تواصل معنا

- 1 - علقتُ في أحابيل جوابها المُحيّر.. حين سألتُها: - هل هذا الممر ينتهي بنهر إبيرو؟ قالت هي.. لن تحضُر.. نعم لن تكون هناك وهذا الممرُ الضيّق ينتهي بجدار،...

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
Screenshot_20250629_204925.jpg

-
1 -
علقتُ في أحابيل جوابها المُحيّر..
حين سألتُها:
- هل هذا الممر ينتهي بنهر إبيرو؟

قالت هي..
لن تحضُر.. نعم لن تكون هناك
وهذا الممرُ الضيّق ينتهي بجدار، هل ترى ذلك الجدار، إنه يفصلك عن النهر من بعد اجتياز الشارع.



- 2 -
سرقسطة
كنت أسكن الشارع الموازي للشارع الذي يشرف علي نهر إبيرو، يفصل بين الشارعين مجمع سكني واحد، بعرض مئة وخمسين متر لا أكثر.
قررت أن اختصر الزمن، فالالتفاف بالسيارة في هذا الوقت، قد يجعلني متأخرًا، لذلك كان العبور من ممر إلى الشارع الموازي هو أفضل حل للحاق بها في موعدنا المحدد.

- 3 -
كثير ما يشاع، أن الرجل الذي يلهث خلف امرأة، غالبا ما تكون رغباته جنسية بحته، حتى وإن أظهر غير ذلك، تظهر غريزته الحيوانية في بعض التفاصيل.
سألتها :
  • ما الذي يجعلك تعتقدين أنها لن تحضر؟
  • الخوف الذي يستبد بملامحك وبريق عينيك، وتأنقك المتكلف، هي كفيلة بعدم حضورها.
نفس كل ما ذكرت كان يتلبسه، لكنه هو الذي لم يحضر، الزمن يعود، ولكن بشكل مختلف، كان سيأتي من الضفة الأخر من النهر ويأخذني من هذا المكان، لكنه لم يحضر.

- 4 -
من جديد، علقت في أحابيل قصتها، هذه المرة، بعيدًا عن الحيرة، وتبدد الخوف من عدم اللحاق بموعدي.

ينتابني شعور القلق، ذلك الشعور الذي لا تعرف مصدره، أو الوقت الذي سيذهب عنك ومتى سيعود، ومن أي جهة سيخرج ويعود، ذلك الإحساس الذي يتمكن من جوفك، فتشعر أنه خال من الهواء، خال من أي شيء، فيكون للصقيع مكانًا بداخلك، كل ذلك وأنت لا تدري سبب قلقك.

- 5 -
كانت رثة الملابس بعصابة حول رأسها وشعر قد تلبد بالأوساخ، ليست كبيرة في العمر، لكن ما هي فيه يشعرك أنها كعجوز من الغابرين، اتخذت من ركن ذلك المكان متكئًا.

بدت لي غريبة في المكان، لكن أحد المارة، توقف عند حديثنا، وكان يسأل عن حالها وكأنها قد سكنت هذه الزاوية دهرًا، عندها أدركت، أني كنت متبلدًا عن تفاصيل الحي الذي أسكنه، هكذا حالنا مع بعض الأشياء، قد لا نراها، إلا أن تعثرنا بها، وهي دائما أمام بصرنا، لكن هناك ما يشغلنا عن النظر لها، متأكد أني قد مررت بها أكثر من مرة في اليوم الواحد، ولكنها ليست من تفاصيل يومي، لذلك لم أدرك وجودها في ذلك الركن.

- 6 -
حينما رأتني واقفًا استمع لها، وكأني أريد أن اخطف حديثًا على عجل، بادرتني بقول " لا يمكن للأحاديث أن تصعد للأعلى، ذلك الدعاء فقط نوجهه للسماء، اسحب ذلك الصندوق الخشبي واجلس عليه، ولتكن عيونك في عيوني وأنا أتحدث لك"، أدركت أنها محقة، وصرت بين خيارين، إما أذهب والحق موعدي، الذي هي تجزم فيه أن فتاتي لن تحضر، أو اعتبر ذلك اللقاء في حكم المؤجل، وانتظر سماع قصتها، التي علقت في رغبة سماعها.

لا أعرف هل هو الفضول، أو أني أبحث عن شيء لا أعرفه؟!
كنت اجتر الحيرة، من موقفي هذا، ربما أنا واقع تحت فلسفة الحصول على اللاشيء، كأن تفتح صندوقًا مملوء بالفراغ، وتكمش ملء قبضتك منه، هنا تأكد أنك حصلت على اللاشيء.

- 7 -
لا يمكننا نزع الشيء المؤصل من نفوسنا وأجسادنا، كل حديثها وحركات يدها وسكونها، تدل على أنها كانت صبية منغمسة في الترف، برغم مكوثها سنين طويلة، في حياة خلقتها لنفسها من العدم، إلا أن ماضيها يلاحقها لشخص ركّز قليلا في تفاصيلها الصغيرة.

هاجمتني حين استقريت أمامها جالسا وقالت، لقد طغت رائحة العطر على رائحة جسدك، لذلك لم يصل عطرك إلى ذروته، كثير منكم أيها الرجال، لا يعرف كيف يضع عطره، أنتم لا تعرفون رائحة أجسادكم ، لذلك تطمسوها، بنفحات مبالغ فيه من العطر، فيصبح المزج غير متعادل بين رائحتين، جسدكم والعطر، هنا يكمن سرّ جمال العطر، حينما يمتزج بأجسادنا، هي من تمنحه ذاته.

- 8 -
يحدث أننا في بعض أو كثير من الأحيان، غير مستعدين لسماع التفاصيل الجانبية، نرغب في عمق الحديث، الذي ينتهي بنهاية، غالبا ما نريد أن تكون على امزجتنا. لكنها كانت مفرطة في الهوامش وزيادات الحديث، ذلك يشكل عبئا على استيعابي، خاصة وأن بالي مشغول بأمر آخر.
البعض في الاستماع لديه القوة والقدرة لتوجيه السارد، وبعضنا يقع في فخ شخص، يبحث عن من يستمع لهذيانه، لذلك أخبرتها أني لا أملك وقتًا كافيًا، لسماع فلسفة الدراويش، أو تلك الأحاديث المبهمة، التي يمكن أن تُفسر على أكثر من طريق، ثم سألتها :
- ما المميز في الذي كان سيأتي ولم ويصل حتى الآن؟
قالت :
- لذة الألم معه، لن تسطيع أن تفهم، كيف تستطيع المرأة أن تجمع بين لذة وألم في وقت واحد. هذا الخليط يمنحها متعة مضاعفة، كأن تشعر بوخزات القش على ظهرك، والنظر إلى أقدامك وهي تهتز أمام عينيك، تسمع صوتك، وكلما كان عنيفًا، صعد بك نحو السحاب، حتي تصل لنقطة النهاية، حينها تنتفض وتغيب مدركاتك في تلك الثوان، فعبثية ما تحدثه وقتها، أنت لست مسؤولاً عنها، هذا هو قانون الأجساد الحية.

- 9 -
كان رجل جاليكي، من خليج أورسا، بدأ العمل عندنا كسايس في الإسطبل، لا يعرف أي شيء عن الخيول، فهو من قوم يمتهنون صيد السمك والتهريب.
شد انتباهي جسده المتناسق، تمنيت أن أكون أكثر جرأة، لأطلب منه أن يتخذ وضعيه معينة وأصنع منه تمثلاً من الطين، مللت رجالات القصر والنعومة التي يمارسونها ورائحة عطورهم التي تشابهت عند حاستي، لذلك كنت أقضي كثير من الوقت في مشاهدة السايس الجديد، وكيف يقوم بترويض الخيول القادمة حديثا، بداياته متعثرة، تدل على عدم خبره، منحته بعض المساعدة، فأتقن كل ذلك في عجل، كنت مخطوفة بجسده، خاصة في أول صيف له معنا، اتخذ لجسده قطعة واحدة تغطيه، وهي البنطال فقط، يخرجني من اتزاني ومحيطي، حين تبدأ قطرات العرق، تتخذ مساراتها على جسده، تلك التي تشق طريقها خلف اذنه أو الخطوط منها، التي تسير كقطيع من رقبته إلى ساحات صدره، أو تلك التي تغيب خلف بنطاله، بعد أن سارت مسافات طويله على ظهره، كانت خيالاتي مجنونة مع هذه الجسد.

- 10 -
طبائعنا، كنساء، تستحوذ علينا فكرة أن نكون مرغوبات، ملاحقات كطرائد برية،، تمنيت أن أكون حصيلة صيده الوحيدة بين شباكه، وأن أكون سمكة في مقلاته، يقلبني كيفما يشاء، لكن الأمر لن يتحقق في وجود الفوارق الاجتماعية الكبيرة بيننا، لذلك كان هو طريدتي.

اصابتني غيرة الرجل، تلك الغيرة التي تغرس حرابها بشكل عبثي في دواخلنا، حين تتحدث امرأة عن رجل احبته، خطف عقلها، سرق كيانها، لا يهم الزمان أو المكان، فهي تجتاحنا، حتى لو كانت العاشقة امرأة كبيرة، في زمن نحن لم نكن موجودين فيه، الرجل منّا، يريد أن ينفرد بنساء الأرض أجمعين، كل شيء يذهب له وفيه.

- 11 -
بعض الرجال، عالق في هرم الذات، لدرجة أنه غير قادر على تقبل فكرة الرفض، فكرة أنه ليس من الصنف الذي تعشقه امرأة تعرّف عليها، نحن وهن، كالنكهات أو رائحة العطر، لكل شخص ذوقه ومزاجه الخاص في نكهته أو عطره، عليك أن تتقبل فكرة أن تكون عطرًا، هناك امرأة لا يمكن أن تضعه على جسدها، في المقابل هذا ينطبق على المرأة، يجب أن تدرك، أن هناك ولو رجل واحد في الحياة، ممكن أن يقول لها ( لست من الصنف الذي أفضله )، المشكلة عند بعضهن لا تملك قناعة حصولها على رجال الكون كلهم إلا واحد، هي حريصة أن تضم الواحد مع البقية.

مرّ يوسف ابن مهندس ليبي يسكن في نفس البناية التي أنا فيها، ناديته رد بشيء من التذمر "شنّو تبي"؟ طلبت منه أن يحضر لها شيء ساخن تشربه، لكنه كان أكثر جرأة ليرد، ب "بدل القعمسة في الشارع ديرها معاك لحوشكم، وشربها وغسلها".
كانت تبتسم، وتقول هذا نتاج عرق إفريقي أبيض مع عرق افريقي أسود ، يحدث خليط، يأتي علي شكل جنّي صغير.

- 12 -
في زحمة الحديث، وضجيج بعض المارة السكارى، همست بصوت مملوء بالحسرة "الصيف يكشفه" لقد حضر مرارا هنا، وفي أشهر مختلفة، مهما حاول أن يختفي بكثير من الأقنعة والروائح المصنوعة إلا أن الصيف يكشف رائحته التي عرفتها في الإسطبل، لا توجد خليه في جسده إلا وقبلتها ولم أسمح لقطرة عرق ينتجها جسده أن تسقط على الأرض، بقيت رائحته في أنفي ومازال طعمه على طرف لساني.

توقفت برهة عن الحديث ثم سألت :
  • هل انقذتك بحيلتي، حينما قلت أنها لن تحضر للقاء؟
  • ربما كنت غير مستعد لأول لقاء، لا أعرف أي شيء عن تلك الأسئلة التي ممكن أن أخوض فيها، حتى أجعلها مهتمة بالجواب، لا أظن أن سؤالي عن لونها المفضل، أو أكلها أو نوع قهوتها، سوف يدهشها، أو أكون في نظرها رجل مختلف، أو كما أخبرتها على الهاتف، حين كان اتصالها خاطئًا، أني رجل يائس، وأحتاج أن تمنحني موعدًا، فوافقت، حتى أني لا أعرف شكلها.


- 13 -
لا أفهم ما الذي يقلقك وأنت رجل حتى لا يعرف كيف يضع عطره!!
حدود المعرفة أمر جيد، وهذا يعني أنك في المنطقة الآمنة في السلم الإجتماعي، كثير يخطئ، حينما يعتقد أن هذا السلم صعودًا فقط، بدأت البشرية من نقطة المنتصف، هناك من يركب السلم صعودًا، وهناك من يخطو على العتبات هبوطًا، وكلما ارتقيت نحو الأعلى، كان فضول المساءلة، يتعمق في حياتك، ستجد نفسك لعنة على كل شيء تلمسه، من خارج محيطك، يصل الأمر، أنهم يرسلون الوصيفات خلفك بعد ما تنتهى من دورة المياه، ليتأكدن من رائحة فضلاتك، هل تأكل ما يجب عليك أن تأكله، كفتاة في بيئة ارستقراطية، أم خالفت الأنظمة؟!
عادة من هم في منتصف السّلم يكونون في منطقة آمنة، يمارسون حقوقهم في حدود ما هو متاح، بدون أي ضغط من ذلك الفضول.
غالبا يكونون بقوة أقل من متوسطة، لذلك تجد الفرد، لا يبحث عن شيء، من خلاله يريد أن يثبت أنه هو الأقوى.
هناك توازن عجيب، يمكن أن يكون، بين أعلى السّلم وبين قاع السّلم، القوة والمال و السلطة، لذلك قد تجدهم في قاسم مشترك، يتبادلون الأدوار، ويتقاسمون المنافع.

- 14 -
لم أفهم مغزى حديثك أو فلسفتك، كل الذي خرجت به، أني رجل لا يعرف كيف يضع عطره، وهو جالس على صندوق خشبي، يستمع لك، ولديك نهم حديث قد لا ينتهي، ربما الفتى الليبي، يفهم الأمور أكثر، وهناك حقيقة أخري، غير أني رجل لا يعرف كيف يختار عطره، وهي أن حبيبك، الذي قال أنه سيأتي، قد تم شراؤه.

يبدو أني سأغادر.

-لن تستطيع، فحالك كسيدة قررت أن تقبض روحها وهي واقفة، في الغالب يسقطن، لا تحملهن ركبهن.


انتهت
 
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ما يلزم حتى يصل. | المصدر : قصص من ابداع الاعضاء

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
104,435
مستوى التفاعل
93,886
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
ما يلزم حتى يصل.
كاسيوبيا @كاسيوبيا
فتنة العصر @فتنة العصر
Nobody @Nobody
الجوري @الجوري
اسكادا @اسكادا
مجيد الجنابي @مجيد الجنابي
هدوء @هدوء
وعـــد 🎵 @وعـــد 🎵
روح @روح
 
Comment

هدوء

💎مستشار اداري
نائب المدير العام
إنضم
24 مارس 2022
المشاركات
48,422
مستوى التفاعل
35,744
مجموع اﻻوسمة
18
ما يلزم حتى يصل.
متابع للجمال اللغوي والمحتوى القصصي ..

سرد أنيق كأنت
 
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
ما يلزم حتى يصل.
مشاهدة المرفق 163856
-
1 -
علقتُ في أحابيل جوابها المُحيّر..
حين سألتُها:
- هل هذا الممر ينتهي بنهر إبيرو؟

قالت هي..
لن تحضُر.. نعم لن تكون هناك
وهذا الممرُ الضيّق ينتهي بجدار، هل ترى ذلك الجدار، إنه يفصلك عن النهر من بعد اجتياز الشارع.



- 2 -
سرقسطة
كنت أسكن الشارع الموازي للشارع الذي يشرف علي نهر إبيرو، يفصل بين الشارعين مجمع سكني واحد، بعرض مئة وخمسين متر لا أكثر.
قررت أن اختصر الزمن، فالالتفاف بالسيارة في هذا الوقت، قد يجعلني متأخرًا، لذلك كان العبور من ممر إلى الشارع الموازي هو أفضل حل للحاق بها في موعدنا المحدد.

- 3 -
كثير ما يشاع، أن الرجل الذي يلهث خلف امرأة، غالبا ما تكون رغباته جنسية بحته، حتى وإن أظهر غير ذلك، تظهر غريزته الحيوانية في بعض التفاصيل.
سألتها :
  • ما الذي يجعلك تعتقدين أنها لن تحضر؟
  • الخوف الذي يستبد بملامحك وبريق عينيك، وتأنقك المتكلف، هي كفيلة بعدم حضورها.
نفس كل ما ذكرت كان يتلبسه، لكنه هو الذي لم يحضر، الزمن يعود، ولكن بشكل مختلف، كان سيأتي من الضفة الأخر من النهر ويأخذني من هذا المكان، لكنه لم يحضر.

- 4 -
من جديد، علقت في أحابيل قصتها، هذه المرة، بعيدًا عن الحيرة، وتبدد الخوف من عدم اللحاق بموعدي.

ينتابني شعور القلق، ذلك الشعور الذي لا تعرف مصدره، أو الوقت الذي سيذهب عنك ومتى سيعود، ومن أي جهة سيخرج ويعود، ذلك الإحساس الذي يتمكن من جوفك، فتشعر أنه خال من الهواء، خال من أي شيء، فيكون للصقيع مكانًا بداخلك، كل ذلك وأنت لا تدري سبب قلقك.

- 5 -
كانت رثة الملابس بعصابة حول رأسها وشعر قد تلبد بالأوساخ، ليست كبيرة في العمر، لكن ما هي فيه يشعرك أنها كعجوز من الغابرين، اتخذت من ركن ذلك المكان متكئًا.

بدت لي غريبة في المكان، لكن أحد المارة، توقف عند حديثنا، وكان يسأل عن حالها وكأنها قد سكنت هذه الزاوية دهرًا، عندها أدركت، أني كنت متبلدًا عن تفاصيل الحي الذي أسكنه، هكذا حالنا مع بعض الأشياء، قد لا نراها، إلا أن تعثرنا بها، وهي دائما أمام بصرنا، لكن هناك ما يشغلنا عن النظر لها، متأكد أني قد مررت بها أكثر من مرة في اليوم الواحد، ولكنها ليست من تفاصيل يومي، لذلك لم أدرك وجودها في ذلك الركن.

- 6 -
حينما رأتني واقفًا استمع لها، وكأني أريد أن اخطف حديثًا على عجل، بادرتني بقول " لا يمكن للأحاديث أن تصعد للأعلى، ذلك الدعاء فقط نوجهه للسماء، اسحب ذلك الصندوق الخشبي واجلس عليه، ولتكن عيونك في عيوني وأنا أتحدث لك"، أدركت أنها محقة، وصرت بين خيارين، إما أذهب والحق موعدي، الذي هي تجزم فيه أن فتاتي لن تحضر، أو اعتبر ذلك اللقاء في حكم المؤجل، وانتظر سماع قصتها، التي علقت في رغبة سماعها.

لا أعرف هل هو الفضول، أو أني أبحث عن شيء لا أعرفه؟!
كنت اجتر الحيرة، من موقفي هذا، ربما أنا واقع تحت فلسفة الحصول على اللاشيء، كأن تفتح صندوقًا مملوء بالفراغ، وتكمش ملء قبضتك منه، هنا تأكد أنك حصلت على اللاشيء.

- 7 -
لا يمكننا نزع الشيء المؤصل من نفوسنا وأجسادنا، كل حديثها وحركات يدها وسكونها، تدل على أنها كانت صبية منغمسة في الترف، برغم مكوثها سنين طويلة، في حياة خلقتها لنفسها من العدم، إلا أن ماضيها يلاحقها لشخص ركّز قليلا في تفاصيلها الصغيرة.

هاجمتني حين استقريت أمامها جالسا وقالت، لقد طغت رائحة العطر على رائحة جسدك، لذلك لم يصل عطرك إلى ذروته، كثير منكم أيها الرجال، لا يعرف كيف يضع عطره، أنتم لا تعرفون رائحة أجسادكم ، لذلك تطمسوها، بنفحات مبالغ فيه من العطر، فيصبح المزج غير متعادل بين رائحتين، جسدكم والعطر، هنا يكمن سرّ جمال العطر، حينما يمتزج بأجسادنا، هي من تمنحه ذاته.

- 8 -
يحدث أننا في بعض أو كثير من الأحيان، غير مستعدين لسماع التفاصيل الجانبية، نرغب في عمق الحديث، الذي ينتهي بنهاية، غالبا ما نريد أن تكون على امزجتنا. لكنها كانت مفرطة في الهوامش وزيادات الحديث، ذلك يشكل عبئا على استيعابي، خاصة وأن بالي مشغول بأمر آخر.
البعض في الاستماع لديه القوة والقدرة لتوجيه السارد، وبعضنا يقع في فخ شخص، يبحث عن من يستمع لهذيانه، لذلك أخبرتها أني لا أملك وقتًا كافيًا، لسماع فلسفة الدراويش، أو تلك الأحاديث المبهمة، التي يمكن أن تُفسر على أكثر من طريق، ثم سألتها :
- ما المميز في الذي كان سيأتي ولم ويصل حتى الآن؟
قالت :
- لذة الألم معه، لن تسطيع أن تفهم، كيف تستطيع المرأة أن تجمع بين لذة وألم في وقت واحد. هذا الخليط يمنحها متعة مضاعفة، كأن تشعر بوخزات القش على ظهرك، والنظر إلى أقدامك وهي تهتز أمام عينيك، تسمع صوتك، وكلما كان عنيفًا، صعد بك نحو السحاب، حتي تصل لنقطة النهاية، حينها تنتفض وتغيب مدركاتك في تلك الثوان، فعبثية ما تحدثه وقتها، أنت لست مسؤولاً عنها، هذا هو قانون الأجساد الحية.

- 9 -
كان رجل جاليكي، من خليج أورسا، بدأ العمل عندنا كسايس في الإسطبل، لا يعرف أي شيء عن الخيول، فهو من قوم يمتهنون صيد السمك والتهريب.
شد انتباهي جسده المتناسق، تمنيت أن أكون أكثر جرأة، لأطلب منه أن يتخذ وضعيه معينة وأصنع منه تمثلاً من الطين، مللت رجالات القصر والنعومة التي يمارسونها ورائحة عطورهم التي تشابهت عند حاستي، لذلك كنت أقضي كثير من الوقت في مشاهدة السايس الجديد، وكيف يقوم بترويض الخيول القادمة حديثا، بداياته متعثرة، تدل على عدم خبره، منحته بعض المساعدة، فأتقن كل ذلك في عجل، كنت مخطوفة بجسده، خاصة في أول صيف له معنا، اتخذ لجسده قطعة واحدة تغطيه، وهي البنطال فقط، يخرجني من اتزاني ومحيطي، حين تبدأ قطرات العرق، تتخذ مساراتها على جسده، تلك التي تشق طريقها خلف اذنه أو الخطوط منها، التي تسير كقطيع من رقبته إلى ساحات صدره، أو تلك التي تغيب خلف بنطاله، بعد أن سارت مسافات طويله على ظهره، كانت خيالاتي مجنونة مع هذه الجسد.

- 10 -
طبائعنا، كنساء، تستحوذ علينا فكرة أن نكون مرغوبات، ملاحقات كطرائد برية،، تمنيت أن أكون حصيلة صيده الوحيدة بين شباكه، وأن أكون سمكة في مقلاته، يقلبني كيفما يشاء، لكن الأمر لن يتحقق في وجود الفوارق الاجتماعية الكبيرة بيننا، لذلك كان هو طريدتي.

اصابتني غيرة الرجل، تلك الغيرة التي تغرس حرابها بشكل عبثي في دواخلنا، حين تتحدث امرأة عن رجل احبته، خطف عقلها، سرق كيانها، لا يهم الزمان أو المكان، فهي تجتاحنا، حتى لو كانت العاشقة امرأة كبيرة، في زمن نحن لم نكن موجودين فيه، الرجل منّا، يريد أن ينفرد بنساء الأرض أجمعين، كل شيء يذهب له وفيه.

- 11 -
بعض الرجال، عالق في هرم الذات، لدرجة أنه غير قادر على تقبل فكرة الرفض، فكرة أنه ليس من الصنف الذي تعشقه امرأة تعرّف عليها، نحن وهن، كالنكهات أو رائحة العطر، لكل شخص ذوقه ومزاجه الخاص في نكهته أو عطره، عليك أن تتقبل فكرة أن تكون عطرًا، هناك امرأة لا يمكن أن تضعه على جسدها، في المقابل هذا ينطبق على المرأة، يجب أن تدرك، أن هناك ولو رجل واحد في الحياة، ممكن أن يقول لها ( لست من الصنف الذي أفضله )، المشكلة عند بعضهن لا تملك قناعة حصولها على رجال الكون كلهم إلا واحد، هي حريصة أن تضم الواحد مع البقية.

مرّ يوسف ابن مهندس ليبي يسكن في نفس البناية التي أنا فيها، ناديته رد بشيء من التذمر "شنّو تبي"؟ طلبت منه أن يحضر لها شيء ساخن تشربه، لكنه كان أكثر جرأة ليرد، ب "بدل القعمسة في الشارع ديرها معاك لحوشكم، وشربها وغسلها".
كانت تبتسم، وتقول هذا نتاج عرق إفريقي أبيض مع عرق افريقي أسود ، يحدث خليط، يأتي علي شكل جنّي صغير.

- 12 -
في زحمة الحديث، وضجيج بعض المارة السكارى، همست بصوت مملوء بالحسرة "الصيف يكشفه" لقد حضر مرارا هنا، وفي أشهر مختلفة، مهما حاول أن يختفي بكثير من الأقنعة والروائح المصنوعة إلا أن الصيف يكشف رائحته التي عرفتها في الإسطبل، لا توجد خليه في جسده إلا وقبلتها ولم أسمح لقطرة عرق ينتجها جسده أن تسقط على الأرض، بقيت رائحته في أنفي ومازال طعمه على طرف لساني.

توقفت برهة عن الحديث ثم سألت :

  • هل انقذتك بحيلتي، حينما قلت أنها لن تحضر للقاء؟
  • ربما كنت غير مستعد لأول لقاء، لا أعرف أي شيء عن تلك الأسئلة التي ممكن أن أخوض فيها، حتى أجعلها مهتمة بالجواب، لا أظن أن سؤالي عن لونها المفضل، أو أكلها أو نوع قهوتها، سوف يدهشها، أو أكون في نظرها رجل مختلف، أو كما أخبرتها على الهاتف، حين كان اتصالها خاطئًا، أني رجل يائس، وأحتاج أن تمنحني موعدًا، فوافقت، حتى أني لا أعرف شكلها.



- 13 -
لا أفهم ما الذي يقلقك وأنت رجل حتى لا يعرف كيف يضع عطره!!
حدود المعرفة أمر جيد، وهذا يعني أنك في المنطقة الآمنة في السلم الإجتماعي، كثير يخطئ، حينما يعتقد أن هذا السلم صعودًا فقط، بدأت البشرية من نقطة المنتصف، هناك من يركب السلم صعودًا، وهناك من يخطو على العتبات هبوطًا، وكلما ارتقيت نحو الأعلى، كان فضول المساءلة، يتعمق في حياتك، ستجد نفسك لعنة على كل شيء تلمسه، من خارج محيطك، يصل الأمر، أنهم يرسلون الوصيفات خلفك بعد ما تنتهى من دورة المياه، ليتأكدن من رائحة فضلاتك، هل تأكل ما يجب عليك أن تأكله، كفتاة في بيئة ارستقراطية، أم خالفت الأنظمة؟!
عادة من هم في منتصف السّلم يكونون في منطقة آمنة، يمارسون حقوقهم في حدود ما هو متاح، بدون أي ضغط من ذلك الفضول.
غالبا يكونون بقوة أقل من متوسطة، لذلك تجد الفرد، لا يبحث عن شيء، من خلاله يريد أن يثبت أنه هو الأقوى.
هناك توازن عجيب، يمكن أن يكون، بين أعلى السّلم وبين قاع السّلم، القوة والمال و السلطة، لذلك قد تجدهم في قاسم مشترك، يتبادلون الأدوار، ويتقاسمون المنافع.

- 14 -
لم أفهم مغزى حديثك أو فلسفتك، كل الذي خرجت به، أني رجل لا يعرف كيف يضع عطره، وهو جالس على صندوق خشبي، يستمع لك، ولديك نهم حديث قد لا ينتهي، ربما الفتى الليبي، يفهم الأمور أكثر، وهناك حقيقة أخري، غير أني رجل لا يعرف كيف يختار عطره، وهي أن حبيبك، الذي قال أنه سيأتي، قد تم شراؤه.

يبدو أني سأغادر.

-لن تستطيع، فحالك كسيدة قررت أن تقبض روحها وهي واقفة، في الغالب يسقطن، لا تحملهن ركبهن.


انتهت
كل شيء بدأ قبل أن يبدأ. الشارع لم يكن شارعًا، بل انزياحًا في الزمن. والرجل لم يكن رجلًا، بل سؤالًا يتنفس في زوايا المدينة. كانت اللحظة لزجة كالحلم، رائحة القهوة المختلطة بالعطر الرديء، الظلال الطويلة، والموعد المؤجل… كل شيء يصرخ: "هناك حضور لا يُحضر، وغائب لا يُغيب."


ما يلزم حتى يصل: عن اللقاء الذي لا يحدث، والحضور الذي لا يجيء


ليست كل القصص تُروى لتصل، أحيانًا تُروى لتُخلّد الانتظار.

في قصة "ما يلزم حتى يصل"، تتقاطع اللحظة السردية مع واحدة من أكثر الظواهر المعاصرة قسوةً وعبثًا: الشبحنة (Ghosting). أنت على موعد، أنت مُتهيّئ، عطرُك على جسدك، قلبك يتقدّمك، لكن من تنتظر... لا تأتي. ولا أحد يعتذر. ولا شيء يبرّر.

تبدو القصة بسيطة: رجل ينتظر، وامرأة لا تحضر. لكن النص لا يستسلم لهذه البساطة. بدلاً من حضور الحبيبة، تأتيه امرأة أخرى، ليست جميلة ولا أنيقة، لكنّها تملك مفاتيح الحضور العميق. تسأله، وتواجهه، وتخبره بما لا يريد أن يسمع.

كأن الحياة أرادت أن تقول له: "الذي تبحث عنه لن يأتي، لكن ما تحتاجه... يحدث الآن." هنا تصبح المفارقة مؤلمة: نحن لا نخاف من اللقاء، بل من اللقاء الذي يكشف هشاشتنا. نحن نخاف من أنفسنا حين نكون مكشوفين. نحن خائفون من أن نُجرَّد من انطباعاتنا، أن نصير كما نحن... فقط.

في خضم هذا التيه، تأتي نهاية القصة كطعنة ناعمة:

"لن تستطيع، فحالك كسيدة قررت أن تقبض روحها وهي واقفة."



ما أقساه من تشبيه، وما أصدقه.

ليس كل الموت سقوطًا. أحيانًا نموت ونحن واقفون، بينما نصغي طويلاً لقصص لا نعلم إن كانت لنا أو عنا.

إنها لحظة إدراك، أن ما يلزم حتى نصل... قد لا نعرفه أبدًا.

تمامًا كما الحياة... لا تقول لنا الطريق، لكنها تضعنا فيه.

كل الشكر والامتنان للكاتب "يعرُب"، الذي أهدانا هذا النص الغنيّ بالحس، والمشحون بالدهشة والعمق، وجعلنا نرى الحكاية بعيون لا تخاف التيه.

تختم لعمق المحتوى
 
التعديل الأخير:
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
104,435
مستوى التفاعل
93,886
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
32
ما يلزم حتى يصل.
المرأة لها فلسفة عميقة
لم يفهمها الرجل الذي كان يتاهب
لموعد مع اخرى عجبني تحليل المرأة
للرجل ولايفهمه الاللقليل هههه
والله اسلوب قوي وعميق ولك سرد
من الاحداث السلسله اتنمى ان ارى لك
رواية اخرى تقديري واحتراماتي
لك يعرُب @يعرُب
وسام + مشاركات وتقيم
 
التعديل الأخير:
Comment

مــاجــد 💯

نجوم المنتدي
إنضم
24 مايو 2025
المشاركات
274
مستوى التفاعل
647
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
لي عودة لقراتها على مهل
فالقراءة على عجل
لهكذا درة لا تليق

ويراودني إحساس عميق أن عيني ستذهل وقلبي سوف يدهش هنا
 
Comment

وعـــد 🎵

مشرفة قسم الاصدقاء كافيه والخواطر
الاشراف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
31,078
مستوى التفاعل
18,544
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
10
ما يلزم حتى يصل.
قصة تتقن خداع القارئ بالبداية، ثم تجرّه برفق نحو عمقٍ نفسي وفلسفي خالص.


هي ليست عن موعدٍ ضائع، بل عن انكشاف رجل أمام امرأة تُجيد قراءة الخفاء.


كل سطر فيها يحمل ثِقل ذاكرة، وكل حوار يفتح بابًا للأسئلة الكبرى عن الرغبة، الهوية، والخيبة.


لغة متقنة، مشبعة بالتفاصيل الذكية، تجعل من العابر شيئًا لا يُنسى.


وفي النهاية، لا أحد ينتظر أحدًا… بل الكل ينتظر نفسه أن يحضر

شكرًا لك
 
Comment

روح

💎نجمةالغابة الساطعة(مسؤلة فعاليات والمسابقات)
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
15,459
مستوى التفاعل
4,238
مجموع اﻻوسمة
8
ما يلزم حتى يصل.
مساء الخير يا حلوين

ندى الورد @ندى الورد أشكرك على الدعوة

يعرُب @يعرُب
لي عودة للقراءة ☕
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
كل شيء بدأ قبل أن يبدأ. الشارع لم يكن شارعًا، بل انزياحًا في الزمن. والرجل لم يكن رجلًا، بل سؤالًا يتنفس في زوايا المدينة. كانت اللحظة لزجة كالحلم، رائحة القهوة المختلطة بالعطر الرديء، الظلال الطويلة، والموعد المؤجل… كل شيء يصرخ: "هناك حضور لا يُحضر، وغائب لا يُغيب."


ما يلزم حتى يصل: عن اللقاء الذي لا يحدث، والحضور الذي لا يجيء


ليست كل القصص تُروى لتصل، أحيانًا تُروى لتُخلّد الانتظار.

في قصة "ما يلزم حتى يصل"، تتقاطع اللحظة السردية مع واحدة من أكثر الظواهر المعاصرة قسوةً وعبثًا: الشبحنة (Ghosting). أنت على موعد، أنت مُتهيّئ، عطرُك على جسدك، قلبك يتقدّمك، لكن من تنتظر... لا تأتي. ولا أحد يعتذر. ولا شيء يبرّر.

تبدو القصة بسيطة: رجل ينتظر، وامرأة لا تحضر. لكن النص لا يستسلم لهذه البساطة. بدلاً من حضور الحبيبة، تأتيه امرأة أخرى، ليست جميلة ولا أنيقة، لكنّها تملك مفاتيح الحضور العميق. تسأله، وتواجهه، وتخبره بما لا يريد أن يسمع.

كأن الحياة أرادت أن تقول له: "الذي تبحث عنه لن يأتي، لكن ما تحتاجه... يحدث الآن." هنا تصبح المفارقة مؤلمة: نحن لا نخاف من اللقاء، بل من اللقاء الذي يكشف هشاشتنا. نحن نخاف من أنفسنا حين نكون مكشوفين. نحن خائفون من أن نُجرَّد من انطباعاتنا، أن نصير كما نحن... فقط.

في خضم هذا التيه، تأتي نهاية القصة كطعنة ناعمة:

"لن تستطيع، فحالك كسيدة قررت أن تقبض روحها وهي واقفة."



ما أقساه من تشبيه، وما أصدقه.

ليس كل الموت سقوطًا. أحيانًا نموت ونحن واقفون، بينما نصغي طويلاً لقصص لا نعلم إن كانت لنا أو عنا.

إنها لحظة إدراك، أن ما يلزم حتى نصل... قد لا نعرفه أبدًا.

تمامًا كما الحياة... لا تقول لنا الطريق، لكنها تضعنا فيه.

كل الشكر والامتنان للكاتب "يعرُب"، الذي أهدانا هذا النص الغنيّ بالحس، والمشحون بالدهشة والعمق، وجعلنا نرى الحكاية بعيون لا تخاف التيه.

تختم لعمق المحتوى
كما العادة يا دكتورة جوري
تُدهشيني في قراءة أي نص..


ودي وتقديري
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
المرأة لها فلسفة عميقة
لم يفهمها الرجل الذي كان يتاهب
لموعد مع اخرى عجبني تحليل المرأة
للرجل ولايفهمه الاللقليل هههه
والله اسلوب قوي وعميق ولك سرد
من الاحداث السلسله اتنمى ان ارى لك
رواية اخرى تقديري واحتراماتي
لك يعرُب @يعرُب
وسام + مشاركات وتقيم
وطالما لسيدة القصر (أمنية)
إذًا لزم الأمر أن تتحقق، في رواية "امرأة الاحتمالات"، بعد أن يأخذ هذا النص حقه من القراءة

مع شكري الكثير على تثبيتها
تنقيح الدكتورة جوري، وأيضًا الغلاف من تصميمها.
Screenshot_20250702_224414_com.huawei.photos.jpg
 
3 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
منتظرتها كل الشكر والامتنان
 
ندى الورد
ندى الورد commented
جوري دوما مبدعة
 
الجوري
الجوري commented

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
63,754
مستوى التفاعل
25,929
مجموع اﻻوسمة
29
ما يلزم حتى يصل.
المجموع: 42 (الأعضاء: 10, الزوار: 32)
 
التعديل الأخير:
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,566
مستوى التفاعل
1,060
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
4
ما يلزم حتى يصل.
ابدعت 🌹🥀
 
Comment

فتنة العصر

شخصية مميزة
إنضم
6 يونيو 2025
المشاركات
13,423
مستوى التفاعل
823
مجموع اﻻوسمة
7
ما يلزم حتى يصل.
رواية ممتعة اخذتنا لعالم
حكايات الكرز والابداع ولازلنا
نتشوق للسرد والمتابعة حتى
كأننا كنا نقطن مع شخصياتها
واحداثها
شكرا لك من القلب
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
لي عودة لقراتها على مهل
فالقراءة على عجل
لهكذا درة لا تليق

ويراودني إحساس عميق أن عيني ستذهل وقلبي سوف يدهش هنا
انتظرك يا ماجد

وذلك كرم كبير منك، لأنك سوف تمنحني من وقتك.



شكرًا
 
Comment

يعرُب

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
10 أكتوبر 2024
المشاركات
29
مستوى التفاعل
38
مجموع اﻻوسمة
2
ما يلزم حتى يصل.
قصة تتقن خداع القارئ بالبداية، ثم تجرّه برفق نحو عمقٍ نفسي وفلسفي خالص.


هي ليست عن موعدٍ ضائع، بل عن انكشاف رجل أمام امرأة تُجيد قراءة الخفاء.


كل سطر فيها يحمل ثِقل ذاكرة، وكل حوار يفتح بابًا للأسئلة الكبرى عن الرغبة، الهوية، والخيبة.


لغة متقنة، مشبعة بالتفاصيل الذكية، تجعل من العابر شيئًا لا يُنسى.


وفي النهاية، لا أحد ينتظر أحدًا… بل الكل ينتظر نفسه أن يحضر

شكرًا لك
وعد

أجزم أنك رائعة، نظرتك للنص راقت لي كثيرًا


لذلك أنت رائعة..


شكرًا
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى