-
- إنضم
- 28 سبتمبر 2024
-
- المشاركات
- 9,698
-
- مستوى التفاعل
- 1,191
- مجموع اﻻوسمة
- 5
رسالة الى كل من قرر الرحيل من دون اخباري حتى اذا كان بسبب الموت
ميثاق الوجود.. وخيانة الغياب
لم يكن رحيلك مجرّد حدث عابر، بل كان زلزالًا وجوديًا يستفزّ أسئلة الوجود نفسه. ها أنا أتأمّل "المقابر" ليس كأماكن للجثث الهامدة، بل كرمز صارخ للغياب الذي لا يُرد. إنه الغياب الذي يجعل حتى الموت، ذروة العزلة، يبدو وكأنه يرتدّ عن موعدنا هذا، فـ"يتعزل". إنه انهيار للمكان ذاته، فلم تعد "المشاعر" سوى أطلال لوعدٍ سابق.
انا انسان ليس من السهل ان تدخل حياتي لاكنك اذا دخلت فأنت مخول فيها
ها هو السؤال الجوهري يفرض نفسه: ماذا تبقى من "الوعد" عندما يغيب الواعد؟ أليست الوعود هي الجسور التي نبنيها فوق هوة العدم، ونمنح بها للوجود المشترك معنىً واتّصالًا؟ أنت، بغدرك، لم تخنني فقط، بل خنتَ الميثاق الإنساني الأساسي الذي يجعل الحياة قابلة للحياة. لقد استدعيتَ "الله" كشاهد على وعدك، فجعلت من غدرك ليس مجرد خيانة لشخص، بل انتهاكًا للنظام الأخلاقي نفسه.
أدّعي "الصبر"، لكنه ادعاء يكذّبه الجسد. "الدمع" هو لغة الجسد الصادقة التي تعترف بالهزيمة أمام فداحة الغياب. إنه اعتراف بأن الذات ليست سيدة نفسها تمامًا؛ فهي تقع تحت رحمة الذكريات والروابط.
لقد أوصيتني بـ"صون المودّة"، وكأنك تطلب مني المستحيل: أن أحافظ على كيانٍ مشترك بمفردي. ها هو "قلبي" يتحوّل إلى كائن منفصل عنّي، "يولول" كطفلٍ فقد أمان العالم. لقد كنتَ "أنسي ودفئي"، أي كنتَ المصدر الذي منه استمددت عالمي معناه ودافئته. بغيابك، يدخل العالم في "ذبول" شامل، يفقد ألوانه وقيمته. إنها الموتة المجازية للذات التي لم تعد تجد في العالم ما يبرّر وجودها.
الرحيل الجسديّ اكتمل، لكنّ "الروح" ترفض منطق الفيزياء. إنها "معلّقة" هناك، في عالمك الذي غبتَ إليه. والسؤال "هل... درب يوصل؟" هو تعبير عن اليأس من إمكانية لمّ هذا الشتات الوجودي. إنه سؤال الميتافيزيقا العاجز.
وأخيرًا، ها هي الذكرى، "لمح الهوى"، التي تشبه شرارةً في مستودع جاف. إنها تطلق "بلظى حريق القلب" دون تردد. الألم، إذن، ليس حالة مؤقتة، بل هو وضع وجودي دائم. الغياب ليس حدثًا وقع في الماضي، بل هو جمرة مستعرة في حاضر الذات، تُذكّرها دومًا بأن الوجود المشترك كان ممكنًا، وأن خيانة ذلك الوعد هي الجرح الذي لا يندمل.
لم يكن رحيلك مجرّد حدث عابر، بل كان زلزالًا وجوديًا يستفزّ أسئلة الوجود نفسه. ها أنا أتأمّل "المقابر" ليس كأماكن للجثث الهامدة، بل كرمز صارخ للغياب الذي لا يُرد. إنه الغياب الذي يجعل حتى الموت، ذروة العزلة، يبدو وكأنه يرتدّ عن موعدنا هذا، فـ"يتعزل". إنه انهيار للمكان ذاته، فلم تعد "المشاعر" سوى أطلال لوعدٍ سابق.
انا انسان ليس من السهل ان تدخل حياتي لاكنك اذا دخلت فأنت مخول فيها
ها هو السؤال الجوهري يفرض نفسه: ماذا تبقى من "الوعد" عندما يغيب الواعد؟ أليست الوعود هي الجسور التي نبنيها فوق هوة العدم، ونمنح بها للوجود المشترك معنىً واتّصالًا؟ أنت، بغدرك، لم تخنني فقط، بل خنتَ الميثاق الإنساني الأساسي الذي يجعل الحياة قابلة للحياة. لقد استدعيتَ "الله" كشاهد على وعدك، فجعلت من غدرك ليس مجرد خيانة لشخص، بل انتهاكًا للنظام الأخلاقي نفسه.
أدّعي "الصبر"، لكنه ادعاء يكذّبه الجسد. "الدمع" هو لغة الجسد الصادقة التي تعترف بالهزيمة أمام فداحة الغياب. إنه اعتراف بأن الذات ليست سيدة نفسها تمامًا؛ فهي تقع تحت رحمة الذكريات والروابط.
لقد أوصيتني بـ"صون المودّة"، وكأنك تطلب مني المستحيل: أن أحافظ على كيانٍ مشترك بمفردي. ها هو "قلبي" يتحوّل إلى كائن منفصل عنّي، "يولول" كطفلٍ فقد أمان العالم. لقد كنتَ "أنسي ودفئي"، أي كنتَ المصدر الذي منه استمددت عالمي معناه ودافئته. بغيابك، يدخل العالم في "ذبول" شامل، يفقد ألوانه وقيمته. إنها الموتة المجازية للذات التي لم تعد تجد في العالم ما يبرّر وجودها.
الرحيل الجسديّ اكتمل، لكنّ "الروح" ترفض منطق الفيزياء. إنها "معلّقة" هناك، في عالمك الذي غبتَ إليه. والسؤال "هل... درب يوصل؟" هو تعبير عن اليأس من إمكانية لمّ هذا الشتات الوجودي. إنه سؤال الميتافيزيقا العاجز.
وأخيرًا، ها هي الذكرى، "لمح الهوى"، التي تشبه شرارةً في مستودع جاف. إنها تطلق "بلظى حريق القلب" دون تردد. الألم، إذن، ليس حالة مؤقتة، بل هو وضع وجودي دائم. الغياب ليس حدثًا وقع في الماضي، بل هو جمرة مستعرة في حاضر الذات، تُذكّرها دومًا بأن الوجود المشترك كان ممكنًا، وأن خيانة ذلك الوعد هي الجرح الذي لا يندمل.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : رسالة الى كل من قرر الرحيل من دون اخباري حتى اذا كان بسبب الموت
|
المصدر : المنتدي العام