تواصل معنا

السلام عليكم هنا سأرفق جميع اجزاء رواية داهية اتمنى لكم قرأة ممتعة

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي

السلام عليكم هنا سأرفق جميع اجزاء رواية داهية
اتمنى لكم قرأة ممتعة
1000000304.png
 

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
داهية – الجزء الأول
الاسم: أيمن
العمر: 18سنة
المكان: سوريا

كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وكان أيمن يتصفح هاتفه كعادته بينما غطّت أمه وأبوه وأخواته الثلاث في نوم عميق. شعر بالضيق، فخرج من المنزل ليستنشق بعض الهواء.

في الخارج، ساد الصمت إلا من صوت بعيد لطائرةٍ تمرّ في السماء. ركّز سمعه قليلاً... عرفها مباشرة: F-16، الطائرة الحربية الإسرائيلية، لم تعد غريبة عليه. كان قد تعلّم التمييز بينها وبين غيرها من الأصوات، فقد أصبح صوتها جزءًا من ذاكرته اليومية.

تجوّل في أرجاء الأرض المحيطة بمنزله، ثم عاد بعد ساعة إلى غرفته، استلقى على فراشه وغرق في نومٍ عميق.

---

8 أيلول 2017 – الساعة الثامنة صباحًا
استيقظ أيمن على صوت سريره يهتز. كانت نرجس، شقيقته الصغيرة، تقفز عليه كالعادة. ضحك، ضمّها بين ذراعيه، ثم رماها برفق على السرير مداعبًا إياها. بعدها، جلس مع عائلته على مائدة الإفطار، كانوا يضحكون، يتحدثون، يبدون كأسرة سعيدة وسط عالم محطم.

بعد الإفطار، خرج أيمن لشراء بعض الحاجيات. وعندما عاد، دخل من بوابة الحديقة الكبيرة المحيطة بالمنزل. المنزل كان في منتصف الأرض، يبعد قليلاً عن المدخل. سمعت نرجس صوت الباب، فركضت نحوه بفرح، تناديه.

لكن أيمن شعر بشيء غريب... توقف للحظة، نظر إلى السماء...
طائرة. لا صوت لها.
شيء ما سقط منها.

توقف الزمن.

كل شيء من حوله أصبح بطيئًا.

الصاروخ يسقط...

المنزل...

الانفجار...

لم يسمع شيئًا. فقط ضوء... ثم صمت.

بعد ثانية، انفجرت الأصوات في أذنه.
شظايا... نار... دماء.
قطع من اللحم والجلد تطايرت في الهواء.

كانت نرجس.

--
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثاني
9 أيلول 2017
الساعة الرابعة فجرًا

استيقظ أيمن في سرير المشفى، يتنفس بصعوبة، غارقًا في كابوس... كان نفس الكابوس: لحظة موت نرجس، وموت كامل عائلته.

دخلت الممرضة عليه، وكان الحزن ظاهرًا على ملامحها. قالت بصوت خافت:
"رحم الله عائلتك، لقد مررت بوقت عصيب."

لكن أيمن لم يظهر أي ردة فعل. نظرت إليه باستغراب، رفعت صوتها قليلاً، كأنها تحاول إيقاظ مشاعره. لكنه رفع يده بهدوء، يطلب منها الصمت، ثم قال بصوت خالٍ من أي إحساس:
"هل هناك رسوم يجب أن أدفعها؟"

قالت الممرضة بسرعة:
"لا... لا، لكن لا يمكنك المغادرة الآن. لقد أصبت بجلطة بسيطة، وحالتك قد تسوء إن لم تلتزم بالراحة."

أيمن لم يرد. نهض ببطء، فكّ الأجهزة من جسده، وخرج من الغرفة دون كلمة. وقفت الممرضة مذهولة، تنظر إليه وهو يغادر كأنه شبح.

خرج من المشفى، يمشي بلا هدف، بلا تفكير، كأن الحياة انسحبت من ملامحه. سار حتى وصل إلى منزله... أو ما تبقى منه. كان مدمّرًا بالكامل.

دخل الحديقة، واتجه نحو الأرجوحة. جلس عليها، استلقى، وغرق في نومٍ عميق.

بعد ساعة، استيقظ على صوت جاره العجوز:
"أيمن... متى خرجت من المشفى؟ رحم الله أهلك. تعال، لنفطر سويًا، ثم نذهب إلى المقبرة إذا شئت."

أومأ أيمن برأسه: "لا مشكلة."

ذهبا إلى منزل الجار، تناولا الإفطار معًا، ثم توجّها إلى المقبرة.
وقف أيمن أمام القبور، ينظر بصمت... بلا دمعة، بلا كلمة.

وبعد دقائق، استدار بهدوء. نظر إليه الجار بدهشة. لم يكن أيمن يتصرف كعادته، كان خاليًا من كل ما يربطه بالحياة.

سار خلفه حتى خرجا من المقبرة. سأله الجار:
"بني، هل أنت بخير؟"

لم ينظر إليه أيمن، قال بصوت منخفض:
"أنا بخير. أريد أن أبيع الأرض والبيت. هل تعرف أحدًا قد يهتم بهما؟"

ردّ الجار:
"أنا أريد شراءهما... إن كنت جادًا."

قال أيمن:
"أجل، لكن أريد المال نقدًا."

قال الجار:
"اتفقنا، سنذهب الآن إلى المنزل، وسأعطيك مالك."

وصلا إلى المنزل. جلس أيمن في غرفة الضيوف بصمت. وبعد دقائق، دخل الجار العجوز حاملاً حقيبة ممتلئة بالأموال.

دخل العجوز وهو يحمل الحقيبة، وضعها على الطاولة أمام أيمن وقال بصوتٍ هادئ:
"هنا كامل المبلغ، كما اتفقنا."
أيمن لم يرد، فقط فتح الحقيبة، نظر إلى النقود لثوانٍ، ثم أغلقها دون أن يلمس شيئًا آخر.

في اليوم التالي، ذهبا سويًا إلى الدوائر العقارية. أيمن حمل أوراق الملكية، والجار كان يرافقه خطوة بخطوة. جلس أمام الموظف المختص، أجاب على الأسئلة الضرورية فقط، وقع على الأوراق، ثم نهض.

الجار قال له بعد التوقيع:
"إن أردت المبيت عندي الليلة، فبيتي مفتوح."
أيمن هزّ رأسه نفيًا.
غادر المكان واتجه إلى محطة الحافلات.

استقل حافلة إلى دمشق.

حين وصل، دخل إلى فندق متواضع في حي هادئ. وقف أمام موظف الاستقبال وقال بهدوء:
"غرفة... ليلتان."
دفع نقدًا، استلم المفتاح، وصعد دون سؤال.

في الغرفة، جلس على السرير، وضع الحقيبة بجانبه، ثم أمسك هاتفه للمرة الأولى منذ أيام.
فتح تطبيق الحجز.
أول رحلة مغادرة... الى العراق.
اختارها. حجز.

ثم وضع الهاتف جانبًا، تمدد على السرير، وأ
غلق عينيه.

لم يفكر. لم يتذكر. لم يشعر.

كان فقط جسدًا يتحرك، دون روح.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثالث

مطار دمشق الدولي – الساعة العاشرة صباحًا – 11 أيلول 2017

وصل أيمن إلى المطار، يحمل حقيبة صغيرة على ظهره. شعره كان مقصوصًا بعناية، وملابسه سوداء بالكامل. جلس في غرفة الانتظار بهدوء، ينظر أمامه دون أن يلتفت لأحد.

بعد ساعة، نودي على الرحلة المتجهة إلى العراق. وقف، توجه بهدوء إلى المدخل. عند ختم الجواز، ابتسمت له المضيفة ابتسامة صفراء، لكنه لم يُبدِ أي ردة فعل. تابع سيره حتى وصل إلى مقعده في الطائرة، جلس وأخرج كتابًا من مؤلفات ميكافلي وبدأ يقرأ.

مر بجانبه أربعة أشخاص، بدا عليه الضيق، تحركت عيناه تجاههم للحظة ثم عاد إلى كتابه.
بعد لحظات، وقفت بجانبه امرأة عشرينية، وضعت حقيبتها وقالت:
"مرحبًا."
"مرحبًا." أجاب دون أن ينظر.

قالت: "هل يمكنك التنحي قليلًا؟"
رد وهو يقف بهدوء: "لا مشكلة."
دخلت وجلست بجانب الشباك، ثم عاد إلى مكانه.

بعد صمت، قالت: "أنا جنا."
قال دون أن يرفع عينه عن الكتاب: "اسم جميل."
"شكرًا، ماذا عنك؟"
"أيمن."
"اسمك جميل."
"شكرًا."
"تقرأ لميكافلي؟"
"نعم."
"سمعت أنه شخص سيء."
"أيا يكن."

أخرج هاتفه وبدأ يكتب اقتباسًا. قالت له: "أليس من الأسهل أن تلتقط صورة؟"
نظر إليها لأول مرة وقال: "أنا مرتاح هكذا."
شعرت بالإحراج وقالت: "آسفة."
لم يرد، فقط أكمل الكتابة.

بعد نصف ساعة من الإقلاع، قام الأربعة بإخراج مسدسات ووضعوا أقنعة على وجوههم. حين اقتربت المضيفة منهم، أطلق أحدهم النار عليها دون تردد.

عمّت الفوضى الطائرة.
قالت جنا بخوف: "ألا يمكنك أن تضع هاتفك جانبًا وتنتبه؟"
رد بهدوء: "إن كنتِ لن تفعلي شيئًا، اجلسي ودعيهم يفعلوا ما يشاؤون."
ابتسمت جنا بخبث وقالت: "هل تعلم ما يريدون؟ يريدون قتلي."
نظر إليها دون اكتراث، ثم عاد لهاتفه.

قالت: "احمني، ولك ما تشاء."
سألها ببرود: "وما الذي يمكنك منحي إياه؟"
"أنا جاسوسة في محور المقاومة. أستطيع أن أضمن لك... كل ما تريد."
قال: "حسنًا. سأحميك. أريد مسكنًا وجنسية في العراق."
قالت بثقة: "لك ما تريد."

في تلك اللحظة، سيطر الخاطفون على غرفة القيادة.
قال أحدهم عبر المايكروفون:
"أيها الركاب، حافظوا على الهدوء. نبحث فقط عن فتاة بمواصفات محددة..."
ووصف جنا.

لم يهتم أيمن كثيرًا، فقط سلّمها كتاب ميكافلي وقال:
"لا ترفعي عينيكِ، مهما حدث."

بدأ الخاطفون بمطابقة الصور مع وجوه المسافرين.
كانوا قد تجاوزوا الأجواء السورية، لكن الطائرة لم تتجه نحو المطار، بل ظلت تائهة في الأجواء.

أيمن قال بصوت مرتفع: "لقد وجدوها."
تجمدت جنا في مكانها. أرادت التحرك، لكنه أمسك يدها مطمئنًا.

ركض أحد الخاطفين إليه: "أين هي؟"
همس له: "المقعد خلفي."

بينما ينشغل الخاطف بتفقد المسافرة، سرق أيمن مسدسه، وأطلق رصاصة مباشرة في رأسه.
التفت الآخر، لكنه لم يمهله، فأرداه أيضًا.

تحرك نحو غرفة القيادة.
وجد المضيفات مكبلات. فتح الباب بهدوء، أطلق رصاصتين، قتل الخاطفين.

الطيار ومساعده نظروا إليه بدهشة وامتنان، قال ببرود: "اهبطوا."
مر بجانب المضيفات، كاد يتجاهلهن، لكنه فك واحدة وقال: "فكي زميلاتكِ."

عاد إلى جنا، أخرج كبسولة صغيرة وقال:
"ابتلعي هذا."
ترددت، فرفع المسدس أمام وجهها.
ابتلعت الكبسولة.

قال بهدوء:
"سم قاتل. ستموتين خلال 24 ساعة."

---

نظرت إليه وهي تفتح فمها بدهشة، تحاول التماسك، لكن ملامحها شحبت بسرعة.
قال ببرود وهو يعيد المسدس إلى جيبه:
"هذا سم قاتل. ستموتين خلال أربعٍ وعشرين ساعة."

ارتجف صوتها:
"لكن... لماذا؟"

اقترب منها قليلًا، نظر إلى عينيها مباشرة لأول مرة، ثم قال:
"أنا أمتلك الترياق. عليكِ أن تفي بوعدك... أو تموتي، أيهما أقرب."

ابتلعت ريقها، تنفست بعمق، لم تجد ما تقوله.
بينما هو، جلس بهدوء في مقعده، أخرج كتاب ميكافلي من جديد، وفتح الصفحة التي توقف عندها.
لم يكن مهتمًا بنظراتها، ولا برجفة يديها، ولا
حتى بصرخة رضيع في آخر الطائرة.

هو الآن أيمن... الذي لا يقول إلا ما يلزم، ولا يفعل إلا ما يجب.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
العنوان: *الجزء الرابع *

المكان: مطار بغداد الدولي
الزمان: الساعة الواحدة ظهرًا – 11 أيلول 2017

هبطت الطائرة أخيرًا. ضوء الشمس الحارق في سماء بغداد استقبل الطائرة الثقيلة بنورها الكثيف. لم يبدُ على أيمن أنه متأثر بحرارة الجو، رغم أنه يرتدي ملابس سوداء بالكامل. نزل بهدوء وهو يحمل حقيبته الصغيرة على ظهره، وجنا تسير إلى جانبه، خطواتها متوترة لكن ملامحها تحاول أن تُخفي خوفها المتصاعد.

عند نقطة التفتيش، أخرجت جنا بطاقة أمنية سوداء اللون تحمل شعارًا غير مألوف، سلّمتها لرجل أمن كان بانتظارها. نظر إلى البطاقة، ثم إلى جنا، ثم إلى أيمن. قال بنبرة رسمية:

– "هل هذا مرافقك؟"

ردت بثقة متكلفة:
– "نعم، بأمر من القيادة."

هز الرجل رأسه باحترام، ثم لوّح لهما بالعبور. لم يُطلب من أيمن حتى فتح حقيبته.

في الخارج، كانت سيارة مظللة تنتظرهما. ركبا معًا. جلست جنا بجانبه، تنظر إليه بطرف عينها كأنها تتحسس خنجرًا خفيًا في جانبه.

قالت بهدوء:
– "الآن وقد وصلت… أحتاج الترياق."

لم يلتفت إليها. نظر من النافذة بهدوء وقال:
– "تحتاجين أم ترغبين؟"

قالت، وصوتها يحمل لمحة من التوتر:
– "أنا لا ألعب، أيمن. جسدي ليس بخير… أنا جاسوسة، صحيح، لكني وعدتك بشيء… وسأفي."

أخرج هاتفه، فتحه بهدوء، وأظهر لها صورة قارورة صغيرة كتب تحتها: Antidote – 24h Limit.

ثم قال بصوت بارد:
– "أمامك 18 ساعة. نفذي وعدك، وخذي ترياقك… أو لا تفعلي، و... تموتي."

قالت وهي تحاول التماسك:
– "سأخذك الآن إلى مقر آمن، وسأبدأ الاتصالات. لكن، إن حدث لي شيء… أنت ستموت معي، أتفهم ذلك؟"

التفت إليها لأول مرة منذ دقائق. نظر في عينيها، نظرة صلبة لا تزعزعها تهديدات أو استجداء، ثم قال:
– "لقد متّ فعلًا. ما ترينه الآن مجرد هيكل… يبحث عن هدف، لا أكثر."

أسندت ظهرها إلى المقعد، صمتت، وهي تدرك أنها الآن ليست من يملك اليد العليا، على الأقل… ليس بعد.


المكان: بغداد – حي الكرادة
الزمان: مساء يوم 11 أيلول 2017

وصلت السيارة إلى حي الكرادة. توقفت أمام بناية رمادية ذات مدخل جانبي تحرسه كاميرا وحارس بلباس مدني. ترجل أيمن وجنا بهدوء. فتح الحارس الباب فور أن لمح البطاقة في يد جنا، ثم أومأ باحترام.

صعدا إلى الطابق الرابع، وهناك كان مكتب صغير أشبه بمركز عمليات. استقبلتهم امرأة محجبة ذات نظرات صارمة.

قالت لجنا:
– "هل هذا هو الشخص؟"

أومأت جنا.
– "هو. وقد نفذ المهمة دون تردد. أنا مدينة له… حرفيًا."

دخلت المرأة إلى غرفة جانبية، ثم عادت بعد دقائق ومعها ملف بني صغير. ناولت أيمن أوراقًا رسمية وجهاز هاتف جديد.
– "هذه أوراق الإقامة الدائمة، مع عقد تمليك لشقة في حي زيونة. ستجد فيها كل ما تحتاجه. الاسم الجديد: أيمن خليل حسن. "

لم يظهر أيمن أي ملامح فرح. تناول الأوراق، قلبها مرة، ثم أعاد الهاتف إلى جيبه دون تعليق. التفت إلى جنا، أخرج من جيبه قارورة صغيرة، ورماها لها فوق الطاولة.

قال ببرود:
– "هذا ترياقك. تعيشي… أو تموتي… خيارك الآن انتهى."

أمسكت جنا القارورة بيد مرتعشة، شربتها فورًا، تنفست بعمق، ثم قالت:
– "لماذا ساعدتني فعلًا؟"

أجاب دون أن ينظر إليها:
– "لأني كنت بحاجة لبداية… لا أكثر."

قالت المرأة المسؤولة:
– "بما أنك تبحث عن بداية … هل تود أن تعمل معنا؟"

قال وهو ينظر من نافذة المكتب نحو شوارع بغداد المزدحمة:
– "إذا كان العمل يعني أن أجد من أُسقطه… فأنا موافق."

ابتسمت المرأة للمرة الأولى:
– "أعتقد أننا سننسجم."

*في هذه الليلة، انتقل أيمن إلى شقته الجديدة. جلس على السرير، فتح حقيبته، أخرج كتاب ميكافلي، ث
م مزقه قطعة قطعة…*
وقال *إذا تعسر ايجاد الفيروس فقتل المريض هو الحل الامثل *
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الخامس
المكان: زيونة - شقة أيمن
الزمان: الثاني عشر من أيلول، الساعة الثامنة صباحًا

فتح أيمن باب شقته، خرج بخطوات هادئة، مغلقة، لا أثر لانفعال على ملامحه. ارتدى الأسود، كما لو كان الحداد لم يفارقه. استقل سيارة تكسي كانت تنتظره في الأسفل.

قال بصوت خافت دون أي مقدمات:
– العنوان كما قلت لك، لا حاجة للكلام.

انطلق السائق من فوره، بصمت مطبق. أيمن نظر من النافذة دون أن يرمش.

في منتصف الطريق، نطق فجأة:
– أعرف أنك منهم.

السائق ببطء أنزل نظارته الشمسية وقال:
– من تقصد؟

– أولئك الذين يراقبونني منذ لحظة دخولي العراق.

ضحك السائق بهدوء مصطنع:
– لا أعلم عمّا تتحدث.

قال أيمن وهو ينظر للأمام:
– لا يوجد سائق تكسي يبقى صامتًا طوال الطريق إلا إذا طُلب منه ذلك.

سكنت لحظة، ثم اتسعت عينا السائق وكأن كلمات أيمن فضحت نية لم يُفصح عنها.

أكمل أيمن:
– من الأفضل لك ألا تخبر قادتك عن المكان الذي سأذهب إليه... وإلا... ستموت.

قال السائق، صوته ارتجف:
– وهل يمكنك فعل ذلك؟

أيمن لم يرد. الصمت هو الجواب الأقسى. عرف السائق أن الرعب بدأ يتغلغل في صدره، وأيمن يعرف ذلك. هذا ما يريده تمامًا.

وصلت السيارة إلى العيادة النفسية.

نزل أيمن ببطء، ألقى نظرة باردة إلى السائق، نظرة كافية لتجعل ليل الرجل أرقًا. دخل أيمن العيادة. اسمه كان مُسجّل مسبقًا. جلس ينتظر، وعندما نودي عليه، دخل.

---

داخل العيادة النفسية

الطبيب:
– صباح الخير... تفضل، اجلس.

جلس أيمن دون أن ينبس بكلمة.

الطبيب:
– أنا الدكتور عبد الرحمن. أنت أيمن، صحيح؟
– ...
– أيمن، لماذا أتيت إليّ؟

قال أخيرًا:
– لا أشعر بشيء.

الطبيب رفع حاجبه:
– لا شيء؟ الغضب؟ الحزن؟ الخوف؟ لا شيء؟

– لا شيء... وكأن كل المشاعر ماتت.

– متى بدأت تفقد إحساسك؟

– حين رأيت أختي تموت أمامي، تحت أنقاض بيتنا... . لا أذكر كثيرًا... لكنني أعلم أن شيئًا بداخلي انكسر إلى الأبد.

– وكيف كانت ردة فعلك وقتها؟

– لا أذكر... لقد اغمي علي .

– هل تشعر بالذنب؟

– أشعر بالفراغ.

– وهل حاولت الهرب من هذا الفراغ؟

– لا، أنا أعيش معه. صرنا صديقين.

– لماذا أتيت اليوم إذن؟

– لأني بدأت أشك... أني لم أعد إنسانًا.

الطبيب دوّن ملاحظاته، لكن في داخله كان يشعر برعب لا مفهوم، كأن هذا الشاب يملك نظرة لا تنتمي لهذا العالم.

جلس أيمن هادئًا، نبرة صوته ثابتة، لا صعود ولا نزول، لا حرارة ولا برود.

– أيمن: هل تفكر بالانتحار؟

– لا... لأن الموت لا يستحق أن أكرّمه بخوفي منه.

مرّت الجلسة بصمت ثقيل، خرج أيمن،

---

خارج العيادة
كانت سيارة تنتظر أيمن. جنى بداخلها.

دخل وجلس بجانبها دون أي كلمة.
وصلت السيارة إلى المقر السري في بغداد. دخل أيمن برفقة جنى، وهناك كان بانتظاره رئيس محور المقاومة في العراق.

قال الرئيس:
– إذًا، هذا هو أيمن؟

قالت جنى بثقة:
– هو من أنقذني في الطائرة، وقتل المختطفين الأربعة وحده. لم أكن سأصل حية إلى هنا بدونه.

الرئيس نظر إلى أيمن:
– لماذا فعلت ذلك؟

– لأنني لا أترك صفقة دون مقابل.

– جنى أخبرتني أنك طلبت شقة وجنسية؟

– حصلت عليهما. والآن؟

– هل أنت مهتم بالانضمام إلينا؟

– لست مهتمًا، لكن لا مانع لدي.

– نحن لا نضم الغرباء بسهولة.

– أنا لست غريبًا، أنا خطر.

صمت الرئيس للحظة، ثم ابتسم بخفة وقال:
– ستبدأ تدريبات خاصة خلال أيام. جنى ستكون مسؤولة عن متابعتك. لدينا خطة طويلة، وأنت مناسب تمامًا.

أيمن لم يعلّق. فقط هز رأسه موافقًا.

---

ليلاً – في شقة أيمن

فتح الباب بهدوء. جلس في الظلمة. أمسك هاتفه واتصل برقم العيادة النفسية.

رد صوت غريب:
– مَن المتصل؟

– أيمن.

– أنت كنت عند الدكتور عبد الرحمن اليوم؟

– نعم.

– الدكتور... انتحر قبل ساعة. ترك رسالة مكتوبة فقط: "الفراغ أقسى من الألم."

سكت أيمن. أغلق الهاتف ببطء. وضعه على الطا
ولة، ثم قال بصوت خافت لا يسمعه سوى نفسه:

– التنويم المغناطيسي نجح.

---
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء السادس
المكان: أحد مقرات التدريب السرية – أطراف بغداد
الزمان: السادس عشر من أيلول، الساعة الخامسة فجرًا

أُخرج أيمن من شقته قبل بزوغ الفجر. لم يُخبر عن وجهته، فقط عُصبت عيناه وسُحب في صمت.
عندما فُكت العصابة عن عينيه، وجد نفسه وسط ساحة ترابية محاطة بجدران عالية وكاميرات تراقب من كل زاوية.
خمسة رجال آخرون كانوا هناك، وجنى واقفة عند الباب، تراقب بصمت يشبه الحُكم.

تقدم منه رجل ضخم، بملامح قاسية ولحية سوداء، وقال بصوتٍ لا يقبل المساومة:

– أيمن... أنت الآن في برنامج "المتقدمين من المستوى صفر". أنت لست مقاتلًا، لكن نجاتك من ما مررت به تعني شيئًا.
سنكسر جسدك، وسنختبر عقلك... وإن بقيت واقفًا، فربما تكون ما نبحث عنه.

أيمن لم يُجب. عيونه كانت ثابتة، لا تُظهر خوفًا ولا تحديًا.
ابتسم الرجل قليلًا وقال:
– لا تجب. الصمت وقت الاختبار أول علامة على الذكاء.

بدأ التدريب في اللحظة نفسها. لم تكن تمارين جسدية فقط.
كانت هناك عزلة تامة، حرمان من النوم، اختبارات ولاء، سيناريوهات تعذيب، محاكاة لخيانة الأصدقاء، وأصوات بكاء مزيفة تُبث في الليل.
كل شيء صُمم ليهدم النفس قبل الجسد.

وجنى؟
كانت تظهر أحيانًا. تقف بعيدًا، تراقب بصمت.
لم تتحدث، لم تبتسم، لم تُظهر تعاطفًا.
لكن حضورها وحده كان كافيًا ليدرك الجميع أنها ليست مجرد مراقِبة.

---

بعد أسبوع – غرفة مظلمة خلف زجاج مراقبة

كان الرئيس واقفًا خلف الزجاج يراقب أيمن وهو يجتاز اختبار عزلة قاسية، قال وهو يعقّب:

– لم أكن أتوقع أن يصمد هذا الفتى.

ردّت جنى وهي تراقب وجه أيمن:
– هو لا يصمد... هو ببساطة لا ينهار. وهذا أمر أخطر من الصمود.

– هل تظنين أنه يصلح لنخبة "الظل"؟

قالت بهدوء:
– ليس فقط يصلح... قد يقودهم.

– وتثقين به؟

– لا.
(نظرت إليه بثبات)
– لكنني أعرف كيف أجعله يحمل السلاح... دون أن يوجهه نحوي.

ابتسم الرئيس وقال:
– دائمًا تجيدين اللعب على الحافة.

قالت جنى:
– بل أجيد تحريك الأحجار... والبقاء بعيدة عن النار.

---

بعد عشرين يومًا – غرفة العمليات

أيمن يجلس بهدوء أمام خريطة. حوله فريق من النخبة. وجنى واقفة خلفه.
الكل ينصت.

قال القائد:
– ستكون أنت العقل المدبر للعملية المقبلة.

رفع أيمن عينيه وسأل:
– ما الهدف؟

– قائد خلية عميلة للموساد، في بغداد منذ خمس سنوات.

نظر إليهم بثبات وقال:
– سأقوم بالمهمة وحدي.

ساد الصمت. تبادل البعض النظرات.
اقتربت جنى وهمست له:
– وحدك؟

أجاب دون أن يلتفت:
– من وُلد في الركام، لا يحتاج إلى من يُرشده في الظلال.

---

بعد عدة أيام – الفجر، الكرادة، قرب دجلة

دون ضجة، دون دماء في المكان، عُلّق جسد الهدف من الجسر.
كتفاه مربوطتان، عنقه مذبوح، وورقة صغيرة على صدره:

"أعِدْ لي ما أُخذ... أو انتظر دورك."

---

صباح اليوم التالي – غرفة القيادة

وقف الرئيس يتأمل الصورة.

قال بصوتٍ خافت:
– هل كانت هذه الرسالة لنا؟

ردّت جنى دون أن ترفع عينيها:
– لا... كانت رسالة لمن يعرف ماضيه.

قال:
– وما التالي؟

قالت جنى بابتسامة باردة:
– الآن... تبدأ اللعبة
الحقيقية.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء السابع

المكان: مقر القيادة – بغداد
الزمان: الثاني من تشرين الأول، الساعة الثالثة صباحًا

جلس أيمن في غرفة صغيرة، أمامه جهاز عرض يعرض صور أقمار صناعية، وثائق، وقوائم أسماء. كان يعمل بصمت. جنى تراقب من خلف الزجاج، وعلى وجهها لأول مرة... شيء يشبه الحذر.

دخل الرئيس. قال:
– لقد أثبتَ أكثر مما توقعنا.

أيمن لم يرفع رأسه. فقط قال:
– لست هنا لإثبات شيء. أنا هنا لأنتقم، وأبني شيئًا لا يُهدم.

ابتسم الرئيس وقال:
– سيكون لك ذلك، ولكن يجب أن تعرف شيئًا. تحركاتك الأخيرة جذبت انتباهًا أكبر مما نحب.

التفت أيمن، لأول مرة:
– من؟

رد الرئيس ببطء:
– الموساد.

---

المكان: فندق فخم في أربيل – غرفة عمليات سرية
الزمان: بعد يومين

رجل أشيب، بعيون زرقاء حادة، يتابع لقطات من تدريبات أيمن، وصور من الكاميرات الحرارية قرب مقر التنظيم.

قال لمساعده:
– هذا الفتى... ليس عادياً.

– هل نحاول تصفيته؟

– لا. نُجرب أولًا تجنيده. هذا النوع لا يُقتَل... يُحوَّل.

– وماذا لو رفض؟

– عندها، نجعله يظن أن رفاقه خانوْه... ونتركه يأتينا وحده.

---

المكان: أحد شوارع بغداد – سيارة مدنية تتحرك ببطء
الزمان: مساء اليوم التالي

كان أيمن يسير وحده، عاد لتوه من مهمة استطلاع.
توقفت سيارة بجانبه. انخفض الزجاج. رجل أنيق، بلهجة عربية مصقولة، قال:

– أيمن... أتعلم أن هناك من يريد أن يعطيك أكثر مما تتخيل؟
(أيمن تجاهل ومشى)
– تعرف أن لا أحد يهتم حقًا بك هنا. لكن نحن؟ نعلم قيمتك.

(توقف أيمن)
– أنتم؟

ابتسم الرجل وقال:
– نحن الجهة التي لا تكذب عندما تعد.

اقترب أيمن ببطء، انحنى تجاه النافذة، وقال بنبرة باردة:

– عندما كنت تحت الأنقاض، لم تمدوا يدًا. عندما دفنت أختي... لم تضيئوا حتى شمعة.
(ثم همس)
– جربوا مرة أخرى… وستجدوا أجسادكم تحت الركام.

ومشى.

---

المكان: مقر القيادة – مكتب الرئيس
بعد ساعة

دخل أيمن وقال:
– الموساد حاول الاتصال بي.

نظر الرئيس إلى جنى، ثم عاد ينظر لأيمن وسأله:
– وماذا قلت؟

قال أيمن دون تردد:
– قلت لهم إنني دفنت أختي وحدي، وسأدفنهم وحدي أيضًا.

ابتسم الرئيس، ثم قال:
– من هذه اللح
ظة... أنت ضمن مشروع “الظل 7”.
(نظر لجنى)
– جهّزيه… نريد أن نُريهم من يقود الظلال.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثامن


وقف أيمن أمام النوافذ المغلقة، ألقى نظرة جانبية نحو جنى وقال بهدوء جليدي:

– لا تجهزوني بشيء. بعد غد، أريد أربعة رجال أُجريت لهم عمليات تجميل ليشبهوا قادة المحور .
ألبسوهم ملابسهم، وضعوا على أجسادهم أجهزة تنصت... أريدكم أن تسمعوا كل كلمة.

ثم التفت إليها ونظر مباشرة في عينيها:

– سأمنحكم فرصة العمر. وإن لم تنفذوا ما أقول، سأضمن أن تندثروا قبل إسرائيل.

---

بعد يومين في شقة ايمن

وصل "الأشباه" الأربعة. وجوههم مطابقة لقادة من العراق وسوريا ولبنان واليمن. جلسوا في الصالة، وأيمن واقف أمامهم، كتفه مائل قليلًا وكأن عبئًا ما يسكن عليه.

قال بصوتٍ حاد، خالٍ من التردد:

– أنتم الآن تمثلون قيادات وهمية، لكنكم ستنقلون قرارًا حقيقيًا: انسحاب كامل لقوات المحور من ساحات الاشتباك العلني. من العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وغزة.
كل القوات النظامية تُسحب وتُجمّع في الخفاء. نحن على أعتاب غاية المحور.

اقترب منهم خطوة، تابع:

– سأخترق الموساد. سأتغلغل في نسيجهم. سأكون في داخلهم، وأخلق لكم فرصة... لا تأتي مرتين.
إن لم تنفذوا الخطة بحذافيرها؟ سأتأكد أن تُمحوا من الوجود، أنتم... قبل عدوكم.

ساد الصمت لثوانٍ، ثم تبادل الأشباه النظرات. فجأة، استل أحدهم سلاحه، تبعه الآخرون.

لكن أيمن لم يبدُ عليه الذهول. بل ضغط على راحة يده، حيث كان زر صغير مخفي في جلده.

خلال لحظة، خرجت من جوانب الأريكة شفرات معدنية حادة، اخترقت أعناق الأربعة دفعة واحدة.

دمهم بدأ ينتشر على الأرض، بينما قال أيمن بصوتٍ بارد:

– لا تلغوا الخطة... هذا كان جزءًا منها.

ثم أمسك ببندقية كانت قرب الحائط، ووجّهها نحو كتفه، وأطلق النار. الألم كان هائلًا، لكنه لم يصرخ. جلس على المقعد، يتنفس ببطء، والدم يسيل من ذراعه.

في اللحظة التالية، كُسر باب الشقة.
دخل رجال بملابس مدنية وأسلحة صامتة... الموساد.

سحبوه بسرعة، دون أي مقاومة منه. كانت عيناه مفتوحتين بالكامل، كأنهما تُسجلان كل تفصيلة.

---

في مقر القيادة – العراق

جلست جنى أمام الطاولة المستديرة، رؤساء محاور القتال حولها. ضغط أحدهم على الطاولة بغضب:

– هذا جنون! هل نُسلّم عقلنا للموساد؟

قال آخر:
– لا نعلم إن كان قد خُدع أم أنه يجرّنا لفخ!

لكن جنى رفعت يدها بصمت، ثم قالت بثبات:

– أنا سأدعمه. أيمن ليس مثلنا... ولا مثلهم. لا أعلم أي جنون سيرتكبه، لكنني واثقة أنه سيوفر لنا تلك الفرصة.
الأرباح، إن نجح... ستُعيد تشكيل الشرق.

اعترض البعض، همسوا بأسماء بدائل وخطط أخرى.

لكن الرئيس قال بهدوء قاتل:

– لا خيار أمامنا. ا
ستعدوا... سنقنع بقية الأطراف.

ثم أضاف:

– وراقبوا تل أبيب.

---
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء التاسع
المكان: أربيل – مقر سري للموساد
الزمان: السابع من تشرين الأول – الساعة الرابعة عصرًا

حين أفاق أيمن، كان كل شيء من حوله أبيض: ضوء مصابيح سقفية حادة، غرفة باردة الجدران، وجهاز مراقبة للقلب على يمينه. شعر بألم شديد في كتفه، ثم تذكر الرصاصة… تذكر الشبهاء… وتذكر أنه الآن ليس حيث يريد، بل حيث خطط.

دخل رجل ببدلة أنيقة، خلفه رجلان مسلحان. جلس الأول على كرسي مقابل السرير، ابتسم وقال بالعربية بلكنة عبرية:

– مرحبًا أيمن. نحن نعلم من تكون، ونريد أن نقدم لك عرضًا.

أيمن لم يرد. فقط حملق في عينيه كأنه ينظر إلى كومة قذارة لا تستحق الرد.

أكمل الرجل:

– لقد تابَعناك منذ دخولك إلى العراق. ما فعلته هناك كان مميزًا… جدًا. لا أحد يستطيع التسلل إلى محور المقاومة، ويأخذ مكانًا في صفوفهم بهذه السرعة إلا إذا كان عبقريًا… أو مثلنا.

اقترب الرجل أكثر:

– نعلم أنهم يثقون بك الآن. وهذا يعني أنك تساوي أكثر بكثير مما تعتقد. ولهذا نحن لا نريد قتلك… بل نريد أن نشتريك.

– لماذا تعتقد أني للبيع؟ قالها أيمن ببرود.

– لأنك لست مثلهم. رأينا تقرير الطبيب النفسي… أنت رجل بلا عاطفة، بلا انتماء، بلا خوف. وهذا النوع من الرجال لا يُقاتل من أجل أحد. بل ينتظر فقط من يدفع الثمن الأعلى.

صمت أيمن للحظات، ثم قال:

– ما الذي تريدونه تحديدًا؟

– نريدك أن تبقى حيث أنت… أن تصعد أكثر، أن تصبح أقرب إلى النواة الصلبة… ثم تعطينا ما نريد. معلومات. مواقع. شخصيات.

– وماذا سأحصل بالمقابل؟

– حماية… موارد… مستقبل. وإن نجحت، ستصبح اليد اليمنى لنا داخل محور المقاومة.

أيمن نظر له مطولًا، ثم قال:

– أوافق… لكن بشروطي.

ابتسم الرجل، وقال:

– بالطبع، نحن مرنون جدًا مع الأذكياء.

أيمن ابتسم للمرة الأولى، لكنها لم تكن ابتسامة رضا…
بل ابتسامة من يعرف تمامًا كيف يبدأ لعبته.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء العاشر
المكان: بغداد – أحد مقرات المحور
الزمان: العاشر من تشرين الأول – الساعة السابعة مساءً

عاد أيمن…
مشية ثقيلة، كتف معصوب، عيون باردة تخفي عاصفة.
استُقبل من قبل أحد الحراس، ثم أُدخل إلى القاعة الرئيسية. كان الجميع هناك: جنى، ضباط الصف الأول، وبعض رجال الظل.
نظراتهم اختلط فيها الحذر، بالإعجاب، بالخوف.
أما جنى… فكانت الوحيدة التي ابتسمت له، ابتسامة لا ترحيب فيها، بل معرفة.

جلس أيمن على المقعد الخشبي أمامهم.
قال أحد الضباط:

– لقد اختفيت لأيام، الجميع ظن أنك متّ.

قال أيمن بهدوء:
– الموت لا يأتي مرتين. أما الخيانة… فتأتي بعدة أوجه.

سادت لحظة صمت.

ثم قالت جنى:
– كلنا نعلم أنهم حاولوا أخذك. لكن المهم هو… هل عدت كما خرجت؟

نظر إليها نظرة طويلة. ثم قال:
– لا. عدتُ ومعي ما يحتاجه المحور ليصنع أسطورته.

فهمت جنى الرسالة فورًا.
لقد زرعوا عليه مايكروفونات. كانت لهجته وطريقة كلامه مختلفة قليلًا. مشبعة بالكلمات المسرحية… التي لا يقولها إلا من يتحدث أمام جمهور.

ابتسمت جنى، وقالت بلنبرة عالية:

– حسنًا، علينا أن نعيد بناء ما هُدم.
الان دخلت العملية وشق قيد التنفيذ
التجمع الأول سيكون في منطقة أبو غريب. قواتنا ستتمركز هناك. ثم نحرك كتيبة الطيف إلى القائم، والقوات الخاصة إلى البوكمال.

رد أحد القادة:
– وأجهزة التشويش ستعمل فوق تلك المواقع، كي لا يتم التقاط الإشارات.

وأضاف آخر:
– أما الشحنات، فستُنقل من البصرة إلى دير الزور، تمامًا كما فعلنا العام الماضي.

كل العيون كانت على أيمن.
الكل يعرف أن هذه الأكاذيب ليست له، بل لمايكروفونات جسده.
وكل كلمة… كانت تُسمع الآن في مقر الموساد.

---

المكان: شقة أيمن – زيونة
الزمان: الحادية عشر ليلًا

جلس أيمن على كرسيه المعتاد.
فتح هاتفًا خاصًا لا يُستخدم إلا مرة واحدة لكل مهمة.
اتصل برقم مشفر. بعد ثوانٍ، أجابه صوت من الموساد:

– هل أنت وحدك؟

– طبعًا.

– استقبلنا الإشارة… التحركات واضحة. سنضرب الأهداف خلال يومين.

قال أيمن بنبرة محايدة:
– اضربوهم بشراسة. اجعلوها النهاية.

ثم أغلق الهاتف.

رفع نظره إلى صورة قديمة على الجدار.
أخته…
قال بصوت خافت:

– بدأنا. سيموتون جميعًا… لكن ليس بالطريقة التي تتوقعونها.

---

المكان: مقرات المحور – بعد يومين

انفجارات.
غارات.
صراخ في الأجهزة.
تم تدمير كل ما قيل في الاجتماع.
كل موقع قيل اسمه… قُصف.

انتشرت الأخبار.
"الموساد يخترق قلب محور المقاومة".
"تفكك داخلي، وخسائر فادحة".

لكن في مقر سري تحت الأرض…
اجتمع أيمن، وجنى، والرئيس، وضباط العمليات الحقيقيون.
قال أحدهم:

– الآن صدقوا أنهم قتلونا.

قالت
جنى:
– الآن فقط يمكننا أن نبدأ.

أيمن جلس في الظل…
وهمس لنفسه:

– الآن فقط… أصبحنا لا نُرى.
 
Nobody
Nobody commented
جـهـاد 👧
جـهـاد 👧 commented

المهم بس متطلعش قتلتهم🙂
 
Nobody
Nobody commented
ما بعرف 😂
 

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الحادي عشر

المكان: مطار عسكري سري – النقب، الأراضي المحتلة
الزمان: الرابع عشر من تشرين الأول – الساعة الثالثة صباحًا

هبطت الطائرة العسكرية في مدرج رملي مهجور.
خرج منها أربعة رجال ببدلات رسمية، وفي وسطهم كان أيمن…
مكبّل اليدين شكليًا، لكن الخطى واثقة.
من بعيد، وقف جنرال إسرائيلي في أواخر الستينيات، عابس الوجه، ينتظر.

قال أحدهم:
– هذا هو.

اقترب الجنرال ونظر إلى أيمن مطولًا، ثم قال بالعبرية:
– أنت لست بشريا من الان .

رد أيمن بلغة عبرية متقنة:
– لست أي شيء… أنا فقط "الموت".

ابتسم الجنرال وأشار لهم بإطلاق سراحه.
– من هذه اللحظة، أنت "آري ليفي".
جنسية إسرائيلية، سجل نظيف، وملف كامل في الشاباك والموساد.

أُدخل أيمن إلى السيارة السوداء، ثم انطلقت نحو تل أبيب.

---

المكان: مقر الموساد – تل أبيب
الزمان: بعد أسبوع

اجتماع مغلق.
فيه كبار الضباط، وبعض الوزراء الأمنيين.
وقف أحدهم أمام الشاشة وقال:

– أيها السادة، نقدم لكم أحدث عضو في نخبتنا الأمنية…
آري ليفي – العميل الذي أسقط بنية المقاومة في العراق وسوريا.

صفق الجميع.
دخل أيمن القاعة، مرتديًا بدلة رمادية أنيقة، وحوله هالة من الغموض.
نظر إليهم وقال:

– ما سقط ليس إلا قشرة… لكنني أريد ما تحتها.

ضحك أحد الضباط:
– هذا الطموح ما نريده.

بدأت ترقيته في الموساد بسرعة.
مهمات خارجية، اغتيالات، تصفية شخصيات، حتى وصل به الحال أن أصبح مستشارًا أمنيا في عمليات إقليمية سرية.
بينما هم يعتقدون أنهم يملكونه… كان هو من يقود المسرح.

---

المكان: منزله الجديد في تل أبيب – شقة فاخرة في برج سكني
جلس أيمن على الشرفة، يشرب قهوته
ويبتسم.

ثم كتب في دفتر سري تحت الطاولة:
"الآن… أنا في عمق العدو. أصبحت بطله. وسأجعله يمشي إلى قبره وهو يصفق لي."

المكان: وزارة الأمن الإسرائيلية – تل أبيب
الزمان: الثاني من تشرين الثاني – الساعة التاسعة صباحًا

في صباح رمادي، دخل أيمن المبنى تحت حراسة معتدلة، بموعد محدد مسبقًا مع مستشار الأمن القومي، الذي قيل له إن "آري ليفي" لديه مقترح حساس ومثير للاهتمام.

كان أيمن قد نسق سابقًا، عبر قنوات داخل الموساد، طلبًا بلقاء شخصي مع رئيس الجهاز الأمني الأعلى في إسرائيل، المعروف فقط بلقب "اوري نافون"، زاعمًا أن لديه خريطة فكرية لإعادة هندسة شبكة الاستخبارات العبرية.

دخل أيمن إلى القاعة.

الرئيس، رجل ستيني، أنيق، متجهم، جلس وراء طاولة خشبية ضخمة وقال:

– آري، ما الذي لا يمكن أن يُقال عبر التقارير؟

جلس أيمن، ناظرًا إليه بثقة:

– التقارير تخبرك بما حدث… أنا هنا لأخبرك بما سيحدث.

رفع الرئيس حاجبه.

– تابع.

بدأ أيمن بعرض خطة زائفة حول "تشتيت" ما تبقى من خلايا المقاومة في لبنان عبر تضليلهم باستخدام شخصيات مزيفة داخل مجتمعاتهم، مما جعله يبدو عبقريًا في عيون الرئيس.

ضحك الأخير وقال:
– أنت لست مجرد عميل… أنت غريزة بقاء.

رد أيمن بابتسامة باهتة:
– بل أنا آلة، ولا تعمل الآلة إلا إن وُضعت في المكان المناسب.

في الأيام التالية، بدأ أيمن يتلقى دعوات خاصة لحضور اجتماعات داخل الدوائر الضيقة.
أصبح مقربًا من الرئيس، يرافقه أحيانًا في جولات تفقدية، بل حتى جلس معه في مأدبة خاصة على شاطئ حيفا.

كان يُعامله كصديق، يتحدث معه عن مشاريعه، عن خططه للمنطقة.

وأيمن؟
كان يسجل كل ذلك. ذهنيًا،

كتب في
دفتره السري في تلك الليلة:

"الاقتراب من فم التنين ليس خطرًا… الخطر أن لا تعرف متى تزرع السم."
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثاني عشر
المكان: تل أبيب – المقر الرئيسي للموساد
الزمان: تشرين الثاني – 2030
الشخصيات: "آري ليفي" (الاسم الإسرائيلي لأيمن – رئيس الموساد)، أوري نافون (رئيس دولة إسرائيل)

خمس سنوات كانت كافية لصناعة أسطورة.
أوري نافون، الرئيس الذي أنهى أسطورة "المقاومة" في الشرق الأوسط، قاد إسرائيل إلى عصر جديد من "الأمن والسلام"، كما وصفته الصحافة العبرية.
وإلى جانبه… رجل الظل، الرجل الذي صنع كل شيء: آري ليفي، رئيس جهاز الموساد، الذي تولى منصبه في كانون الأول 2025، وأصبح منذ ذلك الحين حديث الصحافة، والشخصية الأكثر مهابة في جهاز الأمن الإسرائيلي.

في مؤتمر دولي أقيم في بروكسل، وقف أوري نافون على المنصة يعلن:

– بفضل عبقرية قائد استخباراتنا… لم تعد هناك حاجة إلى الجدران. أعداؤنا أصبحوا حلفاء، وأصدقاءنا أصبحوا شركاء في مستقبل السلام!

ضجّت القاعة بالتصفيق.
و"آري ليفي"، الجالس في الصف الأول، لم يبتسم. فقط نظر نحو الحضور، يسجّل وجوههم بعينه الباردة.

لكنه كان يعلم الحقيقة.

فـ"المقاومة" لم تنتهي… بل دُفنت مؤقتًا تحت الأرض، كي تنمو.

في الظل، وبتخطيط دقيق، نجح "آري" خلال خمس سنوات أن يخلق جيشًا من الرماد:
700 ألف مقاتل موزعين على خمس دول،
ترسانة صاروخية دقيقة تضم ما لم تحلم به دول عظمى،
مخابئ تحت الأرض في عمق الصحارى والمدن،
وقادة عسكريون لا أحد يعرف وجوههم، درّبهم بنفسه عبر وسطاء.

كل هذا تم… بتواطؤ خفي من أنظمة عربية ظاهريًا مطبعة، لكن في الخفاء تنتظر لحظة الغزو الأعظم.
كان آري ليفي هو المهندس، العصب، الدماغ، والبوابة التي دخل منها كل شيء.

لكن الثغرة التي يخطط لها… لم تكن في إسرائيل فقط.

بل كان يهيّئ ضربة ستضرب قلب النظام العالمي:

– اقتصادات، إعلام، موانئ، شبكات اتصالات، بنوك مركزية…
كلها أهداف مسجلة.

آري لم يكن يريد فقط تحرير الأرض.
بل تغيير النظام العالمي الذي سمح بخلق إسرائيل في الأصل.

كتب على ورقة صغيرة، في مكتبه المغلق:

"الهجوم لن يبدأ بصاروخ... بل بثغرة صغيرة في الحقيقة."

---

المكان: منشأة سرّية شمال ديمونة – صحراء النقب
الزمان: التاسع من شباط – عام 2031

لم يكن أحد يعلم أن في عمق صحراء النقب، وتحديدًا أسفل منشأة وهمية تُستخدم لتجارب تكنولوجيا الأقمار الصناعية، توجد غرفة حربية مدفونة تحت 70 مترًا من الأرض، تضم مشروعًا لم يُعلن عنه في الكنيست، ولا يعترف به حتى رئيس الوزراء علنًا:
"برنامج السهم الأسود" – مشروع تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات ذات رؤوس نووية من طراز "بايستيا" (Beystia)، بتعاون سرّي مع شركات تسليح في أوروبا الشرقية.

وكان "آري ليفي"، رئيس الموساد، هو المُشرِف الأوحد على المشروع.

لكن لم يكن المشروع ما أراده... بل الصاروخ ذاته.

لمدة عامين، خطط آري بهدوء للسيطرة على أحد هذه الصواريخ.
– حرّك بعض الجنرالات للتقاعد المبكر.
– قرّب إليه فريقًا هندسيًا مواليًا له.
– دسّ عملاءً في وحدات الحراسة

وفي تلك الليلة الباردة من شهر شباط، لم يُطلق إنذار.
بل تحركت منصة الإطلاق ببطء من تحت الأرض، إلى السطح...
كان كل شيء معدًا.
الوجهة: سيبيريا – قلب المجال العسكري الروسي .
الهدف: تفعيل “اليد ميتة” الروسية، ذلك النظام الذي بمجرد أن يظن أن روسيا تعرضت لهجوم نووي مميت، يرد تلقائيًا على العالم دون أمر بشري مباشر.

ضغط آري على زر التفعيل، بينما الكود يتم تحميله من جهاز حاسوب مستقل غير مربوط بأي شبكة.

الصاروخ "بايستيا-1" انطلق بسرعة تتجاوز 23 ماخ، حاملاً رأسًا نوويًا حراريًا بقوة 3.5 ميغاطن، نحو نقطة اختارها بعناية في عمق أراضي روسيا.

لم تلتقطه الدفاعات، ولم يكن أحد يتوقعه.


كان هذا هو اليوم الذي بدأت فيه الخطة.
وكان آري ليفي، الصامت في قبو الموساد، ينظر إلى الشاشة ويهمس:
*"والآن... ليحترق العالم."
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثالث عشر

في تمام الساعة 03:22 فجرًا بتوقيت القدس، اجتاز الصاروخ النووي طراز "بايستيّا" الأجواء فوق البحر الأسود، واخترق الدفاعات الروسية دون سابق إنذار.
الهدف: منشأة القيادة العسكرية العليا في نوفوغراد – قلب غرفة الردع النووي الروسي.

الضربة كانت دقيقة. لم تُبْقِ شيئًا.

وبعد 9 دقائق فقط...

تفعل "جهاز اليد الميتة" – النظام الروسي التلقائي الذي لا يعتمد على البشر في إطلاق الرد النووي.
خلال 17 دقيقة، انطلقت 213 صاروخًا نوويًا روسيًا نحو أهداف منتقاة مسبقًا:
واشنطن، نيويورك، لوس أنجلوس، برلين، لندن، باريس، روما، وتل أبيب.

الولايات المتحدة ردت بـ 198 صاروخًا.
بريطانيا أطلقت 32.
فرنسا أطلقت 22.
إسرائيل حاولت ان تطلق صواريخها نحو العرب لاكن صاروخ نووي دمر مخزن الصواريخ النووية لذالك اختار ايمن هذا المكانبل تحديد .

خلال ساعتين، كانت الكرة الأرضية تشتعل.

السماء احمرت، والمحيطات بُخّرت، والمدن تحوّلت إلى عظام سوداء.

النتائج الأولية خلال أول 24 ساعة:

  • القتلى: 489 مليونًا.
  • الإصابات الخطيرة: 600 مليون.
  • الدول الممحوة فعليًا: 14.
  • العواصف الإشعاعية: غطّت 60٪ من نصف الكرة الشمالي.
  • انقطاع الإنترنت: عالمي.
  • توقف حركة الطيران: كامل.
  • الأنظمة البنكية: منهارة.

--


المكان: تل أبيب – مركز عمليات الموساد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 03:27 فجرًا – بعد خمس دقائق من إطلاق الصاروخ
الأنظمة كلها في حالة صمت. الجنرالات في حيرة، الأقمار الصناعية ترصد شيئًا لا يمكن تفسيره. "صاروخ بايستيّا؟ كيف؟! من أطلقه؟!" "من أعطى الأمر؟!" "لم يُسجّل أي أمر من القيادة!" "هذا يعني أن هناك خرقًا... داخليًا!" أما آري ليفي، فكان يشاهد الجميع وهم يصرخون. أدار ظهره، سار بهدوء نحو المصعد. لم يحاول أحد إيقافه. كان الهيكل كله مشغولًا بالذعر. غادر إسرائيل في طائرة خاصّة سوداء، أقلعت من مدرج سري في النقب. --- المكان: مقر القيادة العليا – قبو تحت الأرض – جنوب بغداد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 07:00 صباحًا كانت جنى هناك، واقفة أمام شاشة عملاقة، تعرض موجات الضغط النووي ترتفع في روسيا. إلى جانبها، سبعة رجال، وجوههم كلها مرّت بالنار والحديد. قادة محور المقاومة، في أبهى حالات الصمت. دخل آري، لم يعد بلباسه الإسرائيلي. كان يلبس الأسود. ملامحه جامدة. على صدره وسم غير معروف، وخلفه ثلاثة من النخبة بصمت كامل. جنى لم تبتسم، فقط قالت: – فعلتها. رد آري: – لم أفعل شيئًا بعد. ما جرى هو فقط الضربة الأولى... العالم الآن يعيد تشغيل تاريخه. تقدّم أحد القادة، سوريّ الأصل، وقال: – الروس سيردون، أمريكا ستُضرب، أوروبا ستنهار. قال آخر: – وإسرائيل؟ أجابه آري ببرود: – ستموت معهم... لكنها ستموت وهي تظن أنني كنت بطلها. جنى اقتربت منه، همست: – متى نتحرك؟ رد آري: – عندما يبدأ الغبار النووي في الهبوط... نكون قد طهرنا الأرض. رفع بصره إلى الخريطة، وقال: – احشدوا السبع مئة ألف، أطلقوا جميع الأسرا ب، واستدعوا جميع الألوية. لقد بدأت ساعة الصفر.

--

المكان: المقر الرئيسي لتحالف التحرير – العمق العراقي


كان آري ليفي واقفًا أمام خريطة رقمية عملاقة، تحيط بها شاشات تعرض الخراب العالمي... مدن احترقت، جيوش تفككت، أنظمة انهارت.

دخلت جنى، يرافقها عدد من القادة العسكريين العرب.

قالت بهدوء:
– الأردن وافق... سيُفتح المعبر من جهة الكرامة.
– وسوريا... أعطت الضوء الأخضر لعبور قواتنا من درعا نحو الجولان.
– ومصر؟
– مصر وافقت بشرط أن لا تُستخدم أراضيها للهجوم، لكن سمحت بمرور الدعم عبر سيناء.

التفت آري نحوهم، وعيناه تلمعان بحزم:

– إذن... بدأت الحرب الحقيقية.

أشار إلى النقاط المضيئة على الخريطة:

– من درعا سندخل الجولان.
– من الكرامة نصل إلى أريحا ونشق طريقنا نحو القدس.
– ومن غزة... سينهض الخط الموازي.

رفع صوته:

– الهدف: اجتثاث الاحتلال من كل فلسطين. لا هدنة، لا تسوية. هذه حرب تحرير.

تقدّم أحد القادة وسأله:

– وماذا عن الموقف العالمي؟

أجاب آري:

– لا يوجد "عالم" بعد الآن... فقط رماد. ومن بين هذا الرماد، سنبعث أمة جديدة، أمة لا تُساوم ولا تنسى.

قالت جنى:

– لقد أخفيت هذا الجيش خمس سنوات... هل هم مستعدون؟

ابتسم آري وقال:

– سبعمئة ألف مقاتل... مجه
زون، مدربون، ينتظرون كلمة واحدة.

– والآن… الكلمة هي: تحركوا.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
8,496
مستوى التفاعل
933
الإقامة
جندي
مجموع اﻻوسمة
3
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الرابع عشر والاخير

المكان: قطاع غزة – الحدود الشرقية

مع أول خيوط الفجر، دوت الصافرات في أرجاء غزة، لكنّها لم تكن إنذارًا هذه المرة… بل نداءً.

"انطلقت ساعة التحرير."

من خلف السواتر، خرجت آلاف الأقدام تدوس الرمال بثبات. صواريخ المقاومة أمطرت المواقع الأمامية للاحتلال، فيما تدفقت قوات النخبة من الأنفاق، تحمل معها وجع سنين، وإرادة فولاذية.

في أقل من 4 ساعات، تم اختراق الساتر الأمني بالكامل، وتمت السيطرة على أول مستوطنة في "غلاف غزة".

اليوم الأول:
غزة تحررت بالكامل.
سلاح الجو الإسرائيلي أُنهك، دفاعاته عاجزة عن صد الأمواج البشرية المدربة، والمسيّرات تغزو سماء النقب.

اليوم الثالث:
من شمال الأردن، دخلت القوات العربية.
عبرت الدبابات عبر معبر الكرامة نحو أريحا، وخلال ساعات، رُفعت رايات المقاومة فوق الجسور.

اليوم الخامس:
الجولان اشتعل.
من خلف الجبال، تسللت كتائب النخبة السورية والحلفاء، وضربوا مستوطنات طبريا وصفد بوحشية دقيقة.

اليوم الثامن:
تل أبيب تحترق.
صواريخ دقيقة تضرب مبنى الكنيست، ومقر قيادة الأركان، والبورصة تنهار.
الإسرائيليون يفرون إلى البحر.

اليوم العاشر:
القدس

من ثلاث جبهات اجتاحت القوات العاصمة الموعودة.
عند باب العامود دارت أشرس المعارك.
لكن مع غروب الشمس، رُفعت راية المقاومة فوق قبة الصخرة، وهُدمت آخر نقطة عسكرية للاحتلال في البلدة القديمة.

---

المكان: فيلا نائية – شمال الأردن
الزمان: مساء اليوم نفسه


جلس "آري ليفي"... أو كما لم يناده أحد منذ زمن طويل: أيمن، بهدوء مميت، يراقب عبر الشرفة أضواء المعركة الأخيرة تنطفئ.

كان وحده.
أشعل سيجارته كما يفعل في نهاية كل خطة.

أخرج من محفظته صورة قديمة لكوثر، الصغيرة التي سقطت تحت الركام، وابتسم بحزن.

– "نرجس ... فعلتها."

أدار وجهه نحو شاشة صغيرة تعرض اوضاع العالم وقال : من جعلوكي تحت التراب جعلتهم تحت التراب يا حبيبتي

– "الآن... انتهت القصة."

ثم ساد الصمت.
وكل شيء انتهى.

---
 
التعديل الأخير:
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
99,058
مستوى التفاعل
91,037
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
30
رواية داهية كاملة بقلمي
قراتها الى الفصل السابع
بصرراحة اسلوبك سهل وخفيف
احدداثك غير ممله في اول فصل صعقت
لي عوودة تقددير ي لك
 
1 Comment
Nobody
Nobody commented
الله يبعد الصعقات عنا بس سعيد بوجودك
 

اسكادا

ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية
الاشراف
إنضم
19 مارس 2025
المشاركات
11,126
مستوى التفاعل
1,416
الإقامة
Riyadh
مجموع اﻻوسمة
5
رواية داهية كاملة بقلمي
Nobody @Nobody قرأت بداية الرواية ويبدو أن أمامي عمل ثري ومليء بالتفاصيل والعمق.

سأحرص على قراءة الفصول كاملة بتأنٍ، حتى أستوعب كل ما تحمله من أبعاد وأحداث.

عودة قريبة بإذن الله، ومعي انطباع شامل يليق بجهدك الجميل.


كل التقدير لك
 
Comment

سمارة

💎نجمة الغابة الساطعة ومشرفة القسم العام
الاشراف
إنضم
8 مارس 2023
المشاركات
36,921
مستوى التفاعل
22,555
مجموع اﻻوسمة
17
رواية داهية كاملة بقلمي
ما شاء الله ايمن
سأقرأ روايتك على رواق
في المسا بتوقيتي باذن الله
اكيد ستكون رواية مميزة كعادتك
سلمت يداك
 
3 Comments
Nobody
Nobody commented
متشوق اشوف مراجعتك
 
سمارة
سمارة commented
ان شاء الله بعد ساعتين اقرأ رواياتك
بكون خلصت شغلي اعمل فنجان قهوة اجلس واقرأ على رواق
 
Nobody
Nobody commented

سمارة

💎نجمة الغابة الساطعة ومشرفة القسم العام
الاشراف
إنضم
8 مارس 2023
المشاركات
36,921
مستوى التفاعل
22,555
مجموع اﻻوسمة
17
رواية داهية كاملة بقلمي
الجزء الثالث عشر

في تمام الساعة 03:22 فجرًا بتوقيت القدس، اجتاز الصاروخ النووي طراز "بايستيّا" الأجواء فوق البحر الأسود، واخترق الدفاعات الروسية دون سابق إنذار.
الهدف: منشأة القيادة العسكرية العليا في نوفوغراد – قلب غرفة الردع النووي الروسي.

الضربة كانت دقيقة. لم تُبْقِ شيئًا.

وبعد 9 دقائق فقط...

تفعل "جهاز اليد الميتة" – النظام الروسي التلقائي الذي لا يعتمد على البشر في إطلاق الرد النووي.
خلال 17 دقيقة، انطلقت 213 صاروخًا نوويًا روسيًا نحو أهداف منتقاة مسبقًا:
واشنطن، نيويورك، لوس أنجلوس، برلين، لندن، باريس، روما، وتل أبيب.

الولايات المتحدة ردت بـ 198 صاروخًا.
بريطانيا أطلقت 32.
فرنسا أطلقت 22.
إسرائيل حاولت ان تطلق صواريخها نحو العرب لاكن صاروخ نووي دمر مخزن الصواريخ النووية لذالك اختار ايمن هذا المكانبل تحديد .

خلال ساعتين، كانت الكرة الأرضية تشتعل.


السماء احمرت، والمحيطات بُخّرت، والمدن تحوّلت إلى عظام سوداء.

النتائج الأولية خلال أول 24 ساعة:

  • القتلى: 489 مليونًا.
  • الإصابات الخطيرة: 600 مليون.
  • الدول الممحوة فعليًا: 14.
  • العواصف الإشعاعية: غطّت 60٪ من نصف الكرة الشمالي.
  • انقطاع الإنترنت: عالمي.
  • توقف حركة الطيران: كامل.
  • الأنظمة البنكية: منهارة.

--


المكان: تل أبيب – مركز عمليات الموساد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 03:27 فجرًا – بعد خمس دقائق من إطلاق الصاروخ
الأنظمة كلها في حالة صمت. الجنرالات في حيرة، الأقمار الصناعية ترصد شيئًا لا يمكن تفسيره. "صاروخ بايستيّا؟ كيف؟! من أطلقه؟!" "من أعطى الأمر؟!" "لم يُسجّل أي أمر من القيادة!" "هذا يعني أن هناك خرقًا... داخليًا!" أما آري ليفي، فكان يشاهد الجميع وهم يصرخون. أدار ظهره، سار بهدوء نحو المصعد. لم يحاول أحد إيقافه. كان الهيكل كله مشغولًا بالذعر. غادر إسرائيل في طائرة خاصّة سوداء، أقلعت من مدرج سري في النقب. --- المكان: مقر القيادة العليا – قبو تحت الأرض – جنوب بغداد الزمان: التاسع من شباط، الساعة 07:00 صباحًا كانت جنى هناك، واقفة أمام شاشة عملاقة، تعرض موجات الضغط النووي ترتفع في روسيا. إلى جانبها، سبعة رجال، وجوههم كلها مرّت بالنار والحديد. قادة محور المقاومة، في أبهى حالات الصمت. دخل آري، لم يعد بلباسه الإسرائيلي. كان يلبس الأسود. ملامحه جامدة. على صدره وسم غير معروف، وخلفه ثلاثة من النخبة بصمت كامل. جنى لم تبتسم، فقط قالت: – فعلتها. رد آري: – لم أفعل شيئًا بعد. ما جرى هو فقط الضربة الأولى... العالم الآن يعيد تشغيل تاريخه. تقدّم أحد القادة، سوريّ الأصل، وقال: – الروس سيردون، أمريكا ستُضرب، أوروبا ستنهار. قال آخر: – وإسرائيل؟ أجابه آري ببرود: – ستموت معهم... لكنها ستموت وهي تظن أنني كنت بطلها. جنى اقتربت منه، همست: – متى نتحرك؟ رد آري: – عندما يبدأ الغبار النووي في الهبوط... نكون قد طهرنا الأرض. رفع بصره إلى الخريطة، وقال: – احشدوا السبع مئة ألف، أطلقوا جميع الأسرا ب، واستدعوا جميع الألوية. لقد بدأت ساعة الصفر.

--

المكان: المقر الرئيسي لتحالف التحرير – العمق العراقي


كان آري ليفي واقفًا أمام خريطة رقمية عملاقة، تحيط بها شاشات تعرض الخراب العالمي... مدن احترقت، جيوش تفككت، أنظمة انهارت.

دخلت جنى، يرافقها عدد من القادة العسكريين العرب.

قالت بهدوء:
– الأردن وافق... سيُفتح المعبر من جهة الكرامة.
– وسوريا... أعطت الضوء الأخضر لعبور قواتنا من درعا نحو الجولان.
– ومصر؟
– مصر وافقت بشرط أن لا تُستخدم أراضيها للهجوم، لكن سمحت بمرور الدعم عبر سيناء.

التفت آري نحوهم، وعيناه تلمعان بحزم:

– إذن... بدأت الحرب الحقيقية.

أشار إلى النقاط المضيئة على الخريطة:

– من درعا سندخل الجولان.
– من الكرامة نصل إلى أريحا ونشق طريقنا نحو القدس.
– ومن غزة... سينهض الخط الموازي.

رفع صوته:

– الهدف: اجتثاث الاحتلال من كل فلسطين. لا هدنة، لا تسوية. هذه حرب تحرير.

تقدّم أحد القادة وسأله:

– وماذا عن الموقف العالمي؟

أجاب آري:

– لا يوجد "عالم" بعد الآن... فقط رماد. ومن بين هذا الرماد، سنبعث أمة جديدة، أمة لا تُساوم ولا تنسى.

قالت جنى:

– لقد أخفيت هذا الجيش خمس سنوات... هل هم مستعدون؟

ابتسم آري وقال:

– سبعمئة ألف مقاتل... مجه
زون، مدربون، ينتظرون كلمة واحدة.

– والآن… الكلمة هي: تحركوا.

🙂 🙂
واوووو يا لها من نهاية جميلة
يا ريت لو يتحقق هالحلم
بتدميرهم واسترجاع الأراضي المسروقة
بداية القصة كتير
حزين لان اهل ايمن ماتو
بس للاسف الارض ترتوي
بدماء الشهداء حتى تتحرر
يا الله رجل واحد فعل كل هذا
ما بالكم لو اتحدت الامة الاسلامية
ما شاء الله عليك ايمن
قرأت الرواية كلمة كلمة
وتمنيت ان لا تنتهي
حبيت كتير شخصية ايمن البطل الشجاع
يا رب هالشي يتحقق عن قريب
سلمت يداك واناملك
مبدع وكتير ذكي
بانتظار جديدك باذن الله
برافوووو ايمن 🌺🌺

::
 
سمارة
سمارة commented
المرة الجاي بس بدك تروح على فلسطين خدني معك حتى قاتل معكم عندي شوية خبرة بالقتال 🥰
 
Nobody
Nobody commented
ههه ايمن الي بل رواية مش ايمن الي بيكلمك بس ماشي يا ستي المرة الجاية بنروح سوى 😂
 
Nobody
Nobody commented

سمارة

💎نجمة الغابة الساطعة ومشرفة القسم العام
الاشراف
إنضم
8 مارس 2023
المشاركات
36,921
مستوى التفاعل
22,555
مجموع اﻻوسمة
17
رواية داهية كاملة بقلمي
ليلاً – في شقة أيمن

فتح الباب بهدوء. جلس في الظلمة. أمسك هاتفه واتصل برقم العيادة النفسية.

رد صوت غريب:
– مَن المتصل؟

– أيمن.

– أنت كنت عند الدكتور عبد الرحمن اليوم؟

– نعم.

– الدكتور... انتحر قبل ساعة. ترك رسالة مكتوبة فقط: "الفراغ أقسى من الألم."

سكت أيمن. أغلق الهاتف ببطء. وضعه على الطا
ولة، ثم قال بصوت خافت لا يسمعه سوى نفسه:

– التنويم المغناطيسي نجح


هذا الجزء ما فهمته
لماذا انتحر الدكتور؟
هل ايمن من دفعه للإنتحار ؟


::
 
3 Comments
Nobody
Nobody commented
يب عشان ما حدا يستغله ضده نومه اثناء الكلام مغناطيسيا ثم سأله هل تود الانتحار
 
سمارة
سمارة commented
يا الهي اديش ذكي ما ترك ولا ثغرة حتى ما ينكشف برافو عليه مع اني ضد القتل 🙂
 
Nobody
Nobody commented
يب هو ذكي بس مش ضد القتل
 

sitemap      sitemap

أعلى