الجزء الثالث عشر
في تمام الساعة 03:22 فجرًا بتوقيت القدس، اجتاز الصاروخ النووي طراز "بايستيّا" الأجواء فوق البحر الأسود، واخترق الدفاعات الروسية دون سابق إنذار.
الهدف: منشأة القيادة العسكرية العليا في نوفوغراد – قلب غرفة الردع النووي الروسي.
الضربة كانت دقيقة. لم تُبْقِ شيئًا.
وبعد 9 دقائق فقط...
تفعل "جهاز اليد الميتة" – النظام الروسي التلقائي الذي لا يعتمد على البشر في إطلاق الرد النووي.
خلال 17 دقيقة، انطلقت
213 صاروخًا نوويًا روسيًا نحو أهداف منتقاة مسبقًا:
واشنطن، نيويورك، لوس أنجلوس، برلين، لندن، باريس، روما، وتل أبيب.
الولايات المتحدة ردت بـ 198 صاروخًا.
بريطانيا أطلقت 32.
فرنسا أطلقت 22.
إسرائيل حاولت ان تطلق صواريخها نحو العرب لاكن صاروخ نووي دمر مخزن الصواريخ النووية لذالك اختار ايمن هذا المكانبل تحديد .
خلال ساعتين، كانت الكرة الأرضية تشتعل.
السماء احمرت، والمحيطات بُخّرت، والمدن تحوّلت إلى عظام سوداء.
النتائج الأولية خلال أول 24 ساعة:
- القتلى: 489 مليونًا.
- الإصابات الخطيرة: 600 مليون.
- الدول الممحوة فعليًا: 14.
- العواصف الإشعاعية: غطّت 60٪ من نصف الكرة الشمالي.
- انقطاع الإنترنت: عالمي.
- توقف حركة الطيران: كامل.
- الأنظمة البنكية: منهارة.
--
المكان: تل أبيب – مركز عمليات الموساد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 03:27 فجرًا – بعد خمس دقائق من إطلاق الصاروخ
الأنظمة كلها في حالة صمت. الجنرالات في حيرة، الأقمار الصناعية ترصد شيئًا لا يمكن تفسيره. "صاروخ بايستيّا؟ كيف؟! من أطلقه؟!" "من أعطى الأمر؟!" "لم يُسجّل أي أمر من القيادة!" "هذا يعني أن هناك خرقًا... داخليًا!" أما آري ليفي، فكان يشاهد الجميع وهم يصرخون. أدار ظهره، سار بهدوء نحو المصعد. لم يحاول أحد إيقافه. كان الهيكل كله مشغولًا بالذعر.
غادر إسرائيل في طائرة خاصّة سوداء، أقلعت من مدرج سري في النقب. ---
المكان: مقر القيادة العليا – قبو تحت الأرض – جنوب بغداد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 07:00 صباحًا كانت جنى هناك، واقفة أمام شاشة عملاقة، تعرض موجات الضغط النووي ترتفع في روسيا. إلى جانبها، سبعة رجال، وجوههم كلها مرّت بالنار والحديد. قادة محور المقاومة، في أبهى حالات الصمت. دخل آري، لم يعد بلباسه الإسرائيلي. كان يلبس الأسود. ملامحه جامدة. على صدره وسم غير معروف، وخلفه ثلاثة من النخبة بصمت كامل. جنى لم تبتسم، فقط قالت: – فعلتها. رد آري: – لم أفعل شيئًا بعد. ما جرى هو فقط الضربة الأولى... العالم الآن يعيد تشغيل تاريخه. تقدّم أحد القادة، سوريّ الأصل، وقال: – الروس سيردون، أمريكا ستُضرب، أوروبا ستنهار. قال آخر: – وإسرائيل؟ أجابه آري ببرود: – ستموت معهم... لكنها ستموت وهي تظن أنني كنت بطلها. جنى اقتربت منه، همست: – متى نتحرك؟ رد آري: – عندما يبدأ الغبار النووي في الهبوط... نكون قد طهرنا الأرض. رفع بصره إلى الخريطة، وقال:
– احشدوا السبع مئة ألف، أطلقوا جميع الأسرا ب، واستدعوا جميع الألوية. لقد بدأت ساعة الصفر.
--
المكان: المقر الرئيسي لتحالف التحرير – العمق العراقي
كان آري ليفي واقفًا أمام خريطة رقمية عملاقة، تحيط بها شاشات تعرض الخراب العالمي... مدن احترقت، جيوش تفككت، أنظمة انهارت.
دخلت جنى، يرافقها عدد من القادة العسكريين العرب.
قالت بهدوء:
– الأردن وافق... سيُفتح المعبر من جهة الكرامة.
– وسوريا... أعطت الضوء الأخضر لعبور قواتنا من درعا نحو الجولان.
– ومصر؟
– مصر وافقت بشرط أن لا تُستخدم أراضيها للهجوم، لكن سمحت بمرور الدعم عبر سيناء.
التفت آري نحوهم، وعيناه تلمعان بحزم:
– إذن... بدأت الحرب الحقيقية.
أشار إلى النقاط المضيئة على الخريطة:
– من درعا سندخل الجولان.
– من الكرامة نصل إلى أريحا ونشق طريقنا نحو القدس.
– ومن غزة... سينهض الخط الموازي.
رفع صوته:
– الهدف: اجتثاث الاحتلال من كل فلسطين. لا هدنة، لا تسوية. هذه حرب تحرير.
تقدّم أحد القادة وسأله:
– وماذا عن الموقف العالمي؟
أجاب آري:
– لا يوجد "عالم" بعد الآن... فقط رماد. ومن بين هذا الرماد، سنبعث أمة جديدة، أمة لا تُساوم ولا تنسى.
قالت جنى:
– لقد أخفيت هذا الجيش خمس سنوات... هل هم مستعدون؟
ابتسم آري وقال:
– سبعمئة ألف مقاتل... مجه
زون، مدربون، ينتظرون كلمة واحدة.
– والآن… الكلمة هي: تحركوا.