تواصل معنا

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اسعد الله اوقاتكم ورمضان كريم هنا سادرج اجزاء رواية اباطرة الجليد كاملة اتمنى ان يكون الرد بل كومنت لغرض عدم تشويش القارء...

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم ورمضان كريم
هنا سادرج اجزاء رواية اباطرة الجليد كاملة
اتمنى ان يكون الرد بل كومنت لغرض عدم تشويش القارء
قراءة ممتعة
 
اسم الموضوع : اباطرة الجليد | المصدر : روايات بريشة الاعضاء

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
المقدمة
في عالمٍ حيث تتصارع النار والجليد على السيادة، تقف مملكة الجليد شامخة بقوتها الباردة، بينما تشتعل مملكة النار بنيرانها التي لا تنطفئ. بين هاتين القوتين، تنسج الأقدار خيوطها، لتجمع بين راغنا، أمير الجليد، وليفيا، وريثة اللهب، في حبٍّ مستحيل، بينما يتأرجح مصير المملكتين على حافة الحرب.

وسط هذا الصراع، يقف ثور، المحارب الجليدي، وسيفه لا يعرف الرحمة، بينما تحترق ايلارا بشعلة الانتقام، ليصبح كل منهما قطعة في لعبة أكبر منهم، تحكمها أطماع الملوك وأشباح الماضي.

حين تشتعل الحرب، ويهتز عرش كل مملكة، سيضطر الأبطال لاختيار طريقهم... هل ينتصر الواجب أم القلب؟ هل يُكتب لهذه الأرض السلام، أم ستغرق إلى الأبد في لهيب المعركة وثلوج الانتقام؟

عندما تذوب الجليد في النار، يولد عصر جديد… لكن بأي ثمن؟
 
2 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
متابعة لك بالنووفيق
 
Nobody
Nobody commented

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الاول

في عالم تتصارع فيه قوى الجليد والنار، تقف مملكتا بولثورن وبهرا كقطبين متضادين. مملكة بولثورن، أرض الجليد الأزلي والثلوج البيضاء، تحكمها عائلة ملكية عريقة. الملك "إيريك" والملكة "إيلينا" ينتظران بشغف مولودهما الأول بعد سنوات من الزواج. وعندما يولد التوأمان "ثور" و"راغنا"، يعم الفرح أرجاء المملكة، إذ يرى الجميع فيهما مستقبل بولثورن المشرق.

بعد عام، وفي ليلة شتوية قارسة البرودة، يقرر الملك "إيريك" الخروج في رحلة تفقدية إلى الجبال المحيطة بمملكته. وسط الصقيع والمخاطر، يعثر على طفلة غريبة وحيدة، تجذب انتباهه بعيونها الحمراء المتوهجة وسط بياض الثلج. كانت الطفلة مغطاة بعباءة مهترئة، إلا أن مظهرها الفريد وقوتها الداخلية كانا واضحين.

شعر الملك بشيء غريب يشدّه إليها. ورغم أن لديه وريثين، كان قلبه يميل لتبنيها، خاصة بعدما علم أن الملكة "إيلينا" لن تستطيع الإنجاب مرة أخرى. عند عودته إلى القصر، يعرض الملك الطفلة على الملكة، التي كانت مترددة في البداية، لكنها استسلمت لرغبة الملك واتفقا على تبنيها ومنحها حياة جديدة كجزء من عائلتهما.

تُطلق عليها الملكة اسم "غريس"، ليصبح للتوأمين أخت ثالثة، لكن أصول غريس الغامضة تثير تساؤلات البعض. كان الجميع يلاحظ عينيها الحمراء المشتعلة التي بدت وكأنها تنتمي إلى عالم مختلف.

يكبر التوأمان "ثور" و"راغنا" مع أختهم بالتبني "غريس"، ويبدو أن القدر يخبئ لهذه العائلة أكثر مما يمكنهم تخيله. مع مرور السنوات، تبدأ التوترات بالتصاعد بين مملكة بولثورن ومملكة النار "بهرا"، حيث تتداخل الأسرار القديمة والمصائر المتشابكة.

مرت السنوات سريعًا، وكبر ثور وراغنا وغريس في قصر الجليد الشاهق. أصبح الثلاثة لا يُفترقون، يخوضون مغامراتهم بين القاعات الباردة والغابات الثلجية المحيطة. عند بلوغهم الثامنة، لاحظ الملك "إيريك" أن الوقت قد حان لتوريث أبنائه أسرار قوة مملكة الجليد.

بصفته حاكم بولثورن، عمل الملك لسنوات على اختراع أداة سحرية تتيح لحاملها التحكم في قوى الجليد. كانت الأداة عبارة عن قطعة صغيرة تلتصق براحة اليد، مضيئة بوهج أزرق بارد عند تنشيطها. صممها الملك بعناية ليضمن أن حاملها سيصبح حامي المملكة ومصدر قوتها.

في يوم الاحتفال، اجتمع أهل القصر في القاعة الكبرى، حيث أعلن الملك أنه سيختبر الأداة على أبنائه الثلاثة. بدأ بثور، الذي كان متحمسًا جدًا، وما أن وضع الملك الأداة على يده حتى أضاءت ببريق أزرق باهر. بدأت رقاقات الجليد تتشكل حوله، وتعلم بسرعة كيف يتحكم بها.

ثم جاء دور راغنا. تكررت النتيجة ذاتها، ونجحت الأداة في الاندماج مع طاقتها. أظهر الاثنان موهبة طبيعية، مما أشعل حماسة الحضور.

حين حان دور غريس، وقف الجميع في ترقب. أمسك الملك يدها الصغيرة، وحاول لصق الأداة، لكن شيئًا غريبًا حدث. الأداة لم تلتصق. سقطت على الأرض كما لو أنها رفضتها. أعاد المحاولة مرة أخرى، وأخرى، لكن الأداة كانت تسقط في كل مرة.

ساد الصمت في القاعة، وارتسمت الحيرة على وجه الملك "إيريك". في محاولة لتخفيف الموقف، قال بصوت هادئ:
"ربما لا تمتلك غريس طاقة سحرية مثلنا. هذا ليس بالأمر السيئ، فهي تظل ابنتنا وشريكتنا في المستقبل."

لكن كلمات الملك لم تُنهِ تساؤلاته الداخلية. كيف يمكن لعيون غريس الحمراء أن تكون بلا سحر؟ وهل هناك سر أكبر يختبئ في أعماقها؟

بينما يواصل التوأمان التدرب على الأداة السحرية، تبدأ غريس بالشعور بأنها مختلفة عنهم، ليس فقط بسبب الأداة، ولكن بسبب أمور أخرى غريبة بدأت تحدث حولها


كان القصر الملكي ينبض بالحياة مع تدريبات ثور وراغنا المستمرة على استخدام الأداة السحرية. في ساحة التدريب البيضاء المكسوة بالثلج، كان صوت الجليد المتكسر يتردد في الأرجاء. أظهر ثور قوته الهائلة، حيث كان يشكل جدرانًا وجبالًا جليدية بكل سهولة. كان قوياً وعفويًا، يندفع بحماس لكل تحدٍ، معتمدًا على قوته البدنية الهائلة.

أما راغنا، فكان مختلفًا. لم يكن الأقوى، لكنه عوض ذلك بذكائه الحاد واستراتيجيته المبتكرة. كان يحلل حركات خصمه بدقة، ويوجه قوته الجليدية بمهارة فائقة. كانت شخصيته أكثر هدوءًا وتركيزًا، ما جعله مكملًا مثالياً لأخيه.

على الجانب الآخر، كانت غريس تراقبهما من بعيد بابتسامة لطيفة. لم تكن تشعر بالغيرة أو النقص، بل كانت تستمتع بمشاهدتهما يتقدمان. ورغم أنها لم تمتلك قوة الجليد، وجدت شغفها الخاص في الغناء. كان صوتها عذبًا، يشبه همس الرياح بين قمم الجبال، وكانت تتقنه لدرجة أنه جذب انتباه كل من في القصر.

غالبًا ما كانوا يجتمعون معًا بعد التدريبات. يتحدثون عن أحلامهم، يضحكون، ويعيشون لحظات من البراءة. أصبح رابطهم كالأشقاء الحقيقيين، لا يهتز مهما واجههم من تحديات.

لكن بينما كان الأبناء الثلاثة يستمتعون بطفولتهم، كان الملك "إيريك" منشغلاً بخطط أكبر. بدأت مملكة النار، "بهرا"، تحت حكم ملكتها الشابة الجديدة "إيلارا"، تثير القلق في بولثورن. إيلارا، الطموحة والجريئة، كانت تعمل على تقوية مملكتها بسرعة، وتوسيع نفوذها في الأراضي المجاورة.

أدرك الملك "إيريك" أن مواجهة مباشرة قد تكون وشيكة، وبدأ بتكثيف استعداداته. كان يعلم أن الوقت قد حان لتأمين حدود مملكته، وضمان مستقبلها.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الثاني

فيما واصل ثور وراغنا تدريباتهما اليومية على التحكم بقوة الجليد، كانت غريس تستمر في إبهار الجميع بصوتها العذب الذي أصبح رمزًا للسلام والفرح في القصر. لكن شيئًا غريبًا كان يلاحظه الملك "إيريك" بين الحين والآخر. عندما تغضب غريس أو تشعر بالتوتر الشديد، كانت حرارة جسدها ترتفع بشكل غير طبيعي، وعروق حمراء متوهجة تبرز في عينيها.

لم يكن هذا الأمر طبيعيًا، وشعر الملك بأنه دليل على سر دفين يتعلق بأصلها. ومع ذلك، كان حب الملك لغريس أقوى من أي شكوك، فقرر أن يخفي ملاحظاته ولا يخبر أحدًا.

بعد أشهر من المراقبة والتدريبات، وقعت مأساة كبيرة في القصر. توفيت الملكة "إيلينا" فجأة، مخلفة وراءها فراغًا هائلًا في قلوب الجميع. لم يحتمل الملك "إيريك" الصدمة، ودخل في حالة من الحزن والغضب العارم، مغلقًا أبواب غرفته ليوم كامل.

كان موت الملكة نقطة تحول للمملكة بأكملها. وكأن الطبيعة نفسها شاركت في الحزن، دخلت مملكة بولثورن في شتاء قارس دام اثني عشر عامًا. كانت العواصف الثلجية لا تهدأ، والجليد يغطي كل شيء. لكن هذا الشتاء الطويل منح المملكة وقتًا ثمينًا لتعزيز دفاعاتها، حيث كانت مملكة النار "بهرا" عاجزة عن شن أي هجوم في ظل هذه الظروف المناخية القاسية.


مع انتهاء الشتاء، ظهرت مملكة بولثورن أقوى من أي وقت مضى. أصبح ثور وراغنا أقوياء وناضجين، بعدما اندمجت الأدوات السحرية تمامًا مع أجسادهم. تمكنوا من التحكم بقواهم الجليدية بطريقة مذهلة، مما جعلهم حماة حقيقيين للمملكة.

أما غريس، فقد ازدادت جمالاً مع مرور السنوات. عيونها الحمراء أصبحت أكثر إشراقًا، تعكس غموضًا وجاذبية لا يمكن مقاومتهما. شعرها الفضي المتألق ونظراتها الواثقة جعلوها محط أنظار الجميع. رغم ذلك، بقي سر أصلها وعلاقتها بقوى النار طي الكتمان.

مع انتهاء الشتاء وعودة الحياة تدريجيًا، تتجه الأنظار نحو مملكة النار وملكتها الطموحة "إيلارا". تدرك بولثورن أن المواجهة أصبحت وشيكة.


في قلب مملكة النار، كانت الملكة "إيلارا" تشع قوة وجاذبية. أحبتها شعبها لأنها لم تكن فقط ملكة عادلة، بل أيضًا زعيمة ذكية، قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة لتحقيق رفاهية مملكتها. كانت تملك جمالًا ساحرًا يخطف الأنظار، وشخصية صلبة تجعلها لا تتهاون مع أي تهديد.

وزراؤها، الذين كانوا مخلصين حتى النخاع، لم يترددوا أبدًا في تنفيذ أوامرها. ومع ذلك، عندما أعلنت "إيلارا" نيتها للانضمام إلى المعركة القادمة ضد مملكة الجليد بنفسها، حاول أحد وزرائها المخلصين إقناعها بالعدول عن هذه الفكرة. قال لها:
"مولاتي، وجودك في ساحة المعركة مخاطرة لا يمكننا تحملها. نحن بحاجة إلى قيادتك هنا."

لكن رد "إيلارا" كان حازمًا وقاطعًا:
"لن أطلب من شعبي أو جيشي أن يواجهوا خطرًا لا أستطيع أنا تحمله. سأكون معهم في المقدمة، وسأقاتل لحماية مملكتنا. هذه ليست مجرد معركة، إنها مسؤوليتنا."

بدأت التحضيرات للحرب في بهرا تأخذ طابعًا أكثر جدية، مع وضع خطط استراتيجية محكمة بقيادة إيلارا ووزرائها الأوفياء.

بينما كانت بهرا تستعد للهجوم، شهدت بولثورن حادثة غير متوقعة. أثناء أحد التدريبات، استخدم راغنا تكتيكًا قتاليًا عنيفًا جدًا ضد أخيه ثور. القوة المفرطة التي أظهرها أدت إلى إصابة ثور بجروح طفيفة، لكن الملك "إيريك" اعتبر أن تصرف راغنا خطير ويجب وقفه.

كعقوبة، ختم الملك قوة راغنا باستخدام تعويذة سحرية، مانعًا إياه من استخدام الأداة السحرية لفترة مؤقتة. قال له:
"القوة دون حكمة ليست إلا دمارًا. ستظل قوتك مختومة حتى تتعلم السيطرة على نفسك."

قضى راغنا اليوم التالي في عزلته يعيد التفكير في أفعاله، لكنه لم يكن غاضبًا من أبيه. في صباح اليوم التالي، اتفق مع ثور وغريس على الذهاب في رحلة صيد على حدود المملكة. كانت الرحلة فرصة للهروب من ضغوط القصر، واستعادة رابطهم كإخوة بعيدًا عن السياسة والمخاطر.

خلال رحلة الصيد، يصل الأشقاء الثلاثة إلى مكان مهجور في أعماق الغابات الجليدية، حيث يجدون شيئًا غير متوقع قد يغير كل شيء. في الوقت نفسه، تستعد الملكة "إيلارا" لخطوتها التالية، والشتاء الطويل الذي كان يعيق الهجوم قد انتهى بالفعل.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الثالث

في مملكة النار، استمرت الملكة إيلارا في تحشيد قواتها استعدادًا للمعركة الكبرى. معسكر الجنود بدأ يملأ المنطقة القريبة من الحدود العازلة بين مملكة النار ومملكة الجليد، لكن إيلارا، بخطتها المحكمة، أمرت بعدم التقدم حتى تتجمع كل القوات.

في مملكة الجليد، كان ثور، راغنا، وغريس يقضون يومًا ممتعًا في رحلة صيد بالقرب من الحدود. الجو كان مليئًا بالضحك والمغامرات الصغيرة، دون أن يدركوا أنهم قد عبروا حدود المنطقة العازلة. خلال تجوالهم، لمحوا التحركات العسكرية لمملكة النار. كانت أعلام النار واضحة، وجنودها يستعدون.

لم تمر فترة طويلة حتى شعرت إيلارا وحلفاؤها بوجود متسللين. أمرت الكتيبة الأولى بالتحرك سريعًا للهجوم عليهم ومنعهم من العودة بمعلومات قد تُفسد خطتها. فجأة، وجد ثور، راغنا، وغريس أنفسهم في مواجهة كتيبة مدربة، محاصرين بلا مجال للهرب.

ثور، بفطرته القتالية، تقدم لحماية أخيه وأخته. قواه الجليدية بدأت بالظهور بوضوح، لكنه لم يكن متحكمًا بها بالكامل بعد. مع ذلك، انطلق بشجاعة نحو الجنود، مستخدمًا قوة الجليد لتجميد الأرض حوله، مما جعل الكتيبة في حالة من الفوضى.

في وسط القتال، وصل الخبر إلى إيلارا عن وجود قتال على الحدود. غضبت بشدة وتوجهت بنفسها إلى موقع الحدث. أوقفت جنودها عند وصولها وأمرت الجميع بعدم التدخل. تقدمت نحو ثور بخطوات واثقة، وعيناها مشتعلة بالنيران.

ثور، الذي كان مرهقًا بالفعل من قتال الكتيبة، وجد نفسه في مواجهة غير متكافئة مع ملكة النار. إيلارا، بخبرتها الطويلة، كانت قادرة على التحكم الكامل بقواها السحرية، بينما ثور لا يزال يكتشف حدود قوته.

بدأت إيلارا الهجوم، وأطلقت موجات من النار الحارقة باتجاه ثور، الذي حاول الدفاع بكل ما لديه من قوة الجليد. مع كل ضربة، كان يتراجع خطوة، حتى سقط أخيرًا على الأرض منهكًا.

في لحظة يأس، أطلق ثور ما تبقى من قوته نحو راغنا، ناقلاً له طاقة الجليد التي يملكها ليتمكن من الهرب مع غريس.

غريس، التي كانت تراقب ما يحدث بعينين مليئتين بالدموع، شعرت بغضب لا يمكن وصفه. صرخت بكل قوتها، وصدى صرختها كان كافيًا ليجعل الجميع يلتفتون نحوها. فجأة، تغير لون شعرها إلى الأحمر القاني، وامتلأت عيناها بعروق حمراء متوهجة. طاقة غامضة ومخيفة انبعثت منها، لكن قبل أن تفعل أي شيء، أُغمي عليها.

راغنا، الذي شعر بطاقة أخيه وقوة غريس، أمسكها وهرب سريعًا مستخدمًا الطاقة التي منحها إياه ثور.

إيلارا، التي وقفت تشاهد ما حدث، لم تخفَ عنها قوة غريس الغامضة. نظرت إليها بتعجب، وابتسمت بخبث قائلة: "إذن... هذا السر الذي تخفيه مملكة الجليد."

عاد راغنا إلى قصر والده وهو يحمل غريس على ظهره، مُنهكًا ومتألمًا من الأحداث التي وقعت. عند رؤية الملك إيريك لحالة راغنا وغريس، شعر بالصدمة الشديدة، وركض نحوهما بخوف وقلق. وضع غريس في إحدى الغرف وأمر بإحضار الأطباء فورًا.

بعد أن هدأ الموقف قليلًا، بدأ راغنا يحكي لوالده كل ما حدث: الهجوم الذي تعرضوا له، معركة ثور ضد الكتيبة، ظهور إيلارا، وأسر ثور. ثم تحدث عن القوة الغامضة التي ظهرت في غريس، وعن تحول لون شعرها وعينيها.

عند سماع الملك إيريك لهذه التفاصيل، أرسل الحراس بعيدًا وأغلق الأبواب، ثم قال لراغنا بصوت خافت لكنه مليء بالثقل:
"كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي. غريس... إنها من قبيلة "سلفاتاريا"."

تفاجأ راغنا بشدة، وقال باستغراب:
"سلفاتاريا؟ تلك القبيلة الأسطورية التي تتحكم بقوى النار والصوت؟ لكنها قبيلة مخفية، لا يعرف أحد مكانها. كيف وجدت غريس؟ ولماذا لا تتحكم في قواها؟"

أخذ إيريك نفسًا عميقًا وأجاب:
"قبل سنوات، أثناء تجوالي في صقاع الجليد، عثرت عليها وحدها وسط الجبال. كنت أعلم أنها ليست طفلة عادية، لكنني لم أستطع تركها هناك. حملتها معي وتبنيتها دون أن أفصح لأحد عن حقيقتها. كنت أعتقد أن قواها لن تستيقظ أبدًا، لكن يبدو أن الظروف أجبرتها على الظهور."

ثم أضاف:
"الوقت يداهمنا يا بني، لا يمكننا الخوض في كل التفاصيل الآن. ما يهمنا هو استعادة ثور من أيدي إيلارا، قبل أن تستخدمه كورقة ضدنا."

قرر الملك إيريك فك الختم الذي وضعه على قوة راغنا، وقال له:
"ستحتاج إلى كل قوتك الآن. أنا أؤمن بقدرتك على قيادة الجيش واستعادة أخيك."

أمر الملك الجيش بالاستعداد الفوري للتحرك. كان قصر الجليد يعج بالتحضيرات، وأصوات الجنود والأسلحة ملأت المكان.

بعد ساعات، استيقظت غريس في غرفتها. شعرت بصداع ثقيل يجتاح رأسها وذكريات غامضة عن ما حدث. عندما سمع الحراس أنها أفاقت، هرعوا لإخبار راغنا.

دخل راغنا الغرفة بسرعة، واقترب من غريس التي كانت تحاول النهوض بصعوبة. أمسك بيدها وقال:
"غريس، يجب أن أذهب الآن. ثور ما زال هناك، وأنا سأعيده مهما كلف الأمر."

شعرت غريس بالخوف والغضب، لكنها لم تستطع التحدث بسبب الصدمة. كل ما استطاعت فعله هو النظر إلى راغنا بعينيها اللتين بدت فيهما مزيج من القلق والغموض.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الرابع

وصل راغنا إلى الحدود ومعه جيش الجليد الذي كان مستعدًا لأي مواجهة. أمر الجنود بالانتشار على طول الحدود وتأمين المناطق المحيطة، لكنه قرر أن يذهب بنفسه لاستعادة ثور، متبعًا خطة دقيقة ومليئة بالتكتيكات.

دخل راغنا المنطقة العازلة بهدوء، متنكرًا في الظلال. قام بنشر أدوات غريبة حول مواقع جنود مملكة النار، مبتعدًا عن الأنظار. الأدوات كانت شبيهة بأحجار صغيرة مزودة بقدرة سحرية، صنعت خصيصًا لامتصاص وتخزين القوة السحرية.

بعد أن أكمل نشر الأدوات، ظهر فجأة أمام الجنود، متصدرًا المشهد. كانت نظراته مليئة بالغضب، وصوته قويًا ومهيبًا. دون تردد، أطلق غضبه واستغل تكتيكاته القتالية لتدمير كتيبة أخرى من جيش النار.

عندما وصل خبر الهجوم إلى إيلارا، سارعت بالتحرك نحو أرض المعركة. وعند وصولها، صُدمت لرؤية جنودها مرميين على الأرض، البعض مصاب والبعض الآخر فاقد للوعي.

نظر راغنا إليها نظرة ساخرة وقال:
"هل حقًا تظنين أن هذا الجيش الرديء يمكنه احتلال أراضينا؟ يبدو أن مملكة النار فقدت عقلها مع قيادتك!"

المواجهة بين راغنا وإيلارا
اشتعل الغضب داخل إيلارا، وأطلقت قوتها النارية بالكامل. اشتبكت مع راغنا في معركة ملحمية حيث اصطدمت قوة النار بقوة الجليد. الضربات كانت عنيفة، والأرض حولهما تحولت إلى ساحة مليئة بالجليد المحترق.

بعد عدة ضربات عنيفة، سقط راغنا على الأرض متظاهرًا بالاستسلام. جلس وهو يحني رقبته أمام إيلارا، مما جعلها تقترب منه بحذر.

تفعيل الأدوات السحرية
أخرجت إيلارا سيفها وملأته بقوة النار، مصممة على إنهاء المعركة بضربة واحدة. وقبل أن تضرب راغنا، فعل الأدوات التي نشرها حول المنطقة.

الأدوات خلقت حاجزًا قويًا امتص كل القوة السحرية في سيف إيلارا، وحولها إلى صاعقة قوية صعقتها مباشرة. سقطت إيلارا على الأرض متألمة وغير قادرة على الحركة.

ألغى راغنا الحاجز بسرعة، وأطلق قوة الجليد الخاصة به ليحيط الجنود الباقين بها. نظر إليهم بغضب وقال:
"سلموا ثور فورًا... أو سأضمن أن ملكتكم لن ترى النور مجددًا!"

تراجع الجنود في رعب، وأدركوا أن لديهم خيارًا واحدًا فقط. وبينما كانوا يترددون، كان راغنا مستعدًا للقيام بأي شيء لإنقاذ أخيه، حتى لو اضطر لتحطيم مملكة النار بأكملها.


بعدما عاد راغنا بغريس إلى قصر الجليد، شعرت غريس أن هناك الكثير مما يجب أن تفهمه. قررت الذهاب إلى الملك إيريك، الذي استقبلها بلطف وأجلسها بجواره. كانت ملامحه هادئة لكن عينيه مليئتان بالقلق.

قالت غريس بصوت منخفض وهي تنظر إلى الأرض:
"أبي... هناك شيء يجب أن تعرفه. في ذلك اليوم، عندما فقدت السيطرة على نفسي، شعرت بشيء غريب. كان الأمر وكأن شيئًا يخنق رقبتي بقوة، ولم أستطع التنفس حتى فقدت الوعي."

ارتسمت على وجه الملك إيريك نظرة جادة، وأدرك أن هناك ختمًا سحريًا يمنع غريس من التحكم بقوتها. حاول إيريك استخدام معرفته السحرية لفك الختم لكنه فشل، مما جعله يدرك أن الختم وضعه شخص قوي، وأنه لا يمكن فكّه إلا بواسطة من وضعه.

على الجانب الآخر، في أرض المعركة، أحضر جنود النار ثور المقيد إلى راغنا بسرعة، وهو متعب لكنه لا يزال يحمل نظرة تحدٍ في عينيه.

قال راغنا وهو يوجه كلامه لإيلارا قبل أن يسلمها لجنودها:
"لو كانت لدي سلطة قتل الملكة، لما تهاونت للحظة."

ثم حمل ثور المقيد وبدأ بالعودة إلى قصر الجليد. أثناء الرحلة، حاول ثور استخدام قواه لكسر القيود، لكنها كانت مصممة خصيصًا لتعطيل قوة الجليد.

قال راغنا بثبات وهو ينظر إلى أخيه:
"لن تستطيع كسر هذه القيود، يا ثور. فقط من يمتلكون قوة النار يمكنهم فكها."

عندما وصلوا إلى القصر، كان الملك إيريك وغريس بانتظارهم. انفجرت مشاعر الفرح والراحة عند رؤية ثور، لكن الصدمة عادت عندما حاول الملك فك القيود، واكتشف أنها أقوى مما توقع.

وجه راغنا كلامه إلى غريس قائلًا:
"غريس، أنت الوحيدة التي قد تستطيعين فك هذه القيود. حاولي."

حاولت غريس بجهد، لكنها فشلت في المحاولة الأولى. كانت مرتبكة وخائفة، لكن في المحاولة الثانية، ركزت كل طاقتها. فجأة، تغير لون شعرها إلى الأحمر بالكامل، وظهرت عروق متوهجة على عينيها. انفجرت قوة هائلة حولها، مما حول القيود إلى رماد، لكن غريس سقطت مغشيًا عليها من الإجهاد.

عندما فكّت القيود، تحررت قوة ثور بشكل كبير ومفاجئ. هاجت طاقته الجليدية، وجعلت الجميع يشعرون بشدة البرودة في المكان. لكن بعد دقائق قليلة، تمكن من استعادة السيطرة على نفسه، ليعود الهدوء تدريجيًا.

بعد ساعات من الراحة، استفاقت غريس لتجد نفسها محاطة براغنا وثور والملك. ابتسم راغنا إليها وقال:
"لقد فعلتِ ذلك، غريس. شكراً لكِ."

ثم أضاف بنبرة جادة:
"علينا التحرك الآن. وجهتنا القادمة هي قبيلة سلفاتاريا. هناك سنجد الإجابات عن كل شيء."
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الخامس

قبل انطلاق ثور وغريس، أعطاهما الملك إيريك رسالة مختومة، وقال لهما:
"اتجها إلى أطراف مملكة الجليد من جهة البحر. عندما تصلان، لا تحاولا البحث عن قبيلة سلفاتاريا. هم من سيجدونكما. حافظوا على الرسالة جيدًا، فهي مفتاح ثقتهم بكم."

أما راغنا، فقد بقي في القصر لحماية المملكة من أي تهديد محتمل من مملكة النار.

انطلق كل من ثور وغريس في رحلتهما، لكن ثور بدا مستغرقًا في حزن عميق. كان صامتًا طوال الطريق، متأثرًا بعجزه عن حماية راغنا وغريس في المواقف السابقة. حاولت غريس التخفيف عنه بالكلام، لكن كلماتها لم تستطع الوصول إليه.

أدركت غريس أن ما يمر به ثور هو اكتئاب عميق، وقررت أن تمنحه الوقت والمساحة اللازمين.

عند أطراف مملكة الجليد، كان المشهد مهيبًا: البحر يمتد بلا نهاية، تغطيه أمواج متلألئة تعكس بريق الجليد. قرر الاثنان التخييم بجانب البحر.

في الليل، وبينما كان ثور جالسًا وحده على الصخور، اقتربت غريس وجلست بجانبه. بدأت بالغناء بصوتها العذب الذي يحمل قوة خاصة تهدئ النفوس.

لكن فجأة، لاحظ الاثنان جزيرة عملاقة تتحرك نحوهم. مع اقترابها، اكتشفا أنها ليست جزيرة، بل سلحفاة بحرية عملاقة تحمل على ظهرها قرية متكاملة.


اقتربت السلحفاة بما يكفي، وفجأة انبعثت طاقة غريبة منها جعلت كل من ثور وغريس يفقدان وعيهما.

بينما كانت إيلارا تتعافى من إصاباتها، كانت تستشيط غضبًا كلما تذكرت راغنا وما فعله بجيشها وبها شخصيًا. أقسمت على الانتقام، لكنها فجأة تذكرت غريس.

قالت لنفسها وهي تتأمل:
"الشعر الأحمر، العيون المتوهجة... إنها من سلفاتاريا بلا شك. كيف لم ألاحظ ذلك من قبل؟"

خطرت في ذهنها فكرة: إذا استطاعت الوصول إلى سلفاتاريا والسيطرة عليهم، يمكنها استخدامهم في حربها ضد مملكة الجليد.

أفاق ثور وغريس ليجدا نفسيهما محمولين بواسطة مجموعة من الجنود يرتدون دروعًا ذات تصميم غريب. كانوا يقودونهم إلى داخل القرية الموجودة على ظهر السلحفاة.

كل شيء بدا غريبًا وغامضًا، لكن ثور وغريس شعرا بأنهما على وشك الكشف عن أسرار كبيرة تخص ماضي غريس ومستقبل مملكة الجليد.


تصل إيلارا إلى بوابة سحرية ضخمة مغروسة في الصخور عند أطراف مملكة النار. البوابة مزينة بنقوش نارية ودوامات سحرية تتحرك عبرها. ترفع إيلارا يدها وتستخدم قوتها لتفعيل البوابة. يتوهج السحر بلون أحمر مشع، ومع عبورها تتغير ملامحها: يتحول شعرها بالكامل إلى الأحمر القاني، وتصبح عروق عينيها مرئية بوضوح.

بلمح البصر، تجد نفسها في أطراف سلفاتاريا، حيث يقف حراس القبيلة. بمجرد أن يرونها، ينحنون ويقولون بصوت واحد:
"أهلاً بعودتك، ليا."

يأخذها الحراس إلى زعيم القبيلة، رجل ذو حضور مهيب ولحية طويلة بيضاء. يبتسم الزعيم عند رؤيتها، ويفتح ذراعيه لاستقبالها.
"ليارا، ابنتي. كيف حالك؟"

قبل أن ترد ليا (إيلارا) وتخبره عن سبب قدومها، يدخل أحد الحراس بسرعة إلى القاعة ويعلن:
"سيدي، شاب وفتاة من مملكة الجليد يطلبان مقابلتك برسالة من الملك إيريك."

ينظر الزعيم بجدية ويقول:
"أدخلوهم فورًا."

يدخل كل من ثور وغريس إلى القاعة، يلقي ثور التحية على الزعيم بأدب، ويسلمه الرسالة. يقرأ الزعيم الرسالة بصمت، ثم يرفع عينيه نحو غريس ويسأل ثور:
"هل هذه الفتاة هي التي تحدث عنها ملك الجليد؟"

يجيب ثور:
"نعم، إنها غريس."

الكشف الصادم
تقاطعه ليا (إيلارا) بصوت واضح:
"هذا ما جئت من أجله."

تتقدم نحو غريس وتنظر إليها بحدة، ثم تكمل:
"هذه الفتاة ليست من مملكة الجليد. إنها واحدة من بنات قبيلتنا، وقد اختطفت عندما كانت رضيعة."

تتسع عينا ثور بدهشة عندما يدرك أن الصوت مألوف، ويلتفت نحوها. يتعرف على الفور أنها ملكة النار إيلارا.
"أنتِ! ملكة النار!" يقول ثور بغضب مكبوت.

تتابع ليا كلامها دون اكتراث بغضب ثور:
"لقد اختطفت من قبل مملكة الجليد. كيف تجرأوا على أخذ واحدة منّا؟"

يغضب الزعيم بشدة ويضرب عصاه على الأرض.
"كيف يمكن أن يحدث هذا؟ ولماذا لم تخبرنا قبلاً؟"

تجيبه ليا:
"لأن قواها كانت مختومة، ولم تُظهر أي علامات على أنها من سلفاتاريا. لكن الآن، كل شيء واضح."

يتوجه الزعيم إلى الحراس ويأمرهم:
"خذوا الفتاة من هذا الشاب. لا يمكن أن تبقى بعيدًا عن قبيلتها بعد الآن."

ثور في مواجهة القبيلة
عندما يحاول الحراس أخذ غريس، يخطو ثور إلى الأمام.
"لن تلمسوها."

تتوهج عيناه بلون أزرق بارد، ويفقد هدوءه. فجأة، تنبعث منه هالة سحرية هائلة تهز القاعة بأكملها. الهواء يصبح كثيفًا، وتبدأ الجدران بالاهتزاز.

يقول بصوت قوي:
"لقد أقسمت على حمايتها، ولن أسمح لأي أحد بأخذها. لا أنتم، ولا ملكة النار."

تتراجع ليا بخطوة إلى الخلف وهي تنظر إليه بدهشة، بينما الزعيم يبدو مذهولًا من قوة ثور.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجلبديد الجزء السادس

يدرك ثور ما فعله من استعراض هائل لقوته، فيهدأ، ثم ينحني للزعيم بوقار:
"سيدي، أظن أنك أصدرت قرارك قبل أن تستمع لما لدي. غريس هي أختي، ابنة ملك الجليد، ولم يمسها أحد بسوء. نعتبرها جزءًا مهمًا من عائلتنا. أطلب منك تحرير قوتها، وتركها تختار بنفسها أين ستقضي أيامها."

يفكر الزعيم قليلاً، ثم يقول:
"كلامك صحيح، ولكن لدي شرط. سأترك لها حرية القرار فقط إذا استطعت هزيمة ليا (ملكة النار) في قتال شريف. إذا هزمتك، فلن تخرج غريس من هنا على الإطلاق. أما الآن، فاذهب واستمتع بالقرية."

ينحني ثور شاكراً ويخرج.

يطلب الزعيم من غريس البقاء قليلاً بعد خروج ثور. يسألها بهدوء:
"ما رأيك في البقاء هنا، في مسقط رأسك؟"

تجيبه غريس بتردد:
"لكن أليس النزال هو من سيحسم ذلك؟"

يبتسم الزعيم ويهز رأسه:
"النزال مجرد وسيلة لتقييم قوة ثور. أما القرار، فهو يعود إليك بالكامل. لكن تذكري، إذا اخترتِ البقاء خارج سلفاتاريا، هناك شرط: عليكِ الزواج من أحد أفراد العائلة الملكية."

تصدم غريس من الكلام وتحاول الرد، لكنه يواصل:
"أخبريني، هل أنتِ معجبة بثور؟"

يتذكر فجأة أن لثور أخًا، فيقول:
"أم أن راغنا هو من يشغل بالك؟"

تشتعل عيون ليا (إيلارا) غضباً عند سماع اسم راغنا. يحس الزعيم بذلك ويسألها:
"ما بكِ يا ليا؟"

تجيبه بغضب مكتوم:
"ذلك الخسيس! إنه محارب يفتقد إلى أبسط أخلاقيات القتال."

تضحك غريس بسخرية وتقول:
"لكنّه هزمك بالفعل."

تبتسم ليا ابتسامة مصطنعة وتنظر إلى غريس بحدة.
"حسناً، أختي في الدم، ألا ترغبين بجولة في مسقط رأسك؟"

تبتسم غريس للزعيم وتطلب الإذن بالخروج. يعطيها الإذن، فتخرج مع ليا.

بينما تمشيان، تقترب ليا من أذن غريس وتهمس:
"سأقتلكِ قريباً."

تتظاهر غريس بالابتسامة وترد بهدوء:
"سنرى إن كنتِ قادرة على ذلك."

في الليل، يجلس ثور متأملاً السماء المليئة بالنجوم. تأتي غريس وتجلس بجانبه.
"ما الذي تفكر فيه؟" تسأله.

ينظر إليها بابتسامة خفيفة ويقول:
"كنت أتمنى لو أن الأمور أبسط. إذا خسرتُ النزال غداً، أتمنى أن تعيشي هنا بسعادة."

تقاطعه غريس، وتربت على كتفه بثقة:
"لن تخسر. تلك المعتوهة لا يمكنها هزيمتك. ستفوز بالتأكيد."

في صباح اليوم التالي، يتجهز كل من ثور وليا للنزال الكبير. المكان مزدحم بأفراد القبيلة، الذين ينتظرون بفارغ الصبر لرؤية هذه المواجهة الملحمية.
عيناهما تلتقيان في الميدان، وكل منهما مليء بالإصرار.


تحت أنظار الزعيم وأفراد قبيلة سلفاتاريا، يقف كل من ثور وليا على أرض المعركة، مستعدين لمواجهة شرسة. تبدأ المعركة بإشارة من الزعيم.

يهجم ثور بهجمات سريعة ومباشرة، بينما تبقى ليا هادئة وتتفادى ضرباته ببراعة. يتراجع ثور قليلاً ليبدأ في استخدام طاقته السحرية، فيرسل ضربات وهمية لإرباك ليا. عندما تظن أنها تفادت الضربة، تُفاجأ بضربة حقيقية تصيبها. تتكرر هذه الاستراتيجية مرارًا، مما يثير غضب ليا.

تفعل ليا قوتها السحرية النارية، وتبدأ بمهاجمة ثور بشراسة باستخدام كراتها النارية المتفجرة. يحاول ثور صد الهجمات لكنه لا يستطيع تفاديها جميعًا.

بينما يحاول ثور تفادي إحدى الضربات، تكاد كرة نارية تصيب غريس الواقفة على جانب الميدان. يلتفت ثور إلى ليا بغضب، ليجدها تبتسم باستفزاز. في تلك اللحظة، يطلق ثور العنان لقوته بالكامل، وتفعل ليا الأمر نفسه.

تهتز الأرض تحت أقدامهم، والهواء يمتلئ بالطاقة المتدفقة. الزعيم يضرب بعصاه الأرض، فتنتشر موجة صوتية تبطل السحر المحيط، مما يجبرهما على التوقف.

ينزل الزعيم إلى الميدان ويقول بصوت صارم:
"يكفي، القتال انتهى بالتعادل."

يمتعض ثور ويسأله بغضب:
"وماذا بعد؟"

يشير الزعيم إلى غريس ويطلب منها التقدم. يخبر ثور أن يبقى مستعدًا، لأن غريس قد لا تستطيع التحكم بقواها بعد.

يمسك الزعيم عصاه ويبدأ بإظهار قوته الجبارة. يلمس رقبة غريس، حيث يظهر الختم بوضوح. يسلط قوته على الختم حتى ينكسر، وتهدأ الأجواء من حولهم للحظة.

يتغير لون شعر غريس إلى الأحمر، وتبرز عروق عينيها. جسدها يغلي بالطاقة المتدفقة. تمسكها حالة من الفوضى، ويحاول ثور تهدئتها، بينما تبدأ كرة نارية عملاقة في التكون بين يديها.

يخبرها ثور بصوت هادئ لكنها تسمعه بوضوح:
"أطلقيها إلى السماء."

تطلق غريس الكرة النارية إلى الأعلى، ويقوم ثور بتفتيتها بقوته الجليدية. تهدأ غريس تدريجيًا، ثم تنظر إلى ثور وتقول بابتسامة فخر:
"لقد نجحت."

يهنئها الزعيم ويبتسم بفخر:
"الآن، ماذا ستفعلين يا غريس؟"

تنظر غريس إليه بحزم وتقول:
"سأبقى هنا في سلفاتاريا حتى أتمكن من التحكم بقوتي والتدرب بشكل كامل. بعدها، سأعود إلى مملكة الجليد."

تصدم كلماتها ثور. يتجمد في مكانه لثوانٍ، ثم يستدير ويغادر غاضبًا.

تلحق غريس به وتحاول التحدث إليه:
"ثور، انتظر! دعني أشرح..."

لكنه لا يسمعها. تسقط كلماتها في الفراغ بينما يستمر بالسير. فجأة، يظهر الزعيم أمام ثور، يسأله بهدوء:
"هل تريد العودة إلى مملكة الجليد؟"

يهز ثور رأسه بالإيجاب دون أن يتفوه بكلمة. يوافق الزعيم ويأمر بتحضير سفينة لنقله. يغادر ثور دون أن ينظر خلفه، تاركًا غريس في سلفاتاريا، مشدوهة وحزينة.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء السابع

عندما يصل ثور إلى مملكته، يتوجه مباشرة إلى القصر. يستقبله راغنا مستغربًا، ويسأله بقلق:
"أين غريس؟"

ينظر إليه ثور بحزن دون أن يجيب، ثم يكمل طريقه بصمت. يدخل القصر، فيراه الملك إيريك ويناديه:
"ثور! أخبرني عن المهمة."

يتوقف ثور للحظة، يلتفت ويقول بهدوء:
"لقد نجحنا في تحرير قوة غريس."

يتجاهل باقي أسئلة والده ويصعد إلى غرفته. بمجرد أن يدخل، يغلق الباب ويجمده، ثم يغرق في نوم عميق.

يحتضن الزعيم غريس ويطمئنها قائلًا:
"لا بأس بقليل من التفكير. سأحقق طلبك."

تشكره غريس بابتسامة خفيفة، ويعودان معًا إلى القرية. في تلك الأثناء، تغادر ليا سلفاتاريا بصمت. يمنح الزعيم غريس بيتًا ومدربة خاصة لتدريبها على التحكم بقواها.


تعود إيلارا إلى قصرها، وتبدأ في إعادة تنظيم قواتها، ساعية لإنشاء جيش أكثر كفاءة. تعود بتركيز إلى حكم بلادها، لكنها لا تنسى خططها المستقبلية تجاه مملكة الجليد.

في صباح اليوم التالي، يخرج ثور مبكرًا من القصر ويتوجه إلى الجبال القريبة. هناك، يطلق العنان لغضبه، مستخدمًا طاقته السحرية لتدمير الصخور والجليد.

يراقبه راغنا من بعيد، ويقترب منه قائلًا:
"حسنًا أيها الأحمق، لماذا تُفرغ غضبك على هذا الجبل المسكين؟ لماذا لا تواجهني بدلًا من ذلك؟ سأريك كم أنت ضعيف."

يغضب ثور بشدة، يحدق في راغنا ويقول:
"حسنًا، لكن لا أعدك بأن أتجنب الضربات القاتلة."

يضحك راغنا باستفزاز ويرد:
"لن تفعل، لأنك لا تستطيع."

يبدأ القتال بين الأخوين، ويهاجم ثور راغنا بقوة هائلة. لكن راغنا يتصدى لجميع ضرباته بسهولة، ثم ينتقل أمامه بسرعة مذهلة ويطرحه أرضًا.

يجلس راغنا بجانبه، يضع يده على كتفه ويسأله بحنان:
"ما بك يا أخي؟ ما الذي حدث؟"

ينهار ثور وتبدأ دموعه بالانهمار وهو يروي لراغنا كل ما جرى. بعد أن ينتهي من الحديث، يصفعه راغنا ويقول بغضب:
"أيها الأحمق! لقد كسرت قلب غريس. هي لم تتخلَّ عنك، بل تحبك، ولا تريد أن تكون نقطة ضعف لك."

بعد لحظات من الصمت، يعود ثور إلى رشده ويعتذر من راغنا. يعودان معًا إلى القصر بسلام.

بعد شهر، تظهر غريس وهي تتدرب مع مدربتها ببراعة ملحوظة. أتقنت التحكم بقواها السحرية تمامًا، ولم يتبقَّ سوى الاختبار الأخير.

في مملكة الجليد، يوكل الملك إيريك إلى راغنا مهمة إعادة غريس إلى المملكة، بينما يطلب من ثور البقاء لحماية المملكة من أي خطر محتمل.

يتوجه راغنا إلى أطراف المملكة، وفي المساء، تظهر السلحفاة العملاقة من جديد. يُغمى عليه ويتم إدخاله إلى سلفاتاريا.

في صباح اليوم التالي، يدخل راغنا إلى القرية ويلتقي بالزعيم. بعد حديث قصير بينهما، يلاحظ الزعيم ذكاء راغنا وثقته الكبيرة بنفسه. يوافق الزعيم على طلبه بإعادة غريس إلى مملكة الجليد، بشرط أن تنهي اختبارها الأخير.

يبقى راغنا في القرية لأسبوع، يراقب تدريب غريس من بعيد.

في إحدى الحصص التدريبية، وبينما تهم غريس بمهاجمة مدربتها، يتجمد سيفها فجأة. تتوقف غريس، تلتفت للخلف لتجد راغنا يقف خلفها بابتسامة هادئة.
تصرخ غريس بفرح عندما ترى راغنا وتجري نحوه قائلة:
"أخي!"

يحتضنها راغنا بحنان، ثم ينظر إلى مدربتها ويحييها:
"مرحبًا، يبدو أنك بذلت جهدًا كبيرًا في تدريب أختي. شكراً لك."

تقدم غريس مدربتها قائلة:
"هذه ليفيا، صديقتي الوحيدة هنا ومدربتي."

يبتسم راغنا قائلاً بلطافة:
"يبدو أن أختي حصلت على صديقة جميلة."

تتوتر ليفيا وتخفض رأسها بخجل:
"شكرًا لك."

تجر ليفيا غريس بعيدًا بينما تضحك غريس وقد فهمت مقصد راغنا.

يجتمع الثلاثة في المساء، يقضون وقتًا ممتعًا معًا. يسأل راغنا غريس:
"متى موعد اختبارك الأخير؟ وما طبيعته؟"

تجيبه غريس بابتسامة غامضة:
"الاختبار غدًا، لكني أريد أن تكون المفاجأة."

بينما يقضون وقتًا ممتعًا، يتبادل راغنا وليفيا نظرات الإعجاب، لكنهما يظلان صامتين.

يُطرق باب غرفة راغنا في الصباح، وعندما يفتح، يجد أحد حراس الزعيم يخبره بأن الزعيم بانتظاره. يتوجه راغنا فورًا إلى الزعيم، يلقي التحية ويسأل عن سبب الاستدعاء.

يجيبه الزعيم:
"لقد حان موعد اختبار غريس."

يسأله راغنا بفضول:
"وما هو الاختبار؟"

يرد الزعيم بابتسامة هادئة:
"ستكون مبارزة بينها وبينك. الهدف من النزال هو تقييم قوتها ومدى تحكمها بقواها. وأحذرك، لا تتهاون معها؛ فنحن نعرف قوتك جيدًا."

في الظهيرة، يتجهزان غريس وراغنا للمبارزة. يحتشد أفراد القبيلة حول الساحة، يراقبون بشغف.

بإشارة من الزعيم، تبدأ المبارزة. تهاجم غريس بسرعة مستخدمة قوتها النارية، ترسل كرات من اللهب نحو راغنا الذي يتجنبها بخفة. يقف ثابتًا للحظة قائلاً:
"أحسنتِ، لكن عليكِ بذل المزيد!"

تستجيب غريس برفع حرارة هجماتها، تشكل دوامة نارية تحيط براغنا، لكنه يستخدم قوته الجليدية لتبريدها سريعًا.

تنتقل غريس إلى هجمات مباشرة، تحاول الاقتراب من راغنا لتوجيه ضربات قوية، لكنه يصد هجماتها بسهولة مستخدمًا درعًا جليديًا. يقول لها بابتسامة:
"لن تنجحي إذا لم تستغلي قوتك بذكاء."

تغضب غريس وتطلق العنان لقواها، تُحطم الأرضية تحت أقدام راغنا وتجبره على القفز. تستغل الفرصة وترسل موجة نارية عملاقة نحوه.

في الهواء، يشكل راغنا رمحًا جليديًا عملاقًا ويرسله باتجاه الموجة النارية، يحدث تصادم هائل بين قوتيهما، يهز الساحة.

في اللحظة الأخيرة، تتحرك غريس بسرعة مدهشة، تتجاوز دفاع راغنا وتوقف قبضتها بالقرب من صدره. يتوقف النزال، يبتسم راغنا بفخر قائلاً:
"أحسنتِ، لقد نجحتِ."

يعلن الزعيم انتهاء الاختبار ونجاح غريس، قائلاً لراغنا:
"يمكنك الآن أن تأخذها معك متى شئت."


قبل الرحيل، يودع كل من راغنا وغريس ليفيا بحزن. تقول ليفيا لراغنا:
"اعتنِ بغريس جيدًا."

يرد راغنا بابتسامة دافئة:
"سأفعل، وأتمنى أن نلتقي مجددًا."

تنظر غريس إلى ليفيا وتحتضنها بقوة، ثم ترحل مع راغنا عائدة إلى مملكة الجليد.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الثامن

في مملكة النار، يظهر شخص غريب الشكل بوجه أبيض كأنه مصبوغ بالرماد، ينحني أمام إيلارا باحترام. تبتسم إيلارا بخبث وتقول: "سأحتاج خدامتك قريبًا، استعد."

في مملكة الجليد، يصل راغنا وغريس إلى أراضي المملكة. عند دخول غريس إلى الحدود، تبدأ قواها بالهيجان بشكل كبير. تأمر راغنا بسرعة بصنع درع جليدي. ينفذ راغنا درعًا صلبًا، لكن الطاقة الهائجة من غريس تتجه مباشرة إليه، فتدمره بالكامل.

يندهش راغنا مما حدث ويسأل غريس عن سبب هذا الهيجان. تجيب: "هذا بسبب خروجي من حاجز سلفاتاريا."
يسأل راغنا بفضول: "ما هو حاجز سلفاتاريا؟"
توضح غريس: "إنه حاجز سحري يضعه الزعيم. يمكنه إلغاء أي قوة سحرية داخله، ويمنع قوى السلفاتاريين من الهيجان بشرط أن يكونوا قد ولدوا داخل سلفاتاريا."
يتأمل راغنا كلامها ويقول: "إذن، هذا يعني أنك لم تولدي في سلفاتاريا، ولهذا السبب هاجت قواك عندما تحررت، حتى مع وجود الحاجز."
تومئ غريس برأسها وتقول: "نعم، هذا صحيح."

بعد وقت قصير، يصل الاثنان إلى القصر. يجدان ثور يتدرب بتركيز عالٍ لدرجة أنه لا يلاحظ وجودهما. يقرر راغنا ممازحته، فيجمد شعره. يستدير ثور بغضب ليجد أمامه راغنا وغريس، فيصدم ويحرج.

ينظر ثور إلى غريس بخجل ويعتذر منها. تبتسم غريس وتسامحه، لكنها تضع يدها على شعره المتجمد وتقول بخبث: "لن أسامحك دون عقاب!" وتشعل النار في رأسه. يطفئ ثور النار بسرعة
تبدأ حرب كلامية ساخرة بينهما، حتى يتدخل راغنا ليوقفهما، ويقودهم جميعًا إلى الملك.

يرحب الملك بعودة غريس وراغنا، معبرًا عن سعادته بعودتهما سالمين.

تمر الأيام، ويتدرب كل من ثور وغريس وراغنا معًا. رغم القوة الهائلة التي يمتلكها كل من ثور وغريس، إلا أنهما يفتقران إلى ذكاء راغنا في استخدام القوة بفعالية.

وفي أحد الأيام، يظهر في القصر رجل مصاب بجروح كثيرة. يدخل بصعوبة، ويخبر الملك بخبر صادم. بصوت متقطع، يقول: "غريمثون... لقد فك ختمه!"

عمّ الصمت قاعة القصر بعد سماع كلمات الرجل المصاب. وقف الملك بثبات رغم الصدمة، ثم أمر بإحضار أطباء لمعالجة الرجل. اقترب راغنا وسأل الملك بهدوء: "من هو غريمثون؟ ولماذا يبدو أن الجميع يعرفه؟"

تنهد الملك وقال بنبرة ثقيلة: "غريمثون هو أحد أخطر المخلوقات التي عرفها تاريخ مملكة الجليد. كائن هجين بين الإنسان والوحش، ويمتلك قوة لا مثيل لها. كان قد هُزم منذ زمن وختم في احد جبال . لكنه خرج الآن، فهذا يعني كارثة قادمة."

بينما كان الملك يشرح، اقتربت غريس من الرجل المصاب وسألته: "أين رأيت غريمثون؟ وكيف تمكنت من الهرب؟"
أجاب الرجل بصعوبة: "كان في أطلال الجليد المظلمة... لقد صحا غاضبًا، ودمّر كل شيء حوله. بالكاد استطعت الهرب... سيأتي إلى هنا قريبًا."

نظر ثور إلى الملك بجدية وقال: "إن كان غريمثون قادمًا، فعلينا التحرك فورًا. لا يمكننا انتظار وصوله إلى المملكة."
أومأ الملك برأسه وقال: "صحيح. سنحتاج إلى وضع خطة لمواجهته.."

هنا تدخل راغنا وقال: "أنا وغريس وثور سنكون الفريق الذي يواجه غريمثون ."
ابتسم الملك بفخر وقال: "أعرف أنكم قادرون، لكنكم بحاجة إلى التدريب على القتال الجماعي. يجب أن تكونوا متزامنين تمامًا لتواجهوا غريمثون."

في الأيام التالية، بدأ الثلاثة تدريبات مكثفة تحت إشراف الملك وكبار مستشاريه. تعلموا كيفية دمج قواهم لتحقيق توازن بين الهجوم والدفاع. كانت غريس تتقن استخدام طاقتها النارية بشكل دقيق، بينما ركّز ثور على زيادة سرعة وقوة هجماته الجليدية، وأظهر راغنا عبقريته في قيادة الفريق والتخطيط في ساحة المعركة.

وفي إحدى الليالي، وأثناء التمارين، جاءت رسالة عاجلة تفيد بأن غريمثون قد بدأ يتحرك نحو المملكة. أمام هذا التهديد، قرر الملك تسريع خطة المواجهة وإرسال الفريق الثلاثي إلى أطلال الجليد المظلمة لاعتراضه قبل أن يصل إلى المملكة.

وقف الثلاثة أمام الملك، وكل منهم يحمل عزيمته في عينيه. قال الملك لهم: "اذهبوا يا أبطالي. لا تدعوا غريمثون يصل إلى حدودنا. هذه معركة مصيرنا جميعًا."

انطلقوا في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو أطلال الجليد، حيث كان غريمثون ينتظرهم، والغموض يحيط بكل خطوة يخطونها.
 
2 Comments
الجوري
الجوري commented
رواية جميلة مشوقة
عناصر الجذب بها ممتازة
اللغة سليمة
الحبكة رائعة
والفكرة جذابة
احسنت جدا اعجبني سردك
سلمت اناملك
 
Nobody
Nobody commented
شكرا لسا في ثمان اجزاء اليوم حيتنشرو اتمنى تستمتعي بيهم
 

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء التاسع

في الطريق إلى مواجهة غريمثون، مرّ الثلاثي بقرية دُمّرت بالكامل. كان المشهد مرعبًا: مبانٍ مهدّمة، دماء في كل مكان، وأرض محطمة بالجليد. وقف راغنا مشدوهًا للحظات، بينما كان الغضب واضحًا على وجهه. همس قائلاً: "هذا يكفي... يجب أن نوقفه بأي ثمن."

واصلوا السير بصمت ثقيل، حتى وصلوا إلى أطلال جليدية شاهقة، حيث كان غريمثون ينتظرهم. استدار نحوهم ببطء، عينيه تلمعان بقوة مخيفة. شعر الثلاثة بهالته التي كانت تضغط على أرواحهم، وكأنها تحدٍّ مباشر لقدراتهم.

فجأة، أطلق غريمثون رمحًا جليديًا باتجاه غريس. تدخل ثور بسرعة، وأمسك بالرمح بيديه، لكنه شعر ببرودته الشديدة. تجمد الدم على يديه، لكنه لم يتراجع. رفع غريمثون حاجبيه بدهشة، وسألهم بصوت بارد: "من أنتم؟"

تقدم راغنا بغضب لم يظهر عليه من قبل، وقال: "كف عن هذا الهراء!" وفي لمح البصر، انتقل إليه وهاجمه بسيفه. تصدى غريمثون للهجوم بصعوبة، لكنه أبعد راغنا بضربة قوية.

بدأ القتال بشكل عنيف. أطلق غريمثون كرات جليدية ضخمة باتجاه الثلاثي، فتدخل راغنا وحطمها بمهارة. حاول ثور الهجوم بمساعدة غريس، لكن غريمثون كان يتفوق عليهم بقوته وسرعته.

في لحظة حاسمة، رفعت غريس يدها، وبدأت أسلحة غريمثون بالتبخر أمام عينيه. توقف غريمثون للحظة، وحدق فيها باندهاش، وقال: "أنتِ من سلفاتاريا؟"
ابتسمت غريس بسخرية، وأجابت: "نعم، وما رأيك؟"

اشتعلت عيون غريمثون غضبًا، وأطلق العنان لقوته الكاملة. تحولت الأرض إلى بحر من الجليد، وهاجمهم بكثافة باستخدام سيوف جليدية عملاقة. كان التصدي لتلك القوة أشبه بالمستحيل.

في لحظة تصعيد، حاول ثور استخدام كل طاقته الجليدية لتقييد غريمثون، لكن الأخير تمكن من كسر قيوده بسهولة وهاجم ثور مباشرة، مما أصابه بجروح خطيرة. صرخت غريس بغضب، وتحول شعرها وعيونها إلى اللون الأحمر بالكامل، وبدأت بإطلاق طاقة نارية مكثفة، مما أجبر غريمثون على التراجع.

انتهز راغنا الفرصة، وهاجم غريمثون بقوة مركزة على نقطة ضعفه، مما أدى إلى إضعافه. أدرك غريمثون أنه قد يواجه هزيمة غير متوقعة، فاختار الهرب وسط العاصفة الجليدية التي خلقها، تاركًا الثلاثي مرهقين لكن منتصرين.

ركضت غريس إلى ثور، الذي كان يعاني من إصابات بليغة. وضعته هي وراغنا على درع جليدي متحرك، وانطلقا بسرعة إلى القصر لإنقاذه.

في مكان بعيد، ظهر الرجل ذو الوجه الرمادي أمام غريمثون، الذي كان يحاول التعافي من المعركة. قال له بصوت غامض: "أرى أنك تحتاج إلى المساعدة. ربما يمكننا العمل معًا لتحقيق أهدافنا."

نظر غريمثون إليه بعينيه المشتعلتين، وسأل: "ومن تكون؟"
أجاب الرجل بابتسامة غامضة: "دعنا نقول إنني صديق... ولكن لدي خطط كبيرة تحتاج إلى قوتك.

في قصر الجليد، وصل راغنا وغريس بثور المصاب إلى غرفة الطبيب، حيث بدأ الطبيب بفحص حالته بعناية. بعد دقائق من التقييم، قال الطبيب بقلق:
"إنه يعاني من حروق خطيرة بسبب درجة حرارة الجليد شديدة الانخفاض التي استخدمها غريمثون. حالته ليست خطيرة الآن، لكنها قد تتدهور إذا لم يُعالج بطريقة خاصة."

وقف الملك بجانب غريس وسألها:
"غريس، هل يمكنك استخدام سحرك لمعالجته؟"

خفضت غريس رأسها بحزن وقالت:
"للأسف، لا أزال غير قادرة على التحكم بسحر الشفاء كما يجب."

فكر راغنا للحظات، ثم التفت إلى الملك وقال:
"اسمح لي بالذهاب إلى سلفاتاريا. قد أجد هناك الحل لمساعدته."

صمت الملك قليلاً، ثم أومأ برأسه قائلاً:
"اذهب، لكن عد بسرعة. لا وقت لنضيعه."

غادر راغنا على الفور باتجاه سلفاتاريا.

داخل قصر إيلارا، وصل غريمثون برفقة الرجل الغريب، إيغريت. عندما دخل غريمثون ورأى إيلارا، انفتحت عيناه دهشة، ثم همس بفرح وذهول:
"ليا؟"

نظرت إليه إيلارا بابتسامة باردة، وقالت بصوت فرح :
"أخيرًا... عاد الزمن ليتقاطع بيننا يا غريمثون."

بينما كان راغنا يشق طريقه نحو حاجز سلفاتاريا، حل الظلام فجأة. ظهرت أمامه سلحفاة ضخمة، بدأت بإصدار موجات صوتية غريبة ذات تأثير منوم. شعر راغنا بثقل في جفونه، لكنه قاوم بشدة. بعد لحظات من الصراع مع النعاس، وجد نفسه محاطًا بحراس سلفاتاريا.

وجهوا أسلحتهم نحوه بحذر، لكن أحد الحراس تعرف عليه وقال:
"إنه راغنا!"

غطوا عينيه وأخذوه داخل الحاجز.

في الطريق إلى الزعيم، لمحته ليفيا من بعيد. كان راغنا متعبًا، يحاول إخفاء جروحه الواضحة. شعرت بالقلق، فاقتربت منه بسرعة وقالت:
"راغنا! ما الذي يحدث؟ لماذا تبدو بهذا الحال؟"

حاول راغنا تجاهلها، لكنه لم يتمكن من الإفلات منها. بقوة ، أجبرته على الجلوس على الأرض، ثم مزقت جزءًا من ثيابه عند صدره لتظهر جرحًا عميقًا. تضيق عيناها بغضب وهي تعالجه و تقول:
"من فعل هذا بك؟!"

أجابها راغنا بصوت مختنق، وكأنه على وشك الانهيار:
"إذا أردتِ أن تعرفي، اتبعيني... ستفهمين كل شيء."

دون تردد، انطلقت ليفيا معه نحو قاعة الزعيم، حيث كانت الإجابات تنتظر.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء العاشر

في مملكة النار تحتضن إيلارا غريمثون بحب، وكأنهما لم يفترقا أبدًا. يجلسان معًا ويتبادلان الحديث. سألها غريمثون:
"هل أنتِ من حررتني؟"

ابتسمت إيلارا وأجابت:
"نعم، لقد بحثت عنك لفترة طويلة حتى وجدك إيغريت، وعندما فعل، لم أتردد في تحريرك."

تغيرت ملامحه إلى الجدية وسألها عن الثلاثي:
"وماذا عن راغنا وثور وغريس؟"

تنهدت إيلارا وقالت بانزعاج:
"إنهم أمراء مملكة الجليد."

توقف غريمثون قليلاً ثم قال:
"لكن تلك الفتاة، لم تكن من مملكة الجليد."

ردت عليه إيلارا بحذر:
"صحيح، إنها من سلفاتاريا. وهذا ما يجعلها خطيرة."

وصل راغنا وليفيا إلى قاعة الزعيم. انحنى راغنا احترامًا، ثم أخبر الزعيم عن جروح ثور وطلب ان تأتي ليفيا لعلاجه . نظر الزعيم إليه وقال بجدية:
"تذكر، يا راغنا، سلفاتاريا لن تعالج جرحًا ناتجًا عن حرب بين مملكة النار والجليد."

أومأ راغنا برأسه وقال:
"أفهم، سيدي. أنا ممتن لكم."

وافق الزعيم وأمرهما بالمغادرة.

في الطريق الى مملكة الجليد أوقف راغنا ليفيا، نظر إليها في عينيها مباشرة وقال بصوت هادئ:
"ليفيا، أنا أحبك."

احمر وجهها بخجل، ونظرت بعيدًا وقالت:
"دعنا لا نتأخر."

سبقته بخطوات سريعة، لكن ملامح السعادة كانت واضحة على وجهها. تبعها راغنا وهو يبتسم.

حين دخلا أراضي الجليد، شعرت ليفيا باندفاع طاقتها، لكنها سرعان ما سيطرت عليها. في اليوم الثاني، وصلا إلى قصر الجليد.

توقفت ليفيا مشدوهة بجمال القصر، وقالت بخفوت:
"هذا المكان... مذهل."

استقبلتهما غريس بابتسامة، واحتضنت ليفيا ترحيبًا. ثم اتجه الثلاثة إلى الملك، حيث ألقت ليفيا التحية بكل احترام.

قال الملك وهو يبتسم:
"أهلًا بكِ في مملكة الجليد. أرجو أن تستريحي الآن، وغدًا سنبدأ بعلاج ثور."

شكرته ليفيا وانصرفت مع غريس.

لاحظ الملك شرود راغنا ونظراته نحو ليفيا. ضربه الملك على ظهره مازحًا وقال:
"هل أذابتك بهذه السهولة؟ حاول أن تُبقي نظرك في مكانه!"

ضحك راغنا وقال بابتسامة :
"إنها دافئة يا أبي."

ضحك الملك ورد:
"حسنًا، ولكن لا تنسى أن تُبقي تركيزك على الأمور المهمة."

في غرفة الضيوف، كانت غريس وليفيا تتحدثان. أخبرتها ليفيا بخجل:
"راغنا اعترف لي بحبه."

فرحت غريس وابتسمت بمكر وقالت:
"كيف لنارٍ مثلكِ أن تذوب في قطعة جليد؟"

احمر وجه ليفيا وقالت بخجل:
"اصمتي الآن."

صباح اليوم التالي توجهت غريس وراغنا وليفيا والطبيب إيريك إلى غرفة ثور. عندما كشف الطبيب عن جرحه، اتسعت عينا ليفيا من هول المنظر. كان الجرح عميقًا وشديدًا، مما جعلها تتمتم بصدمة:
"يا إلهي... ما الذي فعل هذا؟".
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الحادي عشر

في مملكة النار، داخل القصر المظلم الذي تتراقص ألسنة اللهب على جدرانه، وقف غريمثون أمام إيلارا، نظراته الحادة تترصد وجهها المليء بالغموض. تقدم نحوها خطوة واحدة، ثم قال بصوت هادئ لكنه مشحون بالقوة:
"إيلارا... تزوجيني."

رفعت إيلارا حاجبها بدهشة طفيفة، ثم سرعان ما انحنت شفتيها في ابتسامة خبيثة. اقتربت منه أكثر وهمست:
"أنا موافقة... ولكن مهري ليس بسيطًا، أريد شيئًا ثمينًا."

تغيرت ملامح غريمثون قليلًا، لكنه ظل متماسكًا، وسألها ببرود:
"وما هو هذا المهر؟"

اقتربت أكثر حتى كادت تلامس صدره، ثم قالت بصوت منخفض مليء بالخبث:
"أريد القضاء على مملكة الجليد وسحق ملكها إيريك

ساد الصمت لوهلة، ثم ارتسمت ابتسامة باردة على وجه غريمثون . نظر إليها نظرة طويلة، وكأنما يزن كلماتها في ذهنه، قبل أن يميل برأسه قليلًا موافقًا. اتسعت ابتسامة إيلارا، ثم احتضنته بلطف فيما اشتعلت شرارة من النار خلفها،

في قصر الجليد ، كانت غرفة العلاج تعج بالتوتر والقلق. راغنا يقف متوترًا، عيناه مثبتتان على جسد ثور الملقى على الفراش، حيث بدا وجهه شاحبًا بسبب الجرح العميق الذي خلفته قوة غريمثون الجليدية.

اقتربت ليفيا من الجرح وكشفت عنه برفق، لكنها شهقت عندما رأت عمقه وشدة خطورته. نظرت إلى غريس ثم قالت بحزم:
"يجب أن نبدأ العلاج فورًا، لا وقت لنضيعه!"

التفتت إلى غريس وأشارت إليها قائلة:
"ضعي يدكِ على ظهري، سنستخدم طاقتنا معًا."

أومأت غريس، ثم وضعت يدها على ظهر ليفيا، ليبدأ تدفق الطاقة السحرية. بدأت الغرفة تتوهج بضوء أزرق خافت، بينما رفعت ليفيا يديها وبدأت بنقل طاقتها إلى ثور.

وقف راغنا يراقب المشهد بقلق، عينا ثور مغمضتان، وكأنه بين الحياة والموت، فيما كانت ليفيا و غريس تزدادان شحوبًا مع كل ثانية تمر. تصبب العرق من جبين ليفيا، وشعرت بأن قواها تخور، لكن غريس واصلت دعمها حتى اختفى الجرح تمامًا، وعادت بشرة ثور كما كانت.

وما إن اكتمل العلاج حتى سقطت ليفيا و غريس فاقدتين للوعي من شدة الإرهاق.

"ليفيا! غريس!" هتف راغنا بفزع، وركض نحوهما، ليحملهما برفق بين ذراعيه، ثم التفت إلى الخدم قائلاً:
"خذوهما إلى غرفتيهما، واعتنوا بهما جيدًا!"

نظر للحظة إلى ثور، الذي بدأ يتنفس بانتظام، ثم اتجه سريعًا خلف الخدم، قلبه يكاد يقفز من صدره قلقًا على ليفيا.

بعد يومين في أحد أجنحة القصر الفاخرة، استيقظت ليفيا ببطء، جفونها تثقلها آثار الإرهاق، لكنها شعرت بأنفاس قريبة منها. استدارت لترى راغنا جالسًا بجانبها، يراقبها بصمت، عيناه تحملان شيئًا دافئًا لم تعهده فيه من قبل.

حاولت الجلوس، لكن إحساسًا بالخجل اجتاحها وهي تدرك أنه ظل بجانبها طوال الوقت.

"هل... كنت هنا طوال هذا الوقت؟" همست بصوت خافت.

ابتسم راغنا، أمسك يدها برفق، وقال بصوت منخفض لكنه عميق:
"ليفيا، أنا أحبك."

اتسعت عيناها قليلًا، ثم احمر وجهها، لكن بدلًا من التردد، همست له بابتسامة خجولة:
"وأنا أيضًا... أحب كل شيء فيك."

شد على يدها قليلاً، ثم نظر في عينيها مباشرة، وسألها بجدية:
"هل تتزوجينني؟"

حبست ليفيا أنفاسها للحظة، ثم أومأت ببطء، وهمست بصوت بالكاد يُسمع، لكنه مليء بالمشاعر:
"نعم..."

اختفت كل المسافات بينهما في تلك اللحظة، فيما كانت الثلوج تتساقط خارج القصر، وكأنها تبارك اتحادهما.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الثاني عشر

في قصر الجليد، داخل غرفة غريس، جلس ثور بجانبها يراقبها بقلق، منتظرًا أن تستيقظ. ما إن فتحت عينيها وأدارت رأسها حتى وجدته هناك، يحدّق بها بلهفة. امتلأت عيناها بالدموع، واندفعت نحوه تعانقه بقوة.

صُدم ثور من ردة فعلها، لكنه سرعان ما أحاطها بذراعيه، بينما همست بصوت مرتجف:
"لقد خشيت أن أفقدك، أيها الأحمق! لماذا لا تنتبه لنفسك؟ كيف تغامر بحياتك هكذا؟ ألا تعلم ما أنت بالنسبة لي؟"

شعر ثور بدفء كلماتها، فابتسم بحنان واحتضنها أكثر، ثم قال بهدوء:
"ما يهم الآن أننا معًا، ولن يفرقنا شيء بعد اليوم."

تردد للحظة، ثم نظر في عينيها بتوتر قبل أن يقول:
"غريس... أنا أحبك. هل تتزوجينني؟"

اتسعت عيناها بدهشة، واحمر وجهها خجلًا، لكنها لم تتراجع عن النظر إليه. وبعد لحظات صمت، همست بصوت خافت:
"نعم... وأنا أحبك أيضًا."

في تلك اللحظة، علت صيحات الفرح من كل من راغنا وثور، رغم أنهما كانا في غرفتين منفصلتين. ضحكا عندما سمع كل منهما صوت الآخر، فقد كانا قد خططا منذ فترة لهذا الاعتراف بمشاعرهما تجاه الفتاتين اللتين أحبّوهما.

قبل أيام، في قصر الجليد، جلس ثور وراغنا في إحدى الغرف يتناقشان بجدية.

قال راغنا وهو مستلقٍ على الأريكة، متأملًا السقف:
"إلى متى سنبقى هكذا؟ نحن نعلم جيدًا مشاعرنا تجاههما، وغريس وليفيا تشعران بالأمر أيضًا، لكن لا أحد يتكلم."

أجابه ثور بابتسامة جانبية:
"أنت محق، لكن اعتراف كهذا ليس بالأمر السهل، خاصة مع الظروف التي نعيشها."

نهض راغنا من مكانه وضربه على كتفه بمزاح:
"إذن لنؤجل كل شيء إلى أن نموت في المعركة القادمة؟ لا، يجب أن نتكلم! أنا سأعترف لليفيا قريبًا، وأنت؟"

ضحك ثور، ثم قال بنبرة واثقة:
"حسنًا، فلنجعلها خطة. في أقرب فرصة، سنصارحهما بمشاعرنا، وسنرى إلى أين سيأخذنا ذلك."

مد راغنا يده مصافحًا أخيه، وقال بحماس:
"اتفقنا!"

في مملكة النار، عبرت إيلارا حدود سلفاتاريا واتجهت إلى زعيم القبيلة، الذي استقبلها بحفاوة. نظر إليها متسائلًا عن سبب قدومها، فأجابته بابتسامة غامضة:
"أنا هنا للزيارة فقط... وقد أبقى لبعض الوقت."

تأملها الزعيم قليلًا، لكنه لم يمانع، ورحب ببقائها في أراضيهم.

في قصر الجليد، اجتمع راغنا، ثور، غريس، وليفيا أمام الملك إيريك ليخبروه بقرارهم بالزواج. استمع لهم الملك بهدوء قبل أن يقول:
"لا مانع لدي، ولكن هناك أمر لا بد منه... على راغنا وثور الحصول على إذن زعيم سلفاتاريا."

تدخلت ليفيا قائلة:
"نعم، هذا أحد القوانين، لكن جلالتك... كيف عرفت بهذه المعلومة؟"

ألقى الملك عليها نظرة غامضة قبل أن يجيب باختصار:
"إنها قصة غير مهمة الآن."

وافق الملك على سفرهم إلى سلفاتاريا، وانطلقوا في الصباح التالي.


في الطريق إلى هناك، سألت غريس بفضول وهي تنظر إلى المناظر الطبيعية من حولها:
"ما زلت لا أفهم... كيف ظهرت القوى السحرية؟ ولماذا هناك جليد ونار؟"

أجابها راغنا وهو يسير بجانبها:
"الطاقة السحرية في مملكة الجليد تعود إلى تنين الجليد، الذي عاش منذ زمن بعيد في أرضنا، وكان في صراع دائم مع تنين النار، الذي حكم مملكة بهرا، أرض النار. في إحدى المعارك، انتصر تنين النار، وحين وجدنا نحن البشر جثة تنين الجليد، استغللناها لصنع أدوات سحرية، مثل تلك التي نحملها أنا وثور."

قاطعتهم ليفيا قائلة:
"أما نحن السلفاتاريين، فنحن أحفاد تنين النار، الذي تزوج ببشرية وأسّس قبيلتنا سلفاتاريا، لتكون قبيلة محايدة، وبناها فوق سلحفاة عملاقة ليضمن عدم تورطها في حروب البشر."

ثم التفتت نحو ثور وسألته:
"لكن هناك شيء لا أفهمه... ما هو غريمثون؟"
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الثالث عشر
واصلت المجموعة طريقها نحو سلفاتاريا، بينما كان ثور يحدق في ليفيا بنظرة تفكير عميق. وأخيرًا، كسر الصمت وقال:
"غريمثون... لقد سمعت من أبي قصته. كان بشرًا عاديًا حتى بلغ الخامسة من عمره، لكنه أصيب بمرض غامض. أطرافه بدأت تتجمد، وكأنه لا يستطيع التحكم بالطاقة التي تتدفق في جسده."

نظرت إليه ليفيا باهتمام وسألته:
"وماذا حدث بعد ذلك؟"

أجاب ثور بصوت هادئ:
"أحد الوزراء في ذلك الوقت اقترح على والده، ملك الجليد آنذاك، أن يضعوه داخل جثة تنين الجليد، على أمل أن تشفيه طاقة التنين. لم يكن هناك حل آخر، فوافق الملك، ونُحتت له غرفة داخل جسد التنين. عندما وضعوه فيها، حدث أمر لم يكن متوقعًا... أعصاب التنين الحية اخترقت شرايينه، وامتزج دمه بدم التنين. وعندما خرج من هناك، لم يكن كما كان، بل أصبح يمتلك قوة جبارة. لم يعد بشرًا بالكامل... بل نصف وحش، نصف بشري."

بدت الصدمة على وجه ليفيا، وقالت بعد لحظة تفكير:
"إذًا، هو يشبهنا نحن السلفاتاريين إلى حد ما..."

هز ثور رأسه موافقًا:
"أعتقد ذلك."

عندما وصلوا إلى الميناء، وجدوا السفينة التي أحضرت راغنا وليفيا لا تزال تنتظرهم. صعدوا على متنها، وانطلقت بهم نحو سلفاتاريا.

عند وصولهم إلى أراضي القبيلة، استقبلهم زعيم سلفاتاريا بنفسه. وقف على قدميه احترامًا لهم، ثم نظر إلى غريس وليفيا بابتسامة ترحيب قبل أن يجلس مجددًا.

بعد أن تراجعت غريس وليفيا قليلًا إلى الخلف، تقدم راغنا إلى الأمام، وانحنى احترامًا قبل أن يتحدث بنبرة قوية:
"أيها الزعيم، لقد اتفقنا أنا وليفيا على الزواج، ونطلب إذنك لإتمامه وفقًا لقوانين سلفاتاريا. وبصفتي راغنا، أمير مملكة الجليد، أتعهد بحمايتها بروحي إن تطلب الأمر ذلك."

ارتسمت علامات الدهشة على وجه الزعيم، لكنه لم يعلّق مباشرة. بل التفت إلى ليفيا وسألها:
"ما رأيك؟"

احمرّ وجه ليفيا قليلًا وأجابت بخجل، ولكن بصوت واضح:
"أنا موافقة على كل ما قاله."

ابتسم الزعيم برضا، وقال بصوت هادئ ولكن رسمي:
"إذًا، أبارك زواجكما رسميًا."

تكرر الأمر نفسه مع ثور، الذي طلب الزواج من غريس، وحصل على موافقة الزعيم أيضًا.

بعد ذلك، أخرج راغنا رسالة مختومة من جيبه، ومدّها إلى الزعيم، قائلًا:
"هذه رسالة من ملك الجليد، يبلّغكم فيها أنه سيأتي بنفسه إلى سلفاتاريا لحضور الزفاف."

***

في تلك الأثناء، كانت إيلارا تراقب كل شيء بصمت من مكانها. وبعد أن انتهى الاجتماع، خرجت بسرعة من المجلس وعادت إلى غرفتها. وقفت في وسط الغرفة وقالت بصوت هادئ لكنه حازم:
"اظهر، إيغريت."

في لحظة، ظهر إيغريت من الظلال أمامها، وانحنى باحترام.

قالت إيلارا بصوت بارد:
"إيغريت، اذهب فورًا إلى غريمثون، وأخبره بكل هذه التطورات. عليه أن يعرف."

أومأ إيغريت برأسه قائلاً:
"أمرك، يا ملكتي."

وبلمحة عين، اختفى مجددًا في الظلام.
 
التعديل الأخير:
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الرابع عشر

في سلفاتاريا، تم فصل راغنا وثور عن غريس وليفيا استعدادًا لمراسم الزواج، التي ستقام تحت ضوء القمر في الليلة التالية وفقًا لتقاليد القبيلة.

مع غروب شمس اليوم التالي، شق موكب ملك الجليد، إيريك، طريقه إلى أراضي سلفاتاريا. كان الاستقبال حافلًا، حيث رحب به زعيم القبيلة باحترام بالغ، وأمر بإعداد مكانٍ خاص له ليشهد الحدث المنتظر.

تجمّع الجميع في الساحة الرئيسية، حيث تم إعداد مذبح خشبي منحوت بدقة، تحيط به مشاعل ضخمة، تنبعث منها نيران متراقصة تعكس ظلالها على وجوه الحاضرين.

وقف راغنا بثوب مزخرف بقطع من الجليد المتوهج، وإلى جانبه ثور مرتديًا درعًا فضيًا يعكس أضواء النيران. في المقابل، تقدمت ليفيا وغريس، كلتاهما ترتديان فساتين بيضاء مطرزة بأحرف قديمة ترمز للحماية والولاء، شعرهما مزيّن بضفائر مرصعة بأحجار متلألئة، وأيديهما تحمل أكاليل من الزهور البرية، كما تقتضي تقاليد السلفاتاريين.

بدأت الطقوس عندما وضع الزعيم سيفًا قديمًا بين العروسين والعريسين، إعلانًا عن عهد الحماية والولاء الأبدي. ثم، وفق العادة القديمة، قام راغنا وثور بجرح راحتي أيديهما بسكين مقدسة، وقامت ليفيا وغريس بفعل الشيء نفسه. بعدها، تشابكت الأيادي الدامية، في رمزٍ لاتحاد الدماء والمصائر.

رفع الكاهن السلفاتاري كأسًا من العسل ، ومرّره بين العروسين ليشربا منه، مما يرمز إلى تمني حياة مليئة بالسعادة والصحة. بعد ذلك، قام الزعيم بإلقاء بركاته على الأزواج الجدد، وأُعلن رسميًا زواج راغنا من ليفيا، وثور من غريس.

خلال المراسم، وقعت عينا إيريك على إيلارا، التي كانت تحدّق به بغضب متوهج. شعر أنها تحترق من الداخل، وكأنه وجوده أمامها يثير شيئًا أعمق من الكراهية العادية.

أدرك إيريك أنه لا يستطيع البقاء طويلًا، فقد ترك مملكته من دون حماية، وعليه العودة فورًا. بعد انتهاء المراسم، أعلن زعيم القبيلة أن على الأزواج الجدد البقاء في سلفاتاريا لليلة واحدة، ثم يمكنهم المغادرة في صباح اليوم التالي. لم يعترض إيريك، لكنه أخبر الزعيم أنه سيغادر حالًا.


عند وصوله إلى ساحل أرض الجليد، لاحظ أمرًا غريبًا—حصانه، الذي كان قد ربطه هناك، قُتل. شعر بالغضب يتصاعد داخله، وبينما كان يستعد لفهم ما حدث، ظهر أمامه غريمثون فجأة.

وقف غريمثون هناك، جسده القوي ينعكس على الجليد المتصدع حوله، وعيناه تتوهجان بضوء مخيف. قال بصوتٍ يحمل الغضب والاحتقار:
"أخيرًا التقينا من جديد... يا أخي."

نظر إليه إيريك ببرود، وردّ بصوت ثابت:
"نعم، لقد مر وقت طويل... وسيمر وقت أطول بعد لقائنا هذا."

ضحك غريمثون باستهزاء، ثم أطلق هالته الجبارة، مما جعل الجليد يهتز من شدتها. لم ينتظر إيريك طويلًا، استلّ سيفه الملكي، الذي بدأ يتوهج بطاقة مخيفة. تصاعدت قوة السحر من حولهما، وتحطم الجليد تحت أقدامهما.

اندفع غريمثون أولًا، مستخدمًا مخالبه المعززة بطاقة التنين، موجّهًا ضربة سريعة نحو إيريك، لكن الأخير تفاداها بخفة، وردّ بضربة قوية من سيفه، أحدثت موجة صقيع مزقت الأرض من حولهم.

استمر القتال لساعات، كل ضربة كانت تدمر جزءًا من الساحة الجليدية. استخدم إيريك قوته في الجليد والرياح، بينما اعتمد غريمثون على قوته الوحشية وقدرته على إطلاق شفرات جليدية حادة.

كان كل منهما خصمًا لا يُستهان به، لكن مع استمرار المعركة، بدأ الإرهاق يظهر على كليهما.

أدرك كلاهما أنه لا بد من إنهاء القتال بضربة واحدة حاسمة.

ركّز إيريك كل طاقته في سيفه، حتى أصبح يشع نورًا جليديًا أزرق. في المقابل، جمع غريمثون طاقته في مخالبه، التي بدأت تتوهج بوميض قاتم.

ثم، في لحظة خاطفة، اندفع الاثنان نحو بعضهما، ووجّها ضربتيهما القاتلتين.


عندما انقشع الدخان، كان إيريك واقفًا منتصبًا، وسيفه مغروس في جسد غريمثون، الذي كان مستلقيًا على الأرض، بلا حراك.

كان ملك الجليد يلهث، متعبًا، لكنه انتصر. استدار ليغادر، ولكن قبل أن يتحرك خطوة واحدة، شعر بألم مفاجئ يخترق ظهره.

نظر إلى الأسفل، ليرى خنجرًا مدفونًا في صدره.

صوته اختنق، وهو يلتفت خلفه ليرى إيغريت، واقفًا هناك بابتسامة باردة.

قال إيغريت بصوت خافت:
"انتهت اللعبة، ملك الجليد."

شعر إيريك بقدميه تخذلان جسده، وسقط على ركبتيه، ثم انهار بلا حراك.

أخذ إيغريت سيف ملك الجليد، ونظر إليه للحظة، قبل أن يختفي في الظلال، تاركًا أرض المعركة خلفه...

ومع طلوع شمس الصباح، لم يكن هناك سوى جثتين على الجليد، وصمتٌ مميت يخيّم على المكان.
 
التعديل الأخير:
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء الخامس عشر

وقف ثور في غرفته، يشدّ درعه الجلدي، ويعلّق سيفه على ظهره استعدادًا للرحلة نحو مملكة النار. وبينما كان يهمّ بالمغادرة، سمع صوت غريس خلفه:

"سآتي معك."

التفت إليها بسرعة، وعيناه تضيقان بقلق:

"لن تأتي، آخر شيء أريده هو أن تتعرضي للأذى."

رفعت غريس حاجبها بعناد وقالت:

"هذا ليس موضوعًا قابلًا للنقاش. قلت إنني سأذهب، وسأذهب. أنت زوجي، وأنت عالمي كله الآن، لا يمكنني أن أتركك تذهب وحدك."

تنهد ثور، ثم استسلم قائلاً:

"حسنًا، لكن عديني ألا تتدخلي في صدام مباشر مع ملكة النار."

ابتسمت غريس بثقة:

"أعدك."

خرج الاثنان من الغرفة، والتقيا براغنا وليفيا في الممر، وبدا واضحًا أنهما خاضا الحوار نفسه. نظرت ليفيا إلى غريس وابتسمت، وكأنهما تتشاركان التحدي ذاته.

عند بوابة القصر، كان كبير الوزراء في انتظارهم. تحدث راغنا إليه بحزم:

"احرص على أن يتخذ الجنود أماكنهم. لا أريد أن تخترق حدود مملكتنا بأي شكل من الأشكال."

أومأ الوزير وقال بثقة:

"علم."

ثم غادر الأربعة القصر، متجهين نحو مملكة النار، وكلٌّ منهم يحمل في قلبه عزيمة مختلفة.

---

### في مملكة النار – اجتماع الحرب

في قاعة العرش الحمراء، حيث كانت ألسنة اللهب تتراقص على الجدران، اجتمعت إيلارا مع وزرائها وقادة جيشها. كانت جالسة على عرشها، وعيناها تشعان بالغضب والثأر.

قالت بصوتٍ حازم:

"أدخل، يا إيغريت."

فتح باب القاعة، ودخل إيغريت وهو يحمل سيف غوليون بيده. تقدّم ووضعه على الطاولة الحجرية في وسط القاعة، فصُعق الحاضرون عندما رأوه.

قال أحد الوزراء، وعيناه تتسعان دهشةً:

"أليس هذا هو غوليون، السلاح الخاص بملوك الجليد؟!"

أومأ إيغريت قائلاً ببرود:

"بلى، إنه هو. لقد أطَحنا بملك الجليد."

نظر إليه الوزير بريبة وسأله:

"لكن كيف استطعتَ أن تحمله؟ هل أنت من مملكة الجليد؟!"

ابتسم إيغريت ابتسامة خفيفة وقال:

"لستُ من هناك. أنا فقط لا أمتلك طاقة سحرية، لذا لا يستطيع السيف التعرف عليّ."

صمت الجميع للحظات قبل أن تقطع إيلارا التفكير الجماعي بقولها:

"الأهم من كل هذا، هو أن أمراء مملكة الجليد، وبلا شك، في طريقهم إلينا الآن."

نظرت إلى قادتها بحدة وأكملت:

"ما أريده منكم هو ألا يتدخل الجيش في هذه المعركة. أنا وإيغريت سنتولى أمرهم."

تعالت أصوات الاعتراض بين القادة، وقال أحدهم بقلق:

"لكن، ملكتي! ماذا لو هُزمتم؟ أنتِ ملكتنا، والدفاع عنكِ هو واجبنا!"

نظرت إليه إيلارا ببرود وقالت بحزم:

"إذا هُزمت، فسأموت أنا وحدي. أما إذا شاركتم، فسوف تجري أنهار من دمائكم! لا مكان لكم في هذه المعركة. هذا أمر مني، أنا ملكة النار، وليس لكم الحق في المشاركة."

ساد الصمت في القاعة، ثم أومأ القادة على مضض، مستسلمين لأمرها.

نهضت إيلارا من عرشها، ثم التفتت إلى إيغريت وقالت بصوتٍ قوي:

"الآن، سننطلق."

أخرجت من خلفها سلاحًا أسطوريًا... "أغنيس"، السوط المشتعل الذي يُقال إنه مصنوع من نار التنانين نفسها.

ما إن أخرجته حتى انطلقت منه هالة جبارة، حرارتها وحدها جعلت بعض القادة يتراجعون خطوة للوراء.

نظر إليها إيغريت بدهشة، وتمتم في داخله:

"إذاً، هذا هو السلاح الملكي الخاص بمملكة النار... أغنيس. هالته مخيفة أكثر من غوليون نفسه."

وبدون كلمة أخرى، انطلقت إيلارا مع إيغريت نحو مملكة الجليد، والشرر يتطاير في أعينهم، وعلى شفاههم وعدٌ بالدمار.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,493
مستوى التفاعل
924
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
اباطرة الجليد
اباطرة الجليد الجزء السادس عشر

كانت الثلوج تتساقط ببطء، لكن التوتر في الهواء كان كالجحيم المستعر. وقف راغنا وثور في مقدمة صفوفهم، بينما كانت ليفيا وغريس خلفهم، تستعدان لأي طارئ.

على الجانب الآخر، كانت ملكة النار إيلارا تتقدم ببطء، وإلى جانبها إيغريت، يحمل غوليون بكل برود، كما لو كان قد امتلكه منذ الأزل.

قالت إيلارا بصوتٍ هادئ لكنه يحمل بركانًا داخليًا:

"أمير الجليد، أعطيتك فرصة للعيش بسلام، لكنك اخترت أن تواجهني."

ردّ راغنا بحزم، وعيناه تشتعلان بالغضب:

"جئتُ لأعيد ما سُرق، ولأنهي دائرة الدم التي بدأتها."

ضحكت إيلارا، ولوّحت بسوطها الناري "أغنيس"، ليطلق موجة من اللهب الحارق، فجمدها ثور فورًا بسحره الجليدي، وبدأت المعركة!

اندفع ثور نحو إيغريت، وسيفه يصطدم بغوليون بقوة هائلة، جعلت الجليد من تحتهما يتحطم. كان إيغريت بارعًا، يستخدم السيف الأسطوري وكأنه جزء من جسده. تبادلا الضربات بسرعة جنونية، لكن ثور كان صامدًا.

في الجانب الآخر، كانت المواجهة بين راغنا وإيلارا أشبه بصراع أسطوري. لوّحت إيلارا بسوطها الناري، وأرسلت ألسنة اللهب نحو راغنا، لكنه كان يقاتل بذكاء، مستخدمًا الجليد لصد كل هجوم.

لكن فجأة...

رأت ليفيا أن إيلارا تستعد لهجوم مدمر قد ينهي المعركة لصالحها، ولم تستطع أن تلتزم بوعدها.

"أنا آسفة، راغنا..."

قفزت ليفيا إلى المعركة، ورفعت يديها نحو السماء، فجأة تحولت الغيوم الداكنة إلى دوامة هائلة، وأطلقت عاصفة نارية جبارة.

التفت راغنا نحوها بصدمة، لكنه لم يكن لديه وقت لإيقافها، فقد كانت إيلارا قد أطلقت بالفعل هجومها الناري الهائل.

اصطدما، وانفجرت الطاقة بينهما، لترسل الجميع طائرين في الهواء.

أما غريس، فقد رأت أن ثور كان على وشك أن يُقتل على يد إيغريت، فاندفعت نحوه، وقبل أن يوجه إيغريت ضربته القاتلة، أطلقت غريس موجة نارية احرقت يده بالكامل، مما أعطى ثور فرصة للهجوم.

"هذه نهايتك!"

غرس ثور سيفه في قلب إيغريت، وتراجع الأخير مذهولًا، وهو يحدق في الدم المتدفق من جسده.

"مستحيل..."

وسقط جثة هامدة على الجليد.


بعد موت إيغريت، ركزت إيلارا هجومها بالكامل على راغنا، وبدأت في استخدام كامل قوتها. كانت الأرض تذوب تحت قدميها، والسماء تشتعل بلون أحمر داكن.

لكن مع انشغال الجميع، لم ينتبه أحد إلى أن جسد ثور بدأ يتحرك بصعوبة.

كان ثور مصابًا بجروح قاتلة، لكنه نهض، ونظر نحو راغنا، الذي كان يحاول صد هجوم إيلارا الجبّار.

أدرك ثور أن الوقت قد حان.

رفع يده، وجمع كل الطاقة المتبقية في جسده، ثم صرخ بقوة:

"راغنا! الآن!"

قفز ثور في الهواء، وضرب الأرض بقبضته، فأطلق موجة جليدية ضخمة جمدت كل شيء، بما في ذلك إيلارا للحظات قليلة.

لم يضيع راغنا الفرصة، وقفز نحوها، وسيفه مشحون بكل طاقته، ثم غرسه في صدرها بقوة.

اتسعت عينا إيلارا، وهي تشعر بالنيران تنطفئ داخلها ببطء. نظرت إلى راغنا، وهمست:

"هكذا إذن... هذا هو مصيري."

ثم سقطت جثة هامدة،

ركض الجميع نحو ثور، الذي كان مستلقيًا على الجليد، ينزف بشدة.

قالت غريس، وهي تحاول إيقاف نزيفه:

"أنت قوي... لن تموت، صحيح؟"

ابتسم ثور بصعوبة، ومد يده ليمسك يدها.

"لقد فعلناها، أليس كذلك؟"

أومأت غريس بعينيها المليئتين بالدموع، لكنه أكمل بصوت ضعيف:

"غريس... أريدكِ أن تأخذي مكاني."

نظرت إليه بصدمة.

"ماذا؟"

"ملكة النار ماتت... والمملكة بحاجة إلى شخص يقودها... شخص يستطيع أن يوقف هذا الجنون للأبد."

أمسك راغنا بكتفها وقال:

"إنه محق... أنتِ الوحيدة القادرة على ذلك."

نظرت غريس إلى جسد إيلارا، ثم إلى السماء، حيث بدأ الثلج والنار يختلطان معًا، في مشهد لم يكن ليحدث من قبل.

ثم أغمض ثور عينيه بسلام، وتوقف قلبه.

---
بعد أيام، اجتمع شعب مملكة الجليد على شواطئ البحر المتجمد، حيث تراكمت طبقات الثلج على الصخور، وعلت سماء المساء غيوم داكنة وكأنها تبكي رحيل البطل. وقفت غريس على حافة المياه، مرتدية عباءة سوداء ثقيلة، وعيناها غارقتان في الدموع، بينما وقف راغنا بجوارها، يضغط على سيفه بشدة كي لا يظهر ضعفه أمام الجميع.

في وسط البحر، كانت هناك سفينة خشبية ضخمة، مزينة بدرع ثور وسيفه، وعلى متنها جسده المسجّى فوق فراء الذئاب البيضاء، تكريماً لشجاعته. أحاطت الجثة بالأحجار الكريمة والجليدية، وكُتبت على درعه عبارة بلغة الفايكينج:

"هنا يرقد ثور، ابن الجليد، محاربٌ لم يعرف الخوف، وروحه ستجول مع الأسلاف في قاعات فالهالا."

ألقى الكهنة قرون الشراب المقدسة على السفينة، رمزًا لاستقبال روحه في عالم المحاربين، ثم رفع المحاربون المشاعل المشتعلة. تقدم راغنا أولًا، همس بصوت مبحوح:

"أخي، لقد كنت درعي وسيفي في هذه الحياة… فلتجد المجد في فالهالا."

ثم تقدمت غريس، عيناها مشتعلة بالألم، وضعت يدها على جسده، همست بصوت مرتجف:

"لقد وعدتني ألا تتركني… لكني سأجعلك فخورًا بي، يا أغلى ما لدي."

بإشارة من الكاهن، أشعل المحاربون سهامهم وأطلقوها نحو السفينة. اخترقت النيران الأخشاب الجافة، واشتعلت السفينة بأكملها، لتمتزج نارها مع جليد البحر، وكأنها تجسد الصراع الأبدي بين النار والجليد.

عندما احترقت السفينة بالكامل وابتلعها البحر، رفع الجميع سيوفهم نحو السماء، وهتفوا بصوت واحد:

"المجد لثور! الفايكينج العظيم! المحارب الذي لا يُهزم!"

كانت هذه نهاية ثور في هذا العالم… وبدايته في فالهالا.

بعد اسبوع غريس، ذهبت إلى مملكة النار، حيث استقبلها الوزراء والجنود بتردد، لكنها أثبتت لهم أنها ليست عدوة، بل تريد السلام.

في النهاية، أصبحت غريس ملكة النار الجديدة، وعقدت معاهدة سلام مع راغنا، الذي أصبح ملك الجليد.

وبهذا، انتهت الحرب بين النار والجليد، وبدأ عهد جديد، حيث أصبح عنصري الطبيعة متساويين، لا أحد يطغى على الآخر.
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى