تواصل معنا

همسات أوفونبورغ في صباح اليوم التالي، استيقظت مريم على هدوءٍ ثقيل. عبر النافذة، بدت أشجارُ أوفونبورغ مطمورةً في ضبابٍ فاتر، لا يبشّر سوى بأسئلةٍ لم تُجَـب...

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
IMG_0887.jpeg
همسات أوفونبورغ

في صباح اليوم التالي، استيقظت مريم على هدوءٍ ثقيل. عبر النافذة، بدت أشجارُ أوفونبورغ مطمورةً في ضبابٍ فاتر، لا يبشّر سوى بأسئلةٍ لم تُجَـب بعد.

جلست مريم على حافة السرير، تنظر إلى قبضَة معطفها الرمادي، تحاول أن تهدّئ نبض قلبها المتسارع. كان موعدُ اللقاء مع خالد يوشك أن يطرق الباب،
لكنها لم تكن متأكدةٍ مما إذا كانت تنتظره أم تنتظر نهايةً لشيءٍ أكبر منها

كانت مريم تقف أمام المرآة، لا لتتزين، بل كأنها تتحقق من بقائها، من كونها ما زالت هناك. يداها تتحركان ببطء فوق وجهها، وكأنها تحاول ترميم ملامح امرأة لم تعد تعرف مَن تكون تمامًا.

قلبها لم يكن مطمئنًا، لكنه كان مصمّمًا. اللقاء الذي انتظرته طويلًا صار قاب قوسين أو أقرب. وخالد، ذلك الاسم الذي كان يومًا جُرحًا بطعم العسل، قد يعود اليوم إما بلسمًا… أو خيبة أخيرة..!

في الزاوية المقابلة، كانت سارة تجلس على طرف السرير، تحمل فرشاة الشعر في يدٍ، وهاتفها في الأخرى. لم تكن تعرف أن انعكاسها في المرآة، وهي ترتّب خصلاتها وتبتسم بخجلٍ صافٍ،
بدا في عين مريم وكأنه غموضٌ ناعم.

أرسل صورة لماما…
ستقول إنّي أصبحت كالأميرات!
قالتها سارة، ثم ضحكت كأنها لم تقصد إلا الطفولة.

لكن مريم، بعينها المُثقلة، رأت ما لا يُقال. لحظة البراءة تلك كانت تُخفي شيئًا آخر، ربما لم تعرفه سارة نفسها. أكانت تتزين من أجل صورة… أم من أجل إحساسٍ غامضٍ لم يُعترف به بعد؟

مريم اكتفت بالصمت، وأكملت ارتداء معطفها الرمادي، الذي بدا كدرعٍ هشّ، لا يقي من البرد بقدر ما يستر ما يتكسّر داخله.

في بهو الفندق، جلست وحدها. سارة اعتذرت بلطف وغادرت، قالت إنها متعبة وتحتاج لقسط من النوم.
تركتها بين ضوء مصابيح خافتة، وأحاديث مبعثرة في الخلفية، وصوت موسيقى تثير في مريم الرغبة في البقاء.

طلبت فنجانًا. لم تشربه.

عيناها تنظران إلى المدخل، وقلبها يحاول أن لا يُظهر ارتجافه.
وكأن شيئًا فيها يهمس:
“ليس بعد… لا تصدّقي بعد.”


دخل خالد بهدوءٍ كمن يخشى أن يكسر صمت المكان. ارتسمت ملامحه فوق مصابيح البهو الخافتة، ولكن عينَيْه، تلك التي كانت يومًا ملاذًا للياليها الطويلة، بدتا غارقتين في سرٍّ لا تريد الإفصاح عنه.

وقفت مريم في قبالته، تشعر بمزيجٍ من الدفء والبرود يتصارع في صدرها.

همست الكلمات الأولى، لكنها لم تخرج. تذكرت صمتها، فتقدمت بخطى وئيدة إلى حافة المقعد، كأنها تزرع قدميها في أرضٍ لا تثق فيها بعد.

جلس خالد أمامها، على بعد يديْن وربما ألف سؤال، لكنه اكتفى بنظرةٍ طويلة، وكأنه يحاول قراءة ما بين ملامحها البسيطة.

ثم قال، بلسانٍ يرتجف قليلًا رغم سعيه للسيطرة:
– “لم أتخيّل أن يكون لقاءنا هادئًا بهذا القدر… أم الخوف؟”

أجابته مريم بصوتٍ خافتٍ مملوءٍ بمرارة الانتظار:
– “الهجوع أمام الحقيقة أبلغ أحيانًا من الصخب.”

خانتها الكلمات في اللحظة الأخيرة، فظلت عشقاتها السابقة تتقافز بين كلمتيْ “الحب” و“الندم”، حتى غاب عنها الصدى.

رأى في وجهها ظلال تساؤلٍ عميق، فردّ:
– “أنا هنا… لأكون ما كنتُ عليه، أم لأجد نفسي في عينيكِ؟”

التقطت مريم تلك العبارة كجزءٍ من اختبارٍ لم تكن تعلم معاييره. بادرت بسؤالٍ يتقاطع فيه الفضول والريبة:
– “وماذا لو كنتُ أنا التي تغيّرت؟”

سكنت الكلمات لحظاتٍ، قبل أن ينحني خالد قليلًا، يقترب من سرٍّ تودّ أن تنكره:

– “لستُ أدري… لكني أطلب بضع دقائقٍ أخرى، لأرى إن كان بيننا ما يستحق الاستمرار.”

ارتجف جسمها، وارتسمت على شفتيها ابتسامةٍ صغيرة لا تكاد تُرى.

ثم هنا: صمتٌ ثقيلٌ، يُؤنسه فقط خفقان قلبيهما.


كان اللقاء قد بدأ فعلاً…
ولكن هل كان سببًا لولادةٍ جديدة، أم لاستئناف صدى خيباتٍ قديمة؟


الأجوبة…
ستظل معلقة بين طيات هذا الصمت،
تنتظر أن تُكشف في الفصل السادس


..
 

سمارة

💎نجمة الغابة الساطعة ومشرفة القسم العام
الاشراف
إنضم
8 مارس 2023
المشاركات
40,550
مستوى التفاعل
23,346
مجموع اﻻوسمة
20
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
هالقصة عم تزيد تعقيد وحيرة
ما الذي تخفيه سارة حتى تشك بها مريم ؟
ولماذا تغيرت مشاعر مريم ؟
ومن ماذا تخاف ؟
ما هذه الحيرة
أكانت تتزين من أجل صورة… أم من أجل إحساسٍ غامضٍ لم يُعترف به بعد؟

ما هو هذا الاحساس الغامض الذي لم يعترف به بعد ؟
اعتقد مريم تتخيل أشياء فقط
يا لهوي أنا معقولة تكون سارة
رح انتظر
الفصل السادس 😣

سلمت يداك اسكادا

::
 
2 Comments
اسكادا
اسكادا commented
الرائعة سمارة @سمارة دائماً تسألين الأسئلة التي تكشف ما وراء السطور.
بالفعل، الحيرة التي تشعر بها مريم ليست مجرد مزيج من المشاعر المتناقضة، بل هي أيضًا انعكاس لصراع داخلي بين ما تراه وما لا تستطيع تسميته.
قد تكون سارة تحمل سرًا عميقًا، لكن ما يجعل مريم تشتبه هو أنها بدأت تشعر بأن كل شيء من حولها ليس كما يبدو.
أما بالنسبة للإحساس الغامض، فهو ربما ذلك الخيط الرفيع بين ما يعيشه القلب وما يُدركه العقل، بين لحظات الفوضى والأمل. قد يكون مجرد وهم، وقد يكون حقيقة لم تُقال بعد. الفصل السادس قد يحمل إجابة، لكن حتى الآن، كل شيء ما يزال معلقًا بين الأسئلة.🌸 يسعد صباحك
 
سمارة
سمارة commented
ويسعد صباحك
ممكن تكون مريم تتوهم وممكن يكون في سر غامض ورا سارة
أنا عندي شكوك حول سارة ولكن سأنتظر الفصل القادم حتى اكد شكوكي
وعندي شكوك حول عمر كمان
مريم في وضع صعب هي تعيش حالة ضياع
بين الوهم والحقيقة
بانتظار الفصل السادس
سلمت يداك جد ما شاء الله عليك
 

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
110,989
مستوى التفاعل
97,412
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
واخيرا بعد انتظار
مريب ولقاء ضبابي
كان اللقاء وياله من لقاء
كان مهيب له من الاسررار
لانعلم نهايتها قرات سردك اسكادا
وتعمقت في كل كلمة وكانني في
عمق الحكاية وكانني ارراقبهم من بعيد
وبفضول شديد بالله عليك ماذا فعلت
بنا بدءت انا اتوتر من مااهو أت وماهي
الخبايا متشوقة للفصل القاادم بشغف
احسنت والله انك مبددع بحق كاتب محترف
تهتم بكل التفاصيل منتظرة مااهو قادم بشغف
لاتتاخر علينا كل التقدير لك اسكادا @اسكادا
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
110,989
مستوى التفاعل
97,412
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
يابنات
كاسيوبيا @كاسيوبيا
جلينار @جلينار
الجوري @الجوري
وعـــد 🎵 @وعـــد 🎵
العذبه @العذبه
 
2 Comments
جلينار
جلينار commented
اخلص الرابع ورجع
يسلمووو قلبي لدعوة 🥰
 
وعـــد 🎵
وعـــد 🎵 commented
يووه واصلين الخامس
انتظروني الحقكم قريب ان شاءالله 🤍
 

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
66,700
مستوى التفاعل
26,531
مجموع اﻻوسمة
31
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
يتكئ هذا الفصل على بُعدٍ وجودي عميق، حيث تنكشف ملامح الصراع الإنساني الداخلي بين الانتماء والاغتراب، وبين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. تتجسد الشخصيات كرموز لأفكار متصارعة، لا ككائنات سردية فحسب، بل كأصوات تحمل همًّا وجوديًّا يلامس جوهر السؤال: من نحن وسط هذا الخراب؟
إن اللغة، في هذا السياق، لا تكتفي بوظيفتها التوصيلية، بل تصبح أداة كشف، تنحت من الصمت معنى، ومن الفراغ هوية. فالحوار ليس بين الشخصيات فقط، بل بين القارئ ونفسه، وبين الإنسان والعبث الذي
يحاصره.

التحليل الفلسفي الأدبي

1. مريم: الذات بين الوجود والعدم

"نظرت إلى انعكاسها في المرآة وكأنها ترى امرأةً أخرى... لم تعد تتعرّف على عينيها."



مريم هنا ليست مجرد إنسانة متألمة، بل تمثل الفرد الوجودي الذي يختبر اغترابه عن نفسه.

هذا التمزق بين ما كانت عليه وما صارت إليه يذكرنا بفكرة "الانفصال عن الذات" عند سارتر، حيث تصبح الذات عاجزة عن التعرف على نفسها لأنها انكسرت تحت ضغط الخيارات والندم.

سؤال مريم الضمني: "من أنا بعد كل هذا؟" هو سؤال وجودي صرف، تعبير عن صرخة إنسانية تعيد صياغة علاقتها بالهوية والزمن.



---

2. خالد: الحنين كتجلي للعبثية

"أنا هنا… لأكون ما كنتُ عليه، أم لأجد نفسي في عينيكِ؟"



هذا التصريح المربك يكشف أن خالد لا يسعى لمريم بقدر ما يسعى لفكرة نفسه من خلالها.

هو شخص يهرب من العبث، من لا معنى لحياته بعد الفقد، فيلجأ إلى الماضي وكأنه يحاول إعادة إنتاج لحظة معنًى.

هذا التوق لاستعادة الذات عبر الآخر يشبه فلسفة كيركغارد عن "الذات اليائسة التي تهرب من ذاتها لتتشبث بصورة قديمة منها".



---

3. سارة: المظهر مقابل الجوهر

مشهد سارة في المرآة ليس بريئًا: إنها ترتب شعرها وتبتسم لهاتفها. في الظاهر بريئة، لكن مريم تشعر أن هناك شيئًا آخر، "شيئًا مخفيًا".

هذا يكشف التوتر الفلسفي بين الظاهر والحقيقة — كما قال نيتشه: "ما نراه ليس الحقيقة، بل قناع الحقيقة."

ربما ترمز سارة إلى الزمن الجديد، الذي يبدو ناعمًا لكنه يهدد القديم (مريم). وهذا الصراع قد يُصاغ لاحقًا كصراع أجيال، أو صراع قيم.



---

4. الزمن الدائري والعنوان

العنوان "نهاية تشبه البداية" هو إعلان صريح عن تبني فلسفة الزمن الدائري، حيث لا نهاية حقيقية ولا بداية نقية. بل مجرد تكرار، بصيغ شعورية مختلفة.

كما في الفلسفة النيتشوية لـ"العود الأبدي"، تُجبر الشخصيات على اختبار نفس المشاعر، لكن من زوايا جديدة.


اللغة: الرمزية والانزياح

المعطف الرمادي ليس مجرد لباس، بل رمز لحيادٍ عاطفي أو لنقطة توقف بين النقيضين: الحب والخوف.

المرآة ليست وسيلة للرؤية، بل أداة فلسفية لإدراك الوجود المزدوج: من أكون؟ ومن يراني؟

الحوار الداخلي لمريم مشحون بما يُعرف في الأدب بـ"الانزياح الدلالي"، حيث الكلمات تعني أكثر مما تقول.


خلاصة فلسفية:

الفصل الخامس هو مشهد تفكك وجودي. كل شخصية تقف عند حافة: حافة هوية، حافة ذاكرة، حافة قرار. النص لا يقدّم إجابات، بل يطرح أسئلة عن:

معنى الحب بعد الخيانة

إمكانية العودة لما لا يُعاد

من نحن حين لا يرانا أحد؟

وهل نتحرر من الندم أم نتعلّم العيش معه؟


توقع مرجّح للفصل السادس

بناءً على المسار النفسي والدلالات السردية، من المحتمل أن:

1. اللقاء بين مريم وخالد سيتحوّل إلى مواجهة

مريم لن تكتفي بالصمت بعد الآن، بل من المرجّح أن تواجه خالد بأسئلة مباشرة عن ماضيه، وربما عن علاقته بسارة إن بدأت تشك بها فعليًا.

احتمال وجود علاقة خفية (أو مشاعر غير واضحة) بين سارة وخالد قد يكون المفاجأة الدرامية القادمة.


2. سارة ستأخذ دورًا أكثر وضوحًا

يمكن أن يتضح أنها تحمل مشاعر لخالد أو لشخص آخر، لكن الأهم هو أن مريم ستراها كمصدر تهديد أو كدليل على تبدّد ثقتها بنفسها.

قد تدخل سارة في حوار مع مريم يكشف الكثير من التأويلات السابقة على حقيقتها.


3. النهاية لن تكون حاسمة بعد

الفصل السادس سيظل في مناخ الضباب والتوتر، لكن قد ينتهي بـ"كلمة" أو "نظرة" من خالد أو سارة تؤكد الشك أو تفتحه على مصراعيه.

العنوان "نهاية تشبه البداية" يوحي أن النهاية قد لا تكون نهاية فعلية، بل إعادة فتح لجراحٍ قديمة في سياقٍ جديد.
.....

بانتظار الفصل السادس دمت برعاية الرب
ودام قلمك متألقا ......
الجو ....
 
2 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
حبيت تحليلك جوووو فنانه
 
الجوري
الجوري commented

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
واخيرا بعد انتظار
مريب ولقاء ضبابي
كان اللقاء وياله من لقاء
كان مهيب له من الاسررار
لانعلم نهايتها قرات سردك اسكادا
وتعمقت في كل كلمة وكانني في
عمق الحكاية وكانني ارراقبهم من بعيد
وبفضول شديد بالله عليك ماذا فعلت
بنا بدءت انا اتوتر من مااهو أت وماهي
الخبايا متشوقة للفصل القاادم بشغف
احسنت والله انك مبددع بحق كاتب محترف
تهتم بكل التفاصيل منتظرة مااهو قادم بشغف
لاتتاخر علينا كل التقدير لك اسكادا @اسكادا
سيدة القصر، ندى الورد @ندى الورد حضورك يضفي على الحكاية بعدًا آخر من الجمال. كلماتك تشبه انعكاس الضوء في ضباب أوفونبورغ، شفافة وغامضة في آن. سعادتك باللقاء المريب تُشعرني بأنّ القارئ الحقيقي هو من يعيش خلف السطور، لا أمامها فقط.

أعدك أن القادم سيحمل من التوتر ما يكفي ليترك القلب معلقًا على هامش الدهشة… ولن أطيل عليكِ الانتظار، لأن انتظار النهايات المؤجلة أشد من الحكاية نفسها.

كل التقدير لعينٍ تقرأ بفضولٍ، وتشعر وكأنها هناك… داخل القصة.
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
يتكئ هذا الفصل على بُعدٍ وجودي عميق، حيث تنكشف ملامح الصراع الإنساني الداخلي بين الانتماء والاغتراب، وبين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. تتجسد الشخصيات كرموز لأفكار متصارعة، لا ككائنات سردية فحسب، بل كأصوات تحمل همًّا وجوديًّا يلامس جوهر السؤال: من نحن وسط هذا الخراب؟
إن اللغة، في هذا السياق، لا تكتفي بوظيفتها التوصيلية، بل تصبح أداة كشف، تنحت من الصمت معنى، ومن الفراغ هوية. فالحوار ليس بين الشخصيات فقط، بل بين القارئ ونفسه، وبين الإنسان والعبث الذي
يحاصره.

التحليل الفلسفي الأدبي

1. مريم: الذات بين الوجود والعدم





مريم هنا ليست مجرد إنسانة متألمة، بل تمثل الفرد الوجودي الذي يختبر اغترابه عن نفسه.

هذا التمزق بين ما كانت عليه وما صارت إليه يذكرنا بفكرة "الانفصال عن الذات" عند سارتر، حيث تصبح الذات عاجزة عن التعرف على نفسها لأنها انكسرت تحت ضغط الخيارات والندم.

سؤال مريم الضمني: "من أنا بعد كل هذا؟" هو سؤال وجودي صرف، تعبير عن صرخة إنسانية تعيد صياغة علاقتها بالهوية والزمن.



---

2. خالد: الحنين كتجلي للعبثية





هذا التصريح المربك يكشف أن خالد لا يسعى لمريم بقدر ما يسعى لفكرة نفسه من خلالها.

هو شخص يهرب من العبث، من لا معنى لحياته بعد الفقد، فيلجأ إلى الماضي وكأنه يحاول إعادة إنتاج لحظة معنًى.

هذا التوق لاستعادة الذات عبر الآخر يشبه فلسفة كيركغارد عن "الذات اليائسة التي تهرب من ذاتها لتتشبث بصورة قديمة منها".



---

3. سارة: المظهر مقابل الجوهر

مشهد سارة في المرآة ليس بريئًا: إنها ترتب شعرها وتبتسم لهاتفها. في الظاهر بريئة، لكن مريم تشعر أن هناك شيئًا آخر، "شيئًا مخفيًا".

هذا يكشف التوتر الفلسفي بين الظاهر والحقيقة — كما قال نيتشه: "ما نراه ليس الحقيقة، بل قناع الحقيقة."

ربما ترمز سارة إلى الزمن الجديد، الذي يبدو ناعمًا لكنه يهدد القديم (مريم). وهذا الصراع قد يُصاغ لاحقًا كصراع أجيال، أو صراع قيم.



---

4. الزمن الدائري والعنوان

العنوان "نهاية تشبه البداية" هو إعلان صريح عن تبني فلسفة الزمن الدائري، حيث لا نهاية حقيقية ولا بداية نقية. بل مجرد تكرار، بصيغ شعورية مختلفة.

كما في الفلسفة النيتشوية لـ"العود الأبدي"، تُجبر الشخصيات على اختبار نفس المشاعر، لكن من زوايا جديدة.


اللغة: الرمزية والانزياح

المعطف الرمادي ليس مجرد لباس، بل رمز لحيادٍ عاطفي أو لنقطة توقف بين النقيضين: الحب والخوف.

المرآة ليست وسيلة للرؤية، بل أداة فلسفية لإدراك الوجود المزدوج: من أكون؟ ومن يراني؟

الحوار الداخلي لمريم مشحون بما يُعرف في الأدب بـ"الانزياح الدلالي"، حيث الكلمات تعني أكثر مما تقول.


خلاصة فلسفية:

الفصل الخامس هو مشهد تفكك وجودي. كل شخصية تقف عند حافة: حافة هوية، حافة ذاكرة، حافة قرار. النص لا يقدّم إجابات، بل يطرح أسئلة عن:

معنى الحب بعد الخيانة

إمكانية العودة لما لا يُعاد

من نحن حين لا يرانا أحد؟

وهل نتحرر من الندم أم نتعلّم العيش معه؟


توقع مرجّح للفصل السادس

بناءً على المسار النفسي والدلالات السردية، من المحتمل أن:

1. اللقاء بين مريم وخالد سيتحوّل إلى مواجهة

مريم لن تكتفي بالصمت بعد الآن، بل من المرجّح أن تواجه خالد بأسئلة مباشرة عن ماضيه، وربما عن علاقته بسارة إن بدأت تشك بها فعليًا.

احتمال وجود علاقة خفية (أو مشاعر غير واضحة) بين سارة وخالد قد يكون المفاجأة الدرامية القادمة.


2. سارة ستأخذ دورًا أكثر وضوحًا

يمكن أن يتضح أنها تحمل مشاعر لخالد أو لشخص آخر، لكن الأهم هو أن مريم ستراها كمصدر تهديد أو كدليل على تبدّد ثقتها بنفسها.

قد تدخل سارة في حوار مع مريم يكشف الكثير من التأويلات السابقة على حقيقتها.


3. النهاية لن تكون حاسمة بعد

الفصل السادس سيظل في مناخ الضباب والتوتر، لكن قد ينتهي بـ"كلمة" أو "نظرة" من خالد أو سارة تؤكد الشك أو تفتحه على مصراعيه.

العنوان "نهاية تشبه البداية" يوحي أن النهاية قد لا تكون نهاية فعلية، بل إعادة فتح لجراحٍ قديمة في سياقٍ جديد.
.....


بانتظار الفصل السادس دمت برعاية الرب
ودام قلمك متألقا ......
الجو ....
الجوري @الجوري
ما كتبتهِ لم يكن مجرد تعليق… بل كان مرآة أظهرت لي العمل من زاوية لم أتوقع أن يُقرأ منها.

غصتِ في أعماق مريم، ولامستِ جوهر صراعها، وعبّرتِ عن خالد بطريقة جعلتني أعيد التفكير فيه كأنني لم أكتبه أنا!

تحليلك كان كرحلة فلسفية رافقت النص، وأضأت على أبعاده الرمزية، وجعلتني أرى كيف يمكن للكلمة أن تتخطى السرد لتلامس الوجود ذاته.

أدهشني عمق قراءتك، وسعدت كثيرًا بأن النص أثار فيكِ هذه الأسئلة الكبرى… لأنني أؤمن أن القصة الجيدة لا تعطي أجوبة، بل تتركنا أمام المرايا.

شكرًا من القلب على هذا الحضور المختلف،
وشكرًا لأنكِ من القلائل الذين يقرؤون بقلبٍ وعقلٍ وروح.

بانتظار أن أدهشكِ مجددًا في الفصل السادس،
ودمتِ قارئة تُكتب من أجلها القصص


 
Comment
إنضم
26 فبراير 2025
المشاركات
20,578
مستوى التفاعل
2,517
مجموع اﻻوسمة
7
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
اسكادا @اسكادا ..
حتما سأكون بالانتظار لقراءة
الجزء السادس برفقتك ..
أرق تحاياي ايها الأنيق ..

🌹🌹🌹🌹🌹
 
Comment

وعـــد 🎵

نزاري الحرف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
32,843
مستوى التفاعل
18,852
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
هذا الفصل لا يُروى… بل يُحس.
همسات أوفونبورغ كانت أهدأ من أن تُحدث جلبة، لكنها أقوى من أن تمرّ دون أن تُترك أثرًا.

كل مشهد فيه محبوك بخيطٍ من المشاعر المكبوتة، الصمت العالق في الحلق، والخوف من أن لا تشبه الحقيقة ما تمنّاه القلب طويلًا.

مريم بدت هنا أكثر نضجًا… لكنها أيضًا أكثر هشاشة. كأنها لم تعد تنتظر خالد فقط، بل تنتظر نفسها أن تعود من التيه.

اللقاء لم يكن صاخبًا، لكنه كان مشحونًا بكل ما لم يُقل.

وسؤاله: “هل أنا هنا لأكون ما كنتُ عليه؟”

كأنّه اعتراف مموّه، وطلب خجول للصفح أو البدء من نقطة جديدة…

لكن… هل ما بينهما قابل للبدء؟ أم انتهى في المكان الذي لم تُقال فيه الحقيقة أبدًا؟


هل سارة، بلطافتها وغموضها الهادئ، ستكون عابرة؟ أم أنها تحمل قصةً توازي الحكاية الأصلية دون أن نعلم؟


وهل هذا اللقاء لحظة مصالحة… أم تمهيد لخذلان آخر، بلغة أنيقة؟



نهاية الفصل تركتنا على شفا شعورٍ حائر…

هل ستُكمل مريم الطريق؟ أم ستكتفي بهذا اللقاء كإغلاق ناعم لجرح قديم؟

بانتظار الفصل السادس، بكل صمتِه أو ضجيجه~

دام الألق 🌸

ـــ وعد
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
هذا الفصل لا يُروى… بل يُحس.
همسات أوفونبورغ كانت أهدأ من أن تُحدث جلبة، لكنها أقوى من أن تمرّ دون أن تُترك أثرًا.

كل مشهد فيه محبوك بخيطٍ من المشاعر المكبوتة، الصمت العالق في الحلق، والخوف من أن لا تشبه الحقيقة ما تمنّاه القلب طويلًا.

مريم بدت هنا أكثر نضجًا… لكنها أيضًا أكثر هشاشة. كأنها لم تعد تنتظر خالد فقط، بل تنتظر نفسها أن تعود من التيه.

اللقاء لم يكن صاخبًا، لكنه كان مشحونًا بكل ما لم يُقل.

وسؤاله: “هل أنا هنا لأكون ما كنتُ عليه؟”

كأنّه اعتراف مموّه، وطلب خجول للصفح أو البدء من نقطة جديدة…

لكن… هل ما بينهما قابل للبدء؟ أم انتهى في المكان الذي لم تُقال فيه الحقيقة أبدًا؟


هل سارة، بلطافتها وغموضها الهادئ، ستكون عابرة؟ أم أنها تحمل قصةً توازي الحكاية الأصلية دون أن نعلم؟


وهل هذا اللقاء لحظة مصالحة… أم تمهيد لخذلان آخر، بلغة أنيقة؟



نهاية الفصل تركتنا على شفا شعورٍ حائر…

هل ستُكمل مريم الطريق؟ أم ستكتفي بهذا اللقاء كإغلاق ناعم لجرح قديم؟

بانتظار الفصل السادس، بكل صمتِه أو ضجيجه~

دام الألق 🌸

ـــ وعد
وعـــد 🎵 @وعـــد 🎵
ما كتبته ليس تعليقًا، بل مرآة صادقة عكست النص من زاويةٍ لم أملكها… فشكراً لأنكِ منحتِه بُعدًا لم يكن فيه، إلا حين قرأتِه.

في ملاحظاتكِ رهافة تُجيد الإنصات لما وراء السطور، ورؤية ما يُحاول النص أن يُخفيه.

الفصل السادس لن يصرخ بالحدث، لكنه سيبوح على طريقته، وسينحني بهدوء ليغلق دائرة الحكاية دون ضجيج…
لكن ببصيرةٍ تُشبه قارئةً مثلك.


ممتن لقراءتكِ… 🥰
 
Comment

جلينار

لِـيـدِي اَلْحُــقُولِ💎مشرفة قسم الاسرة
الاشراف
إنضم
18 مايو 2023
المشاركات
38,307
مستوى التفاعل
35,716
الإقامة
حقول التوليب
مجموع اﻻوسمة
16
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
كان هذا الفصل عميق الغموض
شيء ما افلت عن مريم التقطته سارة كما يبدو هل حقاً سارة تورطت في لقاء لا يجب ان يحدث لاجل الصداقة فقط
هناك شيء غريب ومثييير للريبة
في تصرفات سارة
وكذلك هناك ندم كبير لاحقاً سيسود قلب مريم ولكنها قد زلت وليس بمقدورها الرجوع
كان شعورها الحي يمنعها من التعمق
في لقاء لا تعلم عقباه ماذا اذ كان محمود

اوفونبورغ هناك حيث أشعر بأن مريم البريئة الوحيدة بين ثعابين


نص مربك حقاً ازدادت لهفتي لتكملتها
بوركت صديقي اسكادا 🌷
في انتظار ما سيحدث لاحقاً 😱
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
كان هذا الفصل عميق الغموض
شيء ما افلت عن مريم التقطته سارة كما يبدو هل حقاً سارة تورطت في لقاء لا يجب ان يحدث لاجل الصداقة فقط
هناك شيء غريب ومثييير للريبة
في تصرفات سارة
وكذلك هناك ندم كبير لاحقاً سيسود قلب مريم ولكنها قد زلت وليس بمقدورها الرجوع
كان شعورها الحي يمنعها من التعمق
في لقاء لا تعلم عقباه ماذا اذ كان محمود

اوفونبورغ هناك حيث أشعر بأن مريم البريئة الوحيدة بين ثعابين


نص مربك حقاً ازدادت لهفتي لتكملتها
بوركت صديقي اسكادا 🌷
في انتظار ما سيحدث لاحقاً 😱
جلينار @جلينار … التي تقرأ كما لو أنها تعيش بين السطور…
ثمة أشياء لا تُقال،
لا لأنها تُخفى،
بل لأنها تختار أن تظهر في الوقت المناسب.

ما التقطته سارة؟
وما الذي أفلت من مريم؟
ربما هناك خيط دقيق… لا يُرى إلا حين تسقط عليه خيانة الضوء.

أوفونبورغ، كما قلتِ، ليست سوى مسرح.

والبراءة؟
أحيانًا ترتدي قناعًا يشبه الذنب.
والندم؟
قد يأتي، لكن ليس من المكان المتوقع.

ما بعد هذا الفصل…
سيحمل أكثر مما ظننته خلف الستار.
فاستعدي، لأن الحقيقة ليست كما تبدو،


ولأن النهاية… تشبه البداية أكثر مما تظنين.


🌹
 
Comment

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف -المقهى الأدبي
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
14,805
مستوى التفاعل
2,169
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
12
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
بين السطور تتلألأ إشارات لنهاية لا تشبه أي بداية، وأسرار لم تروَ بعد.

انتظروا الفصل السادس،
فالقصة على وشك أن تكشف عن كل ما خبأته الليالي.



🌸🌸
 
Comment

فتنة العصر

مشرفة قصص من إبداع الاعضاء
الاشراف
إنضم
6 يونيو 2025
المشاركات
28,138
مستوى التفاعل
2,610
مجموع اﻻوسمة
8
نهاية تشبه البداية - الفصل الخامس
سلمت الاكف التي
كتبت الجمال
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى