب،
وافتح بوابات الذكرى… فالذاكرة مدينة لا يسكنها إلا الكبار.
يأتينا البن على أسطح الفناجين طافي ، مدفوع بالرغبة لارتشافه على شاطئ الوقت ،
لأراود بها اللحظة المنقضية ، فما بين الفقد والفناجين مرارة مشتركة ..!
تعالي أقصص عليّكِ عتمة أطياف سكنوا الصور ، عن صدى أصواتهم
المعلبة في توابيتٍ فاخرة ..
وسيطول حديثنا فلا تكترّثي للوقت ، فالساعة مملة لا تغفو عنهم أبدا !..
مساحة عطرة
كل التوفيق لها ولك
احترامي وتقديري