-
- إنضم
- 20 نوفمبر 2025
-
- المشاركات
- 6,673
-
- مستوى التفاعل
- 978
- مجموع اﻻوسمة
- 2
كل مساء
عزفتكِ .. لحناً .. على .. أوتارِ .. الروح
فكنتِ .. أنتِ .. اللحنَ .. والوترَ .. والصدى
جميلٌ لحنكِ عُزفَ ليلًا على ضوءِ النجوم،
تسرقينَ الأنفاسَ حينَ تبتسمينَ،
وتزرعينَ في القلبِ الدفءَ والسرور.
يا عطرية الشجن،
كأنك جئتِ من ظلّ القمر،
تحملينَ في كفّيكِ وهجَ الرمال وحنانَ المطر،
كلامكِ عبورٌ يُشبهُ الوعدَ حينَ يكتملُ البدرُ،
كلماتكِ سكنتْ صمتي
كما يسكنُ النسيمُ نخلةً وحيدةً تنتظرُ الحلم،
فأيقظتِ في الحرفِ نغمةً لم تُعزفْ من قبل،
وأشعلتِ في القلبِ دفءَ الأكوان.
ما أجملَ أن يكتبني حضوركِ،
وما أعمقَ أن أجدَ فيكِ مجاراةً تُشبهني،
فأنتِ القوافي التي تعيدُ ترتيبَ جهاتي
كلما تاهَ مني ظلّي طريقَ الصحراء.
هل جافاكِ النوم؟
أترين صورتي
في دفاتر بعثرتها أنامل الغياب؟
في حروفٍ باليةٍ
تبَلّلت بدموع الشوق؟
أرى الآنَ صدى كلماتكِ،
أسمعُ نبضَ قلبكِ،
يطفو على الأسطارِ،
يخبرُ عنْ وجعٍ عميقٍ،
عنْ حبٍّ لمْ يمتْ،
عنْ رجاءٍ ما زالَ يسكنُ العيونَ...
وجهكِ إشراقةٌ تذيبُ عتمةَ اللحظة،
عيناكِ بحرٌ غويط،
كلما غصت فيهما
غرقتُ في عُمقِهما
ولم أعدْ إلى نفسي.
خطواتكِ رقةٌ تهدهدُ روحي،
كأنها تراتيلُ نورٍ نزلَ ليواسيني،
وصوتكِ موسيقى
تتسلّلُ إلى أعماقي بلا استئذان.
إذا تحدثتِ، سكتَ الكونُ إجلالًا،
وإذا اقتربتِ، تفتّحتْ في قلبي
حدائقُ من طمأنينةٍ وسكينةٍ .
تأتينَ كالفجرِ
تكسينَ العتمةَ نورًا،
تعيدينَ للروحِ أجنحتها.
أمسكتُ بيدِكِ خائفًا من زوالِ الأحلام،
فهمستِ:
ابقَ،
فانحسرتْ كلّ مخاوفي
كأنها موجةٌ تصطخبُ ثم تهدأ.
يا من تسكنينَ المسافاتِ
بينَ خفةٍ ونبضةٍ من قلبي،
لو كان للحياةِ قلبانِ،
لاخترتكِ لهما ملاذًا ودعاءً.
أكتبُ اسمكِ على ندى الصباحِ
كي لا ينسى الهواءُ أن يحملَهُ على متنِ السحاب،
أزرعُ في أيامِي البنفسجَ باسمِكِ
لِتُبقي رائحةَ اللقاءِ حيّةً بأنفاس الانتظار.
كم حلمتُ بأن أصنعَ لكِ سماءً لا تعرفُ الغيوم،
وأرسم ملامحك من ضوءِ صباحٍ يصافح الغروب
"وريحٌ تحملناَ إلى سالفِ الأزمانِ" .
هنا،
حيثُ تنتهي الكلماتُ ويبدأُ الصمتُ يقرأُنا،
أعلمُ أن وجودكِ رواية لا تنتهي فصولُها،
وأن قلبي أُنبوبُ نورٍ منكِ.
تعالي نعيشُ ما تبقى من العمرِ
قصة حبٍ قصيرةٍ كهمسةٍ،
طويلةٍ كنبضةِ قلبٍ تُحسّها الروحُ بلا فاصل.
وحين تغيبين، تبقى في صدري موسيقى،
تُنبّهني أن الحبَّ ليسَ مكانًا
بل حضورٌ في عز الغياب.
أحببتكِ لأنكِ جعلتِ الألمَ يعتذرُ عن موطنه،
أحببتكِ لأنكِ علمتِني أن أرى
في كلِّ مساءٍ يطل
على ضفافنا وعدًا جديدًا.
فلا تذهبي،
فالحياةُ بغيركِ فصلٌ بلا نهايةٍ،
ابقَي لِتُكملي قصيدتي،
وتُزهِرَ الدنيا باسمكِ وحده.
( العُقاب )
" نصٌ .. أجبرَ .. الألمَ .. على .. الاعتذار ..
وجعلَ .. من .. الغيابِ .. أقصى .. الحضور .."
" نصٌ .. أجبرَ .. الألمَ .. على .. الاعتذار ..
وجعلَ .. من .. الغيابِ .. أقصى .. الحضور .."
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : كل مساء
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء





