اسكادا
ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية
الاشراف

همسات اسكادا.
لم يُكتب الغياب علينا، لكنّنا عشنا فصوله كلها، كأننا أبطالُ قصةٍ لم نخطها بأيدينا. كنتُ أظن أن المسافات تُقاس بالخطوات، حتى جاء الفراق ليعلّمني أنها تُقاس بالنبضات التي لم تجد صداها، بالكلمات التي ماتت على الشفاه قبل أن تولد، بالأبواب التي تُغلق بصمت، ولا تفتحها إلا الذكريات.
ها أنا ذا، أقف حيث تركتِني، لا تهزّني الريح، ولا تنكسر في قلبي نافذةٌ واحدة، لكنّ شيئًا ما في داخلي صار هشًّا، كأنني قصرٌ ظلّ صامدًا في وجه العواصف، لكنه يحمل في جوفه شقوقًا لا تُرى، وجدرانًا تستند على ذكرياتٍ توشك أن تنهار.
أما زلتِ تذكرين؟ لم نكن نؤمن بالوداع، كنا نرى الفراق مزحةً لا تليق بنا، كنا نضحك على فكرة أن الحب قد ينطفئ كما تنطفئ الشموع، ثم جاء الليل طويلًا، طويلًا كأن الصباح لن يأتي أبدًا.
ليس لي في العتاب ما يعيدكِ، ولا في الرجاء ما يطرق بابكِ، لكنني أعرف—أقسم إنني أعرف—أنكِ كما أنا، لا تنامين إلا وحولي صوتي، ولا تستيقظين إلا وقد مرّ اسمي بين أنفاسكِ الأولى.
فكيف للغياب أن يكون حقيقة، ونحن ما زلنا نحيا في بعضنا، كأن الفراق لم يحدث قط؟
ها أنا ذا، أقف حيث تركتِني، لا تهزّني الريح، ولا تنكسر في قلبي نافذةٌ واحدة، لكنّ شيئًا ما في داخلي صار هشًّا، كأنني قصرٌ ظلّ صامدًا في وجه العواصف، لكنه يحمل في جوفه شقوقًا لا تُرى، وجدرانًا تستند على ذكرياتٍ توشك أن تنهار.
أما زلتِ تذكرين؟ لم نكن نؤمن بالوداع، كنا نرى الفراق مزحةً لا تليق بنا، كنا نضحك على فكرة أن الحب قد ينطفئ كما تنطفئ الشموع، ثم جاء الليل طويلًا، طويلًا كأن الصباح لن يأتي أبدًا.
ليس لي في العتاب ما يعيدكِ، ولا في الرجاء ما يطرق بابكِ، لكنني أعرف—أقسم إنني أعرف—أنكِ كما أنا، لا تنامين إلا وحولي صوتي، ولا تستيقظين إلا وقد مرّ اسمي بين أنفاسكِ الأولى.
فكيف للغياب أن يكون حقيقة، ونحن ما زلنا نحيا في بعضنا، كأن الفراق لم يحدث قط؟
Comment
وهل يمكن للنهر أن ينافس مد البحر، أم للضوء أن يسبق الفجر؟
.كلماتك ليست مجرد سطور تُقرأ، بل نوافذ تُفتح على عوالم لا تُرى إلا بعين الإحساس. أنت لا تخطّ حروفًا، بل تزرعها، فتُزهر نصوصك على ضفاف الروح، وتبقى، كما تبقى الأشياء التي لا تمسّها يد النسيان.
ممتنة للطيف قولك ولطف ردك